مفاوضات السلام من جانب واحد

mainThumb

15-09-2013 12:28 PM

السوسنة - لا أدري ماهي الصفة الشرعية التي على أساسها يتولى السيد محمود عباس إجراء مفاوضات مع الإحتلال الإسرائيلي على مستقبل القضية الفلسطينية, فلا هي صفة شرعية مكتسبة من أغلب الشعب الفلسطيني في الداخل وفي المهجر ولا هي قانونية كون فترة ولايته إنتهت في 9 يناير من عام 2009 ولا هي حتى رمزية كالتي كان يكتسبها الراحل أبو عمّار, فلا هو ذاك الشخص الكارزمي المقبول والمُقرّب إلى القبول, بل هو مكروه عند أغلب الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية.


السيد محمود عباس والذي نصّب نفسه رئيساً للفلسطينيين عندما يتفاوض على السلام مع الإحتلال الإسرائيلي في الوقت الذي تقوم إدارة نتنياهو كسابقاتها بعمليات الهدم والحفر في الأقصى والتهجير في النقب والحصار في غزة والإعتقال في رام الله والإستيطان في أراضي 67 وسائر أرض الوطن , إنما هو يتفاوض على الثمن المقابل (الكوميشين) لشخصه ولأزلامه لا أقل ولا أكثر.


الحكومات العربية تبارك أي جهد أو تحرك من شأنه زيادة "الغلة في الجيبة" أو زيادة العمر الإفتراضي في سدة الحُكم, ومهمتها اقتصرت على قمع كل من يصدّع رأسها بشعارات وتحركات من شأنها تعكير صفوها.


المقاومة في كل أشكالها هي الحل الوحيد لفرض السلام على الإحتلال الإسرائيلي, لا نقول هذا الكلام إلّا من سابق خبره عمرها تجاوز الثلاثين سنة مع هذا العدو. وعلى كل من يطالب حركتا فتح وحماس أن يتفقا من أجل مواجهة التحديات وكشرط لأي عملية مستقبلية أو توجه ما  فهو واهم وعليه أن يستيقظ من حلمه ويتحدث بمنطق وواقعية بعيداً عن تعليق هذه الحالة القديمة المستجدة كشمّاعة لعدم التدخل أو التحرك أو حتى المواجهة. فلا يمكن لحركة تخضع لأوامر الإحتلال وتنسق معه أمنياً وتشارك في مساعدة الإحتلال على إعتقال أبناء الوطن أن تتفق مع أي حركة مُقاومة تخوض جهاداً في النفس , ونضالاً فكرياً متميزاً , وتمثل رمزاً للصمود في وجه الإحتلال الإسرائيلي من أجل كرامة الأمة العربية والإسلامية مع كل أخطاءها وعثراتها.


ماتمارسه السلطة الفلسطينية الحالية من ضغط على الشعب في الداخل إقتصادياً وملاحقات عنصرية حزبوية وإعتقالات تعسفية وتكميم للأفواه هي بالتوافق والتنسيق مع سلطة الإحتلال الإسرائيلي.  وقمع المتظاهرين السلميين الذين يدعمون حقوق الشعوب العربية ويؤيدون شرعيتهم, هي بلاشك أوامر من بلاد عربية تدعم الإنقلابات وترفض حرية الشعوب وذلك من باب " سد المعروف". وهذا ما شهدناه أخيراً بمباركة محمود عباس بالإنقلاب العسكري في مصر ضد الرئيس المدني والشرعي محمد مرسي وغيرها من المواقف التي تمثل مصلحة السيد محود عباس شخصياً وليس الشعب الفلسطيني بأغلبه.


مراثون "مفاوضات السلام" لن يكون مختلفاً عن سابقه ولن تكون نتائج تلك المفاوضات إلّا الفشل وسيدفع المواطن الفلسطيني في الداخل فواتير مصاريف المفاوضين. القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية والإسلامية ومن يتخلى عن ثوابت الحق كمن يتخلى عن المبادىء والكرامة والشرف. ومفاوضات الإستسلام تلك ستكون بين فريق واحد يتبادل المصالح و ينتهي بتقاسم الصفقة على بعضهم البعض.


الشعب الفلسطيني الشريف وكغيره من شرفاء الأمة العربية والإسلامية ترفض تلك المفاوضات الهزلية والعبثية. وعلى كل الشرفاء أن يشحذوا الهمم في إستعادة الكرامة للأمة وعدم السماح للسماسرة بالتلاعب في ثوابت القضية , فلا تفريط بالأرض ولا تقسيم للقدس ولا تخلي عن حق العودة والإفراج عن الأسرى الفلسطنيين والعرب والمسلمين وإعتبار كل المستوطنات التي في على أرض ال 67 غير شرعية وجب إزالتها كشرط للمفاوضات مع العدو الإسرائيلي كي نمنحه السلام والأمن. وعلى كل شعوب الأمة أن تُنشأ الجيل الحالي والقادم على مواصلة النضال والكفاح من أجل القضية ورفض الصمت والإنكسار وكشف أقنعة المزورين والمخادعين الذين يرتدون أقنعة العروبة والمقاومة والممانعة وفضح الأفكار الإقصائية الكريهة .


لفلسطين ربُّ يحميها ومن ثم رجال مؤمنون صدقوا ماعاهدوا الله عليه, فإمّا أن نكون رجالاً مؤمنين صادقين لله والوطن وإمّا أن نكون في هوامش التاريخ.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد