مسيرة الخميس .. الإبداع الأمني

mainThumb

02-05-2013 08:43 PM

بحكم كوني أصبحت عاطلا عن العمل،بعد أن إستجيب لضغوط معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية"ميمري"وهو مركز ضغط يهودي يبتز الدول العربية بالمساعدات الأمريكية ،وهو أخطر من منظمة "الإيباك"،وفصلتني جريدة "العرب اليوم"المنهارة قسرا، بحجة بلوغي سن الستين مع أن قرار الفصل كان متخذا قبل ثمانية  أشهر من بلوغي سن الستين ،شاركت الخميس 2 ايار 2013 في مسيرة العمال وسرت معهم من أمام الجامع الحسيني إلى موقع شركة الكهرباء الوطنية _قيد البيع_

وكم شعرت بالمتعة والأمان والراحة النفسية،وكانت مشاركتي أيضا إستجابة لدعوة الحراك لنا للإنتصار لقضايا الصحافيين ودعما للزميل عدنان برية الذي يواصل إضرابه عن الطعام ،يسانده صديقه الكاتب حسام مياس الذي دخل مرحة الخطر،منذ ثلاثة عشر يوما دون أن يجدا جهة ما تهتم بأمرهما حتى ان نقابة الصحافيين التي إستضافتهما قسرا لا تهتم لأمرهما .

سوف يسأل القاريء العزيز عن هذه المقدمة وخاتمتها ،وجوابي :أنني سرت في مسيرة حقيقية ،أدى فيها اطرافها من العمال ورجال الأمن دورهم المناط بهم،فالعمال مثلوا دورهم جيدا ،وكذلك رجال الأمن ،مع أن الأمور كانت كما يجب ان تكون عليه مسيرات من يشعرون بالظلم.
مشهد المسيرة من جانبيه الداخلي والخارجي كان مريحا ،ولم نر بلطجيا واحدا،وكان كبار رجال الأمن ينظمون السير ،لأن المسيرة سارت في شارع أكثر من رئيسي.ولم نر لا أسلحة ولا أصابع على الزناد،ولا وجوه رجل أمن متجهمة،بل كان الجميع مرتاحين ولا توجس من إنحراف،لأن النوايا كانت مبيتة ..سيروا بسلام،ولا مساس.

في المقابل ،لم يكن الحراك مسالما ،بل كان حراكا شعبيا بإمتياز عبر عن هموم وقضايا الطبقة العاملة ،وعرج على الخصخصة وبيع القطاع العام ،وقام بتوصيف الواقع جيدا وبدقة.

إستل الحراك كلمات  شعاراته النارية من قلب بيت النار، وكانت تقطر نارا تصهر الفولاذ، ولم تكن مبيتة في الثلاجة ،وتعرضوا للجميع الذين خالفوا العرف والمنطق وتعاملوا مع الوطن كمزرعة جرى تطويبها لهم،وكسروا كل التابوهات المعروفة وغير المعروفة،ولعل المنتهى أمام موقع شركة الكهرباء الوطنية –قيد البيع_ والرسالة التي تليت ،كانت رسالة ذات مغزى.

الإختلاف كان واضحا بين هذه المسيرة وغيرها من المسيرات السابقات ،إذ إنتهت هذه المسيرة كما بدأت، ولم نشهد إشتباكا ولو لفظيا بين الحراك ورجال الأمن ،عكس المسيرات الأخرى التي كنا نشهد فيها اداء أمنيا مرعبا ،وكأن المواجهة ليست بين الشعب وأبنائه من رجال الأمن .
من حق القاريء أن يسأل :لماذا مرت الأمور على خير؟الجواب واضح وهو أن تلك المسيرة العمالية لم تكن تضم في ثناياها الإخوان المسلمين –العدو الإفتراضي-الأمر الذي تطلب عدم الإستنفار الأمني والتذرع بإغلاق الشارع الرئيسي ،وظهور البلطجية والعبث المني.

هكذا يجب ان يكون التعامل مع المسيرات سواء ضمت الإخوان المسلمين أم لا ،فواجب رجال الأمن حراسة المسيرة ،لا قمعها .لذلك أقول لصانع القرا في هذا الخصوص :برافو..برافو..برافو .وسنرى كيف ستتصرفون اليوم الجمعة؟؟؟!!!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد