النوّاب النوائب

mainThumb

10-09-2013 10:13 PM

من صفات النائب المحترم ،الحصافة والحكمة وسعة الأفق والأصالة  والصدر الرحب  ،والقدرة على إستيعاب الآخر وإتقان فن الحوار.ومن مهامه التي تناط به عندما يصبح نائبا في البرلمان أن يعمل على التشريع  والتغيير للأفضل ومعالجة الخلل في السلطة التنفيذية ومراقبتها والحكم على أدائها .

لكن أن يكون النائب بلطجيا  عضاضا شتاما ،طخيخا فهذه  ورب الكعبة  أم الكوارث ونائبة النوائب ، وهي ليست من صفات النواب الحقيقيين بل هي من صفات  النوائب ،والنوائب لا تشرع ولا تراقب ،بل لها مهام أخرى أهلتها للجلوس تحت القبة ،رغبة من الذين قاموا بالتزوير للإتيان بنواب على قد المقاس.وهذا ما  إبتلينا به في الأردن حيث رأينا نوابا شتامين عضاضين ،وآخر طبعة نيابية  ظهرت علينا بالأمس قيام نائب بإطلاق النار على زميل له في البرلمان من خلال كلاشنكوف ،وتلك أم المآسي  والدليل الكافي على أننا نعيش عصر الإنحطاط بكل ما تعينه هذه الكلمة من معاني ليست حميدة بطبيعة الحال.

صحيح أن برلمانات العالم تشهد عراكات بالأيدي  وتتطاير الكراسي أحيانا ،ولكن من أجل المصلحة العامة ،وهذا الإحتكاك محبب إلى النفس نوعا ما، لأنه لم ينحى  المنحى الشخصي وإنما ولد الخلاف من أجل الوطن والمواطن الذي جاء بهؤلاء النواب،كونهم لم يدخلوا تحت القبة بالتزوير كما هو الحال عندنا في العالم العربي.

الفضيحة التي شهدها  البرلمان اليوم الثلاثاء وتمثلت بقيام نائب بإطلاق النار من بندقية كلاشنكوف على زميل له  في البرلمان ،لم تعد قصة داخلية بل  أتيح للعالم أجمع أن يراها  من خلال نشرها على شبكة العنكبوت على شكل فيديو ،ولعل من يجب أن يدفع ثمن هذه الفضيحة  هو من قام بالتزوير وجاء بمثل هؤلاء النوائب ،وليس النائب وحده .

هناك مفارقة عجيبة في الأردن ،حيث نرى جلالة الملك عبد الله الثاني يجوب العالم ويتحدث مع نخبه بلغة إنجليزية أصلية ،ويطرح آراء وأفكارا نيرة ،ومن ثم يرى العالم نوابنا يعض بعضهم بعضا ، ويضرب أحدهم الآخر، ويطلق النار على زميله من الكلاشنكوف وفي البرلمان....

السؤال الملح هو :كيف أدخل هذا النائب الكلاشنكوف  إلى البرلمان ؟وأين المراقبة والتفتيش التي ترهق المواطن الذي يرغب بدخول البرلمان ،هذا إن سمحوا له بالدخول؟
 لن أتهم امثال هؤلاء النواب العضاضين الشتامين الطخيخة  الفضائح ،بأنهم أساؤوا لهيبة الدولة الأردنية  ،بل أضع أصابع يدي في عين من قام بالتزوير لهم وفرضهم نوابا على الشعب ،كائنا من كان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد