يا معشر المسلمين أوئدوا بناتكم

mainThumb

01-09-2013 05:33 PM

قال تعالى ﴿ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ* يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾[ سورة النحل ]

في البداية سأعتذر عن العنوان القاسي بكلماته و لكن القصة التي سأرويها أقسى و أمر، هي ليست قصة خيالية بل هي قصة حقيقية حدثت في مجتمعنا و أبطالها هم عبارة عن أُمٌ بُشِّرَتْ بالأنثى فاسود وجهها من سوء ما بُشِّرَت به فألقت بابنتها و هي رضيعة على عتبات بيتها ليلتقطها أحد المارة ، و الذي التقطها لم يكن غريباً عن الطفله التقطها عمّها ، أجل التقطها عمّها و اعتبرها ابنته الجديدة بالرغم من أنّ الله عز وجل رزقه بالإناث و الذكور لكنه أشفق على هذه الفتاة أنْ تُلقى في الطرقات مادامت الأم ترفض تربيتها ، و هل تعلمون يا سادة يا كرام ما سبب إلقائها لهذه الطفلة ، السبب ببساطة أنها رُزقت بطفلتين و كانت تنتظر أن يرزقها الله عز وجل بالذكر ، لكن الله رزقها بما هو أفضل أعطاها ملاكاً " طفلة بريئة وجميله يتمناها من حرم من هذه النعمة"لكن اﻷم جحدت بنعمة الله و ألقت بابنتها لتربو في بيت عمها قبل سنتين و لازالت .

أتعجب من رد فعل هذه اﻷم في الغالب يكون الأب من يرفض أن يرزق بالبنات و لكن عاطفة اﻷم تجعلها تحب كل ما يحمله رحمها ، سبحان الله أسماهُ الله رحم و هو مشتق من الرحمة ، و جعل للأم عاطفة لا تساويها عاطفة عند أيٍ من البشر ، لكن مثال هذه الأم لم أصادفه من قبل.

اﻷب لم يتدخل في إلقاء ابنته خارج المنزل دون أن يقف و يعارض على خروج ابنته من المنزل ..سألتُ إنْ كانت حقاً هذه اﻹمرأه أمُّ الطفلة من ألقت  ببنتها خارجاً أم هي زوجة أبيها ، و لكنها كانت أمُّها التي و لدتها من رَحِمها .

أنا رويت الرواية و لم أتحدث أو أعقب عن هذه الحالة التي ليست من الحالات النادرة و لكن ما هو نادر أن تكون اﻷم هي من تلقي بطفلتها خارج حضنها و ليس خارج المنزل فقط .

هذه اﻷم حَرَمَتْ طِفلتها أن تتربى تربية سوية بل جعلتها تحرم من حنانها "لو كانت تملك عاطفة لتعطيها لبنتها " ، و كذلك قامت بحرمان ابنتها من أخواتها اللواتي بتن رافضات عودتها للمنزل و يعتبرنها غريبةٌ عنهن و لم يقبلن وجودها بينهن ، حتى أن هذه الطفلة التي تبلغ من العمر اﻵن السنتان و باتت تكره زيارة اخواتها لشعورها برفضها منهم جميعاً.

لكل من يسأل هل رق قلب الوالدة و أصبحت تشعر بالندم لما فعلته ؟ سأجيب بأنها لهذه اللحظة لم تشعر هذه اﻷم بالندم بل على العكس لازالت ترفض وجود ابنتها .

اﻷن سأقول كلمتي التي سأوجهها لكل امرأة تشبه هذه المرأة لأنني لا أعتبرها أمٌّ .فالأم تمتلك مشاعراً تختلف عن مشاعر مختلف البشر و ما دامت هذه المرأة لم تمتلك هذه المشاعر لذلك يجب أن نسحب منها لقب اﻷم .

ثانياً هل كان هنالك ضمانة لترزق بالبنين و كأنها تشترط على الله ماذا يرزقها و يعطيها "استغفر الله".

كما أنني أتعجب من هؤلاء النساء كيف تَحرم نفسها من اﻷجر لتكسب إثماً عظيماً.

لم تعلم هذه المرأة هي وزوجها كم حُرموا فضلاً عظيماً ،فضلاً في الرزق ، فضلاً في الأجر و فضلاً في اﻵخرة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((من كان له ابنتان فأحسن إليهما كُنّ له ستراً من النار)) و كيف الحال لو كانت ثلاثُ بناتٍ عابداتٍ صالحاتٍ يُدخلن آبائِهن الجنة  .

لو حرمت هذه اﻹمرأه من إنجاب اﻷطفال لكانت عرفت ما نعمة اﻷطفال ولكن الله يمهل و لا يهمل ، سيأتي يوماً تندم فيه على فعلتها و أرجو أن يأتي هذا الندم قبل فوات اﻷوان .

هذه اﻷم عقت ابنتها قبل أن تعق البنت أمها ، اثمها مضاعف ، اثم اﻷم العاقة ﻹبنتها و ستتحمل وِزرَ عُقوق البنت ﻹمها و كم أتمنى أنْ تَنشأ هذه الفتاة في جوٍ أسريٍ صحي يُغنيها عن كل ما فقدته .

و كم أتمنى أنْ تُصبح هذه الفتاة بارةً بمن ربّاها و كبّرها ، و كم أتمنى أن تنشأ الفتاة على طاعة الله فلا تردّ اﻹساءةَ باﻹساءةِ ، فالمظلوم لابد أن ينصفه الله في اﻵخرة أتمنى أنْ تكون هذه الفتاة بارةً بوالديها الذين قدما لها اﻹساءة أمّا هؤلاء اﻷبويْن الذين لم يكونا على مستوى من الوعي و المسؤولية فعقابُ الله لهما عظيمٌ في الدنيا و ﻵخرة .

في النهاية أود أنْ أقدم تحية كبيرة  لعمّ الفتاة الذي انتشلها و سعى لتربيتها و لم يشعر بالضيق منها رغم تردي الظروف اﻹقتصادية و ما تتعرض له الدولة من غلاءٍ في المعيشة لكنه أنفق عليها وتحمل عناء تربيتها ، حتى و إن افترضنا أن والدها يتحمل نفقاتها و هذه المعلومة افتراضية ، لكنه تخلى عن تحمل المسؤولية ، فاﻷب هو من ربّا و كبّر لا من أنجب و أنكر .اﻷب هو من صان أولاده و ضمهم تحت جناحيه  ، لا من أساء لهم و في الطرقات ألقاهم ، إن كنتِ أُمّاً و إن كنت أباً فكلاكما مسؤلان أمام الله على تربية أطفالكم ،الله يرزقنا قطعة من الخام نشكلها كيف نشاء .

كم أحب البنات وهن يُزيّن الحياة بعفويتهن و بجمالهن اللامتناهي وكم تمنيت كثيراً أن نربي مجتمعنا، لنُنجب له البنات حتى ينشأن في مجتمع نظيف لا يُنكر وجودهن بل يحتفل بقدومهن لهذا العالم.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد