المواطن الأردني لا بواكي له

mainThumb

23-05-2013 11:22 AM

عند التعاملات التجارية يسألون عن بلد المنشأ،مع أن ذلك لا يحقق النتيجة، فهناك منتجات صينية تنافس المنتجات الأمريكية في الساحة الأمريكية، ونحن هنا، أمام حالة مواطنة وليس حالة إنتاج ،لذلك يسأل عن كيفية معاملة المواطن في بلده ،وبالتالي تفصل درجة الخوف منه أو مدى إحترامه.

من هنا أقول أنه وحسب معاملة  المواطن الأردني في بلده ،يعامله الآخرون ...يحترمونه أو يخافون منه ،لا فرق،فالمواطن الأردني هذه الأيام لا وزن له في بلده ،فلذلك لا نلوم الآخر بغض النظر عن هذا الآخر كيف يعامله.

بالأمس القريب سجل واقع الحال حالة ليست غريبة فحسب، بل لم نكن لنتصورها يوما، وهي قيام طاقم السفارة العراقية المالكية بالإعتداء على مواطنين أردنيين عبروا عن رأيهم، فخرج الدبلوماسيون العراقيون من ثوبهم الدبلوماسي،وتدثروا بدثار البلطجة وسحلوا بعض المواطنين الأردنيين وأين ؟..في المركز الثقافي الملكي.

قبل الغوص في التفاصيل ،لا بد من إجراء مسح منطقي لما جرى ،ليس لتصوير الحادثة أو تبريرها ،أو إدانتها ،بل لكشف المستور ،وهو :كيف جرى تنظيم هكذا محاضرة لسفير دولة أخرى يتحدث فيها عن موضوع حساس ،بغض النظر عن موقفنا منه .........

أليس من المفروض أن تكون الموافقة ممهورة بختم المكتب الخاص في وزارة الخارجية التي تعنى بالشأن الدبلوماسي؟ والسؤال :هل حصل المركز الثقافي على هذه الموافقة أم انه نظم المحاضرة هكذا على عواهنها؟هنا يكمن السر ولا بد من التحقيق.........

القضية الأخرى التي لا بد من الوقوف عندها مليا ،وهي قيام جهة إعلامية عراقية ببث فيلم المعركة....ماذا يعني ذلك ،ونحن في الأردن لم نسمع بالتفاصيل بل شاهدناها من الفيلم العراقي......

لو صدقت الأنباء الواردة من العراق حول نص مكالمة المالكي مع وزير خارجيته وقوله له :إمنحهم سنة  وخمسة آلاف دولار،وغشمر وزير الخارجية الأردني بإعتذار شفهي،وأنه تحدث مع السفير وشكره على الإنتصار في هذه الجولة ،وتحدث مع الطاقم فردا فردا ليقدم لهم التهاني بنفسه، واعدا ببغددة طاقم السفارة الذي خاض غمار الحرب ضد البعثيين الأردنيين، وأين على الساحة الأردنية .....لو صح ذلك ماذا سيكون عليه واقع الحال؟.......

لا ألوم دبلوماسيي المالكي وغيرهم من الذين سولت لهم انفسهم الإعتداء على مواطنين أردنيين ،سواء داخل او خارج الأردن..فكما قلت إنهم ينظرون إلى بلد المنشأ ،ويعلمون جيدا كم نحن مظلمون في بلدنا ........

خذوا مثلا معاناة الأسرى الأردنيين  المضربين عن  الطعام في المعتقلات الإسرائيلية،فلا مندوحة لهم ،ولا تهتم بهم الحكومة ولا السفارة الأردنية في تل أبيب،ولا حتى وجدوا من يستمع لشكاوي ذويهم أمام الديوان الملكي الذي هو بيت الأردنيين،وكذلك الشرطي الذي قتله الصهاينة الذي كان مكلفا بحراستهم ،لكنه رأى منهم منكرا فقتلوه.........

ولا بأس من التذكير بأننا أصبحنا تحت رحمة اللوبيهات الصهيونية في واشنطن ،حيث فصلت من عملي في جريدة العرب اليوم بحجة بلوغي سن الستين، مع أن الحقيقة هي أنني كتبت مقالا بعنوان :إسرائيل والسلام لا يتفقان.فإشتكى عليّ معهد بحوث ودراسات الشرق الأوسط الإعلامية"ميمري"وطلب من الجهات المعنية إنهاء خدماتي ،وتم تأجيل الفصل ثمانية أشهر حتى أبلغ الستين ،ويتم فصلي دون ضجة.......

السؤال الضرورة هو :ما الذي جرى ولا يزال يجري؟هل هو طوشة عفوية حقا، أم هناك من خطط ودبر،لتمرير ما يجري على الأرض ضد سوريا؟ 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد