قطر تنجح في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سوريا

mainThumb

20-10-2013 10:17 PM

ما أغلى الحرية ،وما أنبل من يصونها ويعمل على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين، الذين إحتجزت حرياتهم غصبا وقهرا،وقد أحسنت دولة قطر في ظل هذه الظروف العصيبة ،عندما توسطت من أجل إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين إعتقلوا في سوريا ،إضافة إلى نجاحها في إطلاق سراح  الطيارين التركيين الذين إختطفا في لبنان ردا على إختطاف اللبنانيين في سوريا .

وإذ ندين من إختطف اللبنانيين أو الطيارين التركيين ،وحجز حريتهم وأرعب ذويهم ومن يحبون ،فإننا نثمن  بما هو أكثر من المتخيل الجهد القطري الذي مورس على أرض الواقع وتمخض عنه  إطلاق سراخ المخطوفين وإعادة البسمة والسعادة إلى ذويهم،ولعلي لست مخطئا إن قلت أن ما قامت به الدبلوماسية القطرية بتوجيهات من الأمير تميم ، والمتمثلة بوزير الخارجية الهاديء الرصين خالد بن محمد العطية ،إنما كان رسالة كتبت حروفها بخيوط من أمل، بإمكانية تغيير الواقع المعاش إلى ما هو افضل منه.

لست مبالغا إن قلت أن دموعي فاجأتني وأنا أتابع على شاشة قناة الجزيرة إستقبال ذوي المختطفين اللبنانيين العائدين من الحجز وقد بعثوا مجددا، وكتبت لهم حياة سعيدة جديدة،  على أيدي الدبلوماسية القطرية التي أنجزت ما كلفها به الأمير تميم.

كانت الفرحة غامرة وأظن  أن ذوي الطيارين التركيين ،فرحوا كثيرا وكانت الدعوات الصالحات من اللبنانيين والأتراك المستفيدين من الجهد القطري ،لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا،وسيتم ترجمة هذه الدعوات إلى بركات من الله  .

في غمرة إنذهالي من الموقف الذي إختلطت فيه الدموع بالإبتسامات والزغاريد والشكر والمديح لدولة قطر ،خرجت مني كلمت لم أرتب لهن :ما أغلى الحرية وما أنبل من يصونها،ولست مغاليا إن قلت أن دولة قطر ممثلة بقرارها السياسي وجهودها الدبلوماسية، قد صانت حرية المختطفين اللبنانيين والطيارين التركيين، وما أنبل من يصون حريات الآخرين،ويعمل على تفريج كرب المكروبين ،ولعمري أن أحدا لم يتوقع أن يتم الإفراج عن هؤلاء الأسرى لأن نهايات من يتم إختطافهم في مثل هذه الظروف معروفة ،لذلك يحق لذوي المفرج عنهم ،وللمفرج عنهم أيضا أن يتوجهوا إلى الله بالدعاء  وشكره والإشادة بدور دولة قطر.

 إنتهى الشق الأول من هذا المقال وهو كيل المديح والثناء لدولة قطر أميرا وحكومة وشعبا ،وجاء الشق الثاني الذي لا يبتعد قليلا عن لب الموضوع ،إذ آن الأوان لقراءة  أخرى  للعلاقات العربية –العربية وبطريقة  مختلفة كليا عن الطريقة السابقة والإبتعاد عن تصنيف الدول العربية حسب ما هو متبع في الغابة  أو قاع البحر ،ولتكن خطوة قطر مدخلنا حتى نضمن النجاح.

قد قيل ما قيل عن السياسة القطرية إن صدقا وإن كذبا الشيء الكثير ،ولست راغبا في العودة إلى الوراء والنظر إلى الخلف ونبش الماضي والوقوف على الأطلال حسب الطريقة العربية :هذه آثارنا تدل علينا ،فنحن أبناء اليوم،وعلينا أن نتساءل جادين :ماذا انجزنا لمتنا ؟وماذا قدمنا لشعوبنا وسنقدم من خير  لنفسنا وللآخرين الذين لا يناصبوننا العداء؟

السياسة القطرية الجديدة ملحوظة بصفائها وعلينا توظيفها قدر الإمكان ، شرط أن تكون نوايانا تجاه قطر سليمة ،والمطلوب لإصلاح الحال العربي تأسيس صندوق تمويلي عربي ،وأن نقسم صادقين على عدم التدخل في شؤون بعضنا البعض إلا بما هو خير ،وألا نتجسس على بعضنا بعضا.

المطلوب أيضا التصافي  وتشكيل لجان اخوة عربية تكون بعيدة عن سطوة التغول الأمني ولا بأس من تعميق المصاهرة العربية –العربية، ووضع صيغة وآلية  مناسبتين مدروستين لتنقل العمالة العربية ورؤوس الأموال العربية.

الأهم والكثر نجاعة من ذلك هو عدم التعامل والنظر إلى الدول العربية الأخرى حسب حجمها وعدد سكانها فنحن،وقد جربنا ذلك ورأينا "الهوامير "من الدول العربية الأكثر حجما وسكانا إلى أين أوصلونا.

يتوجب على المثقفين العرب أن يدعوا مجتمعين إلى تأسيس لجنة حكماء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الوطن العربي الذي بات على شفا الإنهيار ومشروع الشرق الأوسط الوسيع،الذي ستذهب فيه ريح العرب ،العاربين والمستعربين .

 أختم بنصيحة ربما تصعب على البعض وهي ضرورة توظيف الدور القطري وعقد شراكة أخوية مع قطر تحفظنا وتحفظها ،ومن أجل الحفاظ على المصالح العربية  المحاصرة من قبل كل غيلان الأرض بسبب فرقتنا وعدائنا المستفحل لبعضنا.وإن كانت قطر قد ذهبت بعيدا كما يقال ،فنحن من دفعها لذلك دفعا ،لأننا نفكر بعقلية الهوامير وأسد الغاب .

ما نلاحظه جليا هو أن قطر في عهد المير تميم تواصل إرسال الرسائل المشعة لتطمين الجميع وفتح صفحة جديدة ،ولا شك أن من يبدأ بالمصالحة وإصلاح المسار يمتاز بالقوة والثقة أكثر من الذي يتمترس خلف العداء والكراهية والإنتقام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد