إخوان الأردن الأكثر إعتدالا في التنظيم الدولي

mainThumb

16-07-2013 04:40 PM

حقيقة لا مراء فيها وهي أن جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ،هم الأكثر إعتدالا في التنظيم الدولي لتنظيم الإخوان العالمي والدلائل على ذلك كثيرة وثابتة.

أعلم أنني أغرد خارج السرب بل وأقامر لأن الدارج الإعلامي هذه الأيام هو الهجوم على جماعة الإخوان المسلمين ونعتهم بأقذع الصفات ،دون النظر بعين العقل انهم جزء مهم من النسيج الوطني الأردني ومكون أساس من مكونات المجتمع الأردني،وبالتالي فإن المطلوب هو فتح حوار معهم ودمجهم في الحياة السياسية ومنحهم الفرصة فإن أصابوا إستمروا وإن لم يوفقوا فستكون المسؤولية عليهم،أما أن تحمل مقالات أسماء صحفية "مش ولا بد"تهاجم الإخوان المسلمين فهذا لا يجوز ولا يؤسس لهدوء مجتمعي أو يؤسس لسلم إجتماعي.

جماعة الإخوان المسلمين في الأردن ،ومنذ تأسيسها ،وهي تعمل رافعة أساسية للنظام في الأردن وهي التي كانت تشكل الصدفة الحامية ،وتدافع عنه وتخوض معاركه مع القوميين واليساريين وغيرهم من القوى المعارضة،إلى درجة أن هؤلاء ما يزالون يتذكرون قسوة الإخوان معهم في دفاعهم عن النظام،ولعل هذا التراث كان معيقا بعض الشيء لعمل جبهة تنسيق أحزاب المعارضة التي كانت تقودها جماعة الإخوان المسلمين.ولا ننسى زيارة الراحل الحسين إلى الزرقاء عقب محاولة الموساد إغتيال القائد الحمساوي خالد مشعل بعد إخترتقهم لأمن الأردن ،إذ إصطحب معه رحمه الله القيادي الإخواني د.إسحق الرحان ،ووجه خطابا أرهق إسرائيل واجبرها للإذعان لطلبه بإرسال الترياق لخالد مشعل وإطلاق سراح مؤسس حماس المرحوم الشيخ احمد ياسين وقد أشاد بالإخوان كثيرا ،وكان إصطحاب الفرحان  يمثل رسالة نافرة الحروف لإسرائيل ،أن بإمكان النظام العودة عن وادي عربة والتحالف من جديد مع الإخوان.

بقي الحال على ما هو عليه إلى ما قبل التوقيع على معاهدة وادي عربة مع إسرائيل أواخر عام 1994 ،ورغم أن الإخوان الذين كان لهخ حضور قوي في مجلس النواب قد مرروها وإن كانوا قد إنسحبوا عند التصويت عليها ،وكان الأجدر بهم أن يستقيلوا من المجلس إحتجاجا.

كان المطلوب من الأردن إقصاء جماعة الإخوان  لأنه لم يعد بحاجة لرافعة داخلية ،فمعاهدة  وادي عربة سدت الفراغ الموجود ،وهنا بدأ مسلسل العداء للإخوان وكأنهم باتوا غرباء عن المجتمع والنظام.

بدأت عملية الشيطنة بالحديث عن إمبراطوريتهم المالية ،ومؤسساتهم وفي مقدمتها جمعية المركز الإسلامي الخيرية التي وضعت الحكومة يدها عليها  وما تزال ،كما جرى حديث عن المستشفى الإسلامي وبعض الفساد،كما جرى إعتقال بعض الرموز وخاصة من قدموا العزاء بمقتل الزرقاوي في العراق،وجرى التركيز على القيادي الهاديء الرصين  الشيخ زكي بني إرشيد ، وإتهامه بأنه معاد للعشائر ،لكن الله برأه من كل التهم .

معروف أن كافة التنظيمات الإخوانية في المنطقة كانت معادية لأنظمتها عكس إخوان الأردن ،ومع ذلك طالت القطيعة مع النظام وربما وجد بعض أركان الحرس القديم ذلك فرصة لتميكن نفسه بإبعاد الإخوان عن النظام وعدم تمكينهم من التقارب معه من خلال الحوار.

لا أحد ينكر أن الإخوان في الأردن تحركت شهية الحكم لديهم بعد أن كوفئوا بالإقصاء ومع ذلك لم ينادوا بإسقاط النظام وإنما كانت شعاراتهم تطالب بالإصلاح وبمكافحة الفساد ،ومع ذلك جيش لهم ووجدوا انفسهم بعد فشل الإخوان في مصر وسوء أدائهم في سوريا ،أنهم في قلب المواجهة ،ولعل من رسم هذا السيناريو يتقاطع مع التحذيرات الإسرائيلية التي تقول ان النظام في الأردن يتعرض لخطر التنظيمات الجهادية.

الحل الأمثل لعدم زرع بذور الفوضى في الأردن هو التفكير بطريقة جديدة ،أساسها عدم إقصاء أي كان فردا او جماعة ،والإرتهان للموقف الداخلي بدلا من الموقف الخارجي،والسماح للأقلام الحرة ان تعبر عن رأي المجتمع وتوفير المليون دينار التي تدفعها إحدى الصحف لأقلام قوات التدخل السريع الذين يترزقون من مثل هذه المواقف.

الإخوان جزء مهم من النسيج الوطني الأردني وعلى الجميع التحاور معهم بدلا من تركهم نهبا للسفارات الأجنبية ومبعوثي الدول الغربية لمحاورتهم وكذلك القوى الإقليمية الأخرى.

لا يغرن  أحد ما حدث في مصر ويحدث في سوريا ،فالجمر تحت الرماد و"كير "أمريكا وإسرائيل لن يتوقف عن النفخ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد