دم مصر في رقبة الأزهر
لو أن مشيخة الأزهر الشريف، تلك المؤسسة الدينية التي تحمل رسالة مقدسة ،إتخذت لنفسها مكانا قصيا عن السلطة الحاكمة ،لما وصلت مصر المحروسة بإذن الله إلى ما هي عليه الآن ،من نذر حرب أهلية لو وقعت لا سمح الله ،فإنها ستكون دمارا علينا جميعا لأننا بدون مصر لا أثر ولا تأثير ولا ريح لنا ،وقد جربنا ذلك بعد أن إختطفها السادات بعد رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر مسموما بالزرنيخ.
لو أن هذه المؤسسة الدينية المقدسة نأت بجانبها عن ترف الحكام ،وأسست لها منهجا مستقلا ،لأجبرت الحكام - مهما علا صولجانهم وإشتد سلطانهم – على ذرف الدم بدلا من الدموع على بابها لنيل رضاها والحصول على بركتها والحظي بتأييدها.
لكن هذه المؤسسة المقدسة إرتضت لنفسها أن تكون لعبة بيد الحكام الظالمين ،وأصبح القائمون عليها موظفين عند السلطة الرسمية تعينهم بفرمان وتقيلهم بفرمان ،وترضى عليهم وتغضب عليهم متى شاءت وأحست منهم الوعي لممارساتها.
وصل الأمر بهذه المؤسسة الجليلة إلى التماهي مع السلطة إلى أبعد مدى ،والإنغماس في اللعبة السياسية القذرة ،وباتت شريكا لها في إنحرافاتها وخاصة بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد المرفوضة شعبيا،وجرى ما لم يكن متوقعا في مشيخة الأهر التي كان من المفروض أن تكون حامية للثوابت تصونها كما يصون الجفن العين.
رأينا ذات يوم شؤم أن مشيخة الأزهر تستقبل الثعلب الماكر صديق الحكام العرب رئيس الكيان الإسرائيلي شيمون بيريز ،لتسجل سابقة خطيرة ،تؤكد إنحراف بوصلة الأزهر عن وجهتها ،وبات من حق الجميع أن يصفها بما يراه مناسبا بعد تلك الحادثة المستهجنة.
دخل الأزهر الشريف بتلك الفعلة المرفوضة وهي لعبة التطبيع المقيتة ،وكان يفترض من هذه المؤسسة أن ترفض وبشدة ،الدخول في هذه اللعبة التي أثبتت فشلها منذ قيام الكيان الإسرائيلي ،وكان يفترض بالقائمين عليها أن يتعظوا من المطبعين مع إسرائيل وما ذا كان مصيرهم.
دم المصريين ومصر المحروسة بإذن الله في رقبة مشيخة الأزهر ممثلة بالقائمين عليها ،الذين قبلوا التماهي مع السلطة الرسمية ،وهم يحفظون كتاب الله ويعلمون جيدا سنة نبيه الكريم،لأنهم إنحرفوا وحرفوا الأزهر عن جادة الصواب وجعلوا منها بوقا وساحة فتوى للسلطان الظالم.
لو لم تكن مشيخة الأزهر بهذا الضعف والإستكانة والميل بإتجاه السلطة الرسمية ،لكانت الآن هي الوسيط النزيه في الصراع الدائر في مصر المحروسة،ولو كانت على غير صورتها الحالية لكانت حارسا أمينا على الحراك المصري وما نتج عنه من تغيير.
التغيير الحقيقي الإيجابي في مصر يبدأ من مشيخة الأزهر ،وهو مقدم على تغيير السلطة الحاكمة ،لأن الأخيرة تستمد وجودها وشرعيتها من الأزهر ،ولو صلح الأصل لصلح الفرع .
لكنها وبسبب وضعها الحالي ،تركت ساحة الوساطة لأعضاء الكونغرس الأمريكي الجمهوريين السيناتور مكين وزميله السيناتور غراهام ،ومفوضة الشئون الخارجية والأمن في الإتحاد الأوروبي آشتون .
صحيح أن ماكين وصف ما جرى مؤخرا في المحروسة مصر بوصفه الحقيقي وهو الإنقلاب على الشرعية ،لكن مثل هذا الموضوع يجب ألا يخرج من يد مشيخة الأزهر.
ترى هل من جاء إلى مصر للوساطة من الغرب يهدفون حقا إلى إنقاذ مصر؟ كلا بطبيعة الحال ،فهم اول من يضمر الشر ويدبر المكيدة للمحروسة مصر وشعبها ،وهم لهم ضلع مسموم في الحداث الداخلية وفي قضية نهر النيل ،فأين مشيخة الأزهر من مصر وشعبها الطيب؟
انطلاق فعاليات الدورة العربية في ريادة الأعمال بالمجال الرياضي
أول حالة طلاق في الأردن بسبب حفل هيفاء وهبي
نشاطات هادفة في عدد من المحافظات
بلو أوريجن تستعد لإطلاق مهمة إلى المريخ
ريال مدريد يتعثر أمام فايكانو بالدوري الإسباني
حالة الطقس في المملكة حتى الأربعاء
مانشستر سيتي يسحق ليفربول بثلاثية
إصابات بتصادم بين قطارين في سلوفاكيا
حملة تزوجني بدون مهر تتصدر .. ما القصة
جريمة على شاطئ العشّاق .. الفصل الخامس عشر
افتتاح فرع الهندسة في الطب والأحياء بمؤتة
من سيرأس لجنة إدارة غزة .. حماس توضّح
الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي: الحلم المؤجل لآلاف المتقاعدين
نقيب المعاصر يكشف سبب ارتفاع سعر الزيت وموعد انخفاضه
نشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة الصحة
مدعوون للامتحان التنافسي في الحكومة .. تفاصيل
وظائف شاغرة في أمانة عمان .. رابط
توجه لرفع تسعيرة الحلاقة في الأردن
تنكة زيت الزيتون إلى ارتفاع والسعر يستقر عند أرقام قياسية .. تفاصيل وفيديو
تعيينات جديدة في التربية .. أسماء
الفايز: الأردن يخرج أصلب من الأزمات
خريجة من الهاشمية تمثل الأردن في قمة عالم شاب واحد
القاضي: الوطن فوق كل المصالح الضيقة
زهران ممداني… حين تنتخب نيويورك ما لم يكن متخيلاً



