الأردن .. دولة فلسطينية .. مبادرة حوتوفلي

mainThumb

27-08-2013 08:03 PM

إنهم سواء  في نظرتهم للأردن ،رغم أن يد الأردن الرسمي ممدودة إليهم كل المد ،ولكنه ديدنهم وطبيعتهم ،إذ لا أمان لهم ولا أمن بسببهم،فالغدر ونقض العهد من شيمهم،ورغم أننا قرصنا منهم ألف لدغة ولدغة إلا أن الوضع تجاههم لم يتغير.

هم أصلا غاضبون على بريطانيا وعلى وزير خارجيتها الأسبق الذي يعد أباهم الروحي آرثر بلفور، الذي منحهم فلسطين وطنا قوميا ،وإنطبق عليه المثل :من لا يملك لمن لا يستحق ،وتفسير غضبهم هو أن بلفور إستثنى "شرق الأردن "من فلسطين التاريخية التي شملها وعد بلفور المشؤوم،وليس غريبا عليهم نكران الجميل فقد إعتبروا بريطانيا العظمى آنذاك عدوة لهم وطالبوها بالرحيل عن فلسطين  بإعتبارها  قوة محتلة بعد أن إشتد عودهم في فلسطين بسبب الدعم والحماية البريطانيتين رغم أنهم لم يعلنوا عن تأسيس دولتهم آنذاك.

لذلك ليس غريبا عليهم وعنهم النظر إلى الأردن  ،نظرة عدو رغم ما في جراب الحاوي من قصص وحكايات، ولم يأت الهجوم الإسرائيلي على الأردن من قبل شخصيات ظل بل من أعلام في السياسة والبرلمان ومن ضمنهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بشر قبل أشهر بأن الأردن سيدخل في الفوضى قريبا ولكن الله سلّم ،ومن قبله طبعا معلمه السفاح الأول شارون الذي تبجح ذات يوم صيف العام 1982 بانه قادر على طرد الهاشميين من الأردن خلال ساعتين.

جراب الحاوي يعج بالقصص ولكننا الآن أمام قصة جديدة لنهج وهي مبادرة من خرقاء ليكودية في الكنيست الإسرائيلي وتنتمي إلى حزب الليكود،تدعى تسيبي حوتوفلي،وجاء فيها أنه يتوجب تحويل الأردن إلى دولة فلسطينية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حلا جذريا ،لكنها تحسرت لأن الأردن لن يقع تحت السيطرة الإسرائيلية كما هو الحال بالنسبة للضفة الفلسطينية الواقعة تحت الإحتلال منذ صيف العام 1967 ولم تجد من يحررها ،حالها حال هضبة الجولان السورية.


لم تأت هذه المبادرة من تحت السقف أو من خلال ظل سياسي أراد صاحبها أن ينال بعض الشهرة ،ولم تأت من نكرة  ،بل جاءت على لسان عضوة في الكنيست وتنتمي إلى حزب الليكود ، وهي نائبة وزير المواصلات تدعى تسيبي حوتوفلي، ومن على منبر رسمي معترف به هو"منتدى البروفيسورات للحصانة السياسية والبرلمانية"لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي.

العقدة عند حوتوفلي ومن هم على شاكلتها هي تحويل إسرائيل إلى دولة يهودية خالصة بعد ضم الضفة الفلسطينية لها ،ولذلك عززت إقتراحها بتحويل الأردن إلى دولة فلسطينية ،بضرورة تقوية الهجرة اليهودية لتعميق يهودية الدولة ونقل 1.5 مليون يهودي من يهود بحر الخزر إلى إسرائيل ،وهذا العدد بطبيعة الحال يساوي عدد الفلسطينيين الصامدين في الساحل المحتل من فلسطين عام 1948.


 لندعهم يهرطقون  كما يشاءون ،ولكن لا بد من عرض هرطقاتهم والمرور عليها لتفنيدها ،ولكن ما يهمني هو موقف الأردن الرسمي من هذه التصريحات التي نشرت في وسائل إعلام أردنية ،لكني لم أقرأ ردا أو تعليقا واحدا عليها رغم حجم قوات التدخل السريع وما يتوفر لهم من إمكانيات ومزايا ومساحات ،والذين نراهم يبذرون مقالاتهم الرسمية  رغم ما فيها من سموم .


السؤال الذي لا بد من طرحه هو :هل إشتكى الأردن الرسمي على هذه الخرقاء ؟يقيني أن الجواب قطعي بالنفي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد