سوريا .. عبث مقصود لا ثورة محقة

mainThumb

11-08-2013 01:19 PM

آلآن حصحص الحق،  ووجب الإعتراف علانية وعلى رؤوس الأشهاد، أن ما يحدث في سوريا الحبيبة منذ السنتين، إنما هو عبث مقصود مخطط له ،وليس ثورة محقة ضد الظلم والتهميش،ولو بقيت الأمور محصورة بين السوريين أنفسهم لكان لنا قول آخر.

الشواهد على العبث الذي نتحدث عنه كثيرة وكبيرة إلى در جة أن العين المجردة وعن بعد تراها بوضوح ،فهذا الإستكلاب الخارجي على سوريا دليل ساطع على صحة ما نقول ،رغم أنني قلت أشياء كثيرة في مقالات سابقة ،لكن مراجعة الموقف خوفا من الوقوع في الخطأ وظلم آخرين ،أو الوقوف في صف آخرين لا يستحقون ،أمر ضروري لوضع الأمور في نصابها الصحيح ،مع التسليم بأنه كان على النظام السوري أن يقطع الطريق على أعدائه ويستوعب الموقف بإصلاحات  تحمي سوريا من الإنهيار.

لذلك نقول أنه كان يجدر بالنظام ومسؤوليه أن يحسنوا قراءة الموقف ليقطعوا الطريق على المخطط الذي وضع لسوريا لشطبها من ملف قائمة الدول المكتفية ذاتيا إلى حد بعيد.

هذه القناعة ليست ملء فراغ أو جاءت شطحة كاتب ،بل هي قناعة راسخة بعد مراقبة مجريات الأمور في سوريا وإتضاح الموقف وجمع الشواهد لتثبيت الرؤية ،مع عدم الإكتراث بردات الفعل المبنية على التهويش وإنكار حرية الرأي وضرورة النصح للخاطئين.

هذه الأيام نرى المجاميع العسكرية القاعدية تنهمر على سوريا من كافة أصقاع الأرض،وهناك من " العلماءالمسلمين" الذين نعرفهم جيدا ونعرف ميولهم التطبيعية مع إسرائيل ،وصمتهم المطبق عن ظلم الشعب الفلسطيني ووضع المسجد الأقصى المبارك الذي هو قيد الإنهيار..رأيناهم يدعون إلى الجهاد في سوريا وبذل الغالي والنفيس من أجل "الثورة" ،مع أنهم قضوا أيام الصيف الفائتة في لندن يستجمون ويستمتعون برذاذ ضبابها ،والأنكى من ذلك أننا سمعنا عن فتوى النكاح ،أي أن يتم إرسال النساء إلى "المجاهدين "في سوريا للترفيه عنهم؟! فأي دين هذا الذي يدعو لذلك فإسلامنا  السمح هو دين العفة والإلتزام.

من الشواهد على ما نقول هو الدعم الغربي والأمريكي خصوصا ل"ثوار " سوريا ،ولا أدري أي ثوار هؤلاء الذين يتلقون الدعم من أعداء الأمة ،وهل تنطلي علينا حيلة من يدعون في الغرب إلى نصرة الشعب السوري وتمكين "ثورته"مع أنه أي الغرب وأمريكا قاموا مستكلبين  وما يزالون  لتجريد الشعب الفلسطيني من سلاحه ووأدوا ثورته ،وتآمروا عليها وأخرجوها من لبنان خريف العام 1982.

الأنكى من ذلك وحسب ما أعلن مؤخرا أنه جرى إكتشاف أسلحة إسرائيلية مع "جبهة النصرة"،والسؤال هنا :كيف وصلت هذه الأسلحة إلى " ثوار " الجبهة،ومن سهل دخولها ،ومن أي بوابة حدودية دخلت،ومن دفع ثمنها؟

الأسئلة والتساؤلات كثيرة حول مجريات الأمور في سوريا وفي مقدمتها أن من يسهلون دخول "الثوار "إلى سوريا  لتخريبها،هم أنفسهم الذين منعوا نصرة الشعب الفلسطيني إبان مواجهته الكبرى مع الغزاة الإسرائيليين  صيف العام 1982،ولا بد من السؤال:إلى متى سيبقى البعض أعمى البصر والبصيرة ويصفق لدمار سوريا
آن الأوان للقول أن دول حلف الناتو وجدت نفسها عاجزة عن مهاجمة سوريا  ،بسبب الدعم الروسي والإيراني وحزب الله لدمشق ،وإيمانها بأن فرصتها  لمهاجمة ليبيا لن تتكرر ،لذلك أوعزت لأدواتها بالتحرك نيابة عن حلف الناتو لممارسة القتل البطيء والدمار لسوريا ،ومعروف أن نظام القذافي كان مكروها من قبل الجميع لذلك لم يكن هناك بواكي له عند مهاجمته وإنهائه.

إستمرار القتل والعنف والتحريض علهما من قبل الخارج في سوريا ،سيلحق الضرر الفادح ليس بسوريا وحدها ،بل سيعم الخطر كافة الدول العربية التي ستجد نفسها مستباحة لأن القاتل سيقتل ولو بعد حين ،ومن تآمر على أخيه ،سيقيض الله له من يتآمر عليه ،وعموما فإن ما يحصل في سوريا  ومصر وحصل في العراق ،إنما هو لمصلحة إسرائيل .

ألم يقل رئيس وزراء مستعمرة إسرائيل الأسبق ديفيد بن غوريون أن تدمير الجيش العراقي وتقسيم العراق،وتدمير الجيش السوري وتقسيم سوريا،وتدمير الجيش المصري وتقسيم مصر ،هو أساس وضمان بقاء إسرائيل؟

 ومع ذلك نقول  أن على الأنظمة  العربية المعنية  أن تتصرف بحكمة وتنصف مواطنيها وتعدل  بينهم ،وأن تضع حدا  لعلاقتها السرية أو العلنية مع إسرائيل ،حتى تقطع الطريق على الجهات الخارجية التي تنفذ إلى الشعوب العربية من خلال الظلم الذي تعاني منه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد