إسرائيل .. ذات السياج

mainThumb

04-11-2013 12:40 PM

رغم أن العرب العاربة والمستعربة ،رسميا وشعبيا ،جنحوا للسلم مع إسرائيل إلى درجة الإستسلام الكامل  ،وبعضهم تحالف معها ،وينسق معها أمنيا وسياسيا وحتى عسكريا ، إلا أن هذه "الإسرائيل "توغلت في فكرة التسييج ،وطوقت نفسها بالأسيجة ،وآخرها الإعلان عن بناء سياج يفصل الضفة الفلسطينية عن الضفة الأردنية ،بعد الإنتهاء من تشييد السياج الذي يفصل غزة عن مصر وعمقه كما أعلن 18 مترا...... كل ذلك ،ظنا منها أنها ستحمي نفسها ،بعد أن تصبح دولة خالصة ليهود بحر الخزر،من "التلوث" العربي، أيا كان شكله.

وخلاصة القول أن قادة إسرائيل الذين إخترعوا فكرة السياج ،قلبوا كافة المفاهيم السائدة ،بأن اليهود من أذكى الأجناس في العالم، وأثبتوا عكس ذلك ،لأن حروب اليوم لم تعد قائمة على الجنود المشاة ،بل هي حروب صواريخ ،ولا أظن  أن إسرائيل قادرة على إقامة أسيجة في الهواء.

وما هو ملاحظ أن الفلسطينيين في غزة ،ولأنهم لا يمتلكون صواريخ تكفي لشن حرب على إسرائيل، تأتيها من الجو ،فإنهم إبتدعوا  حفر الأنفاق الأرضية التي ساعدتهم على الصمود في وجه الحصار العربي المدعوم من حصار نظام الرئيس المخلوع حسني  اللامبارك، ولولا أجهزة مبارك سابقا ،واجهزة "الناصري" الجنرال عبد الفتاح السيسي المؤيد من قبل إسرائيل ،لما نالت إسرائيل من هذه الأنفاق.

وللحقيقة أن قادة إسرائيل لم يأتوا بفكرة الأنفاق من بنات عقولهم ،وما كان ذلك إبداعا منهم ،بل هم ملهمون ،قيضهم الله بتعنتهم لجر إسرائيل وبسرعة حثيثة إلى نهايتها القريبة ،لأنها تجاوزت كل الحدود ،وتمردت حتى على أسيادها الذين ولدوها.

يهود ومنذ أيام الجزيرة العربية كانوا إنعزاليين ،ولا أمان لهم،فهم لا يحفظون عهدا ولا ودا ،وها هي الصهيونية تغلفهم بغلاف  العزلة والإنعزال والتعنت ،لذلك نرى يهود بحر الخزر قد تعدوا كل الخطوط الحمراء، وعاشوا في أوروبا في غيتوهات إنعزالية،وهام اليوم يحيطون أنفسهم بالأسيجة ،ليشبهوا العقرب التي تحترق ذاتيا عندما تجد نفسها محاصرة.

لو أن يهود بحر الخزر المحتلين لفلسطين لديهم ذرة من حكمة وعقل ،لشيدوا تماثيل من برونز لتخليد من دشنوا لمفاوضات أوسلو في بدايات سبعينيات القرن المنصرم ،ومن وقعوا إتفاقيات أوسلو في شهر أيلول عام 1993 ،ولغيرهم من القادة العرب الذين إرتبطوا بإسرائيل إبان كانت فكرة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء العراقي نوري السعيد وآخرين نعلمهم جميعا.

لقد عمل هؤلاء عن قصد وحسن نية على تأسيس إسرائيل وتوفير الأمن والأمان لها ،ومع ذلك يقول قادة إسرائيل أنهم لم يجدوا شريكا فلسطينيا او عربيا لنسج خيوط السلام معه، ولا أدري  إن كانت معاهدة كامب ديفيد وأوسلو ووادي عربة ،لبناء السلام أم لشن الحروب؟

إنها لبناء السلام ،ولكن يهود بحر الخزر جبلوا على  كراهية السلام ورفضه حتى مع الله سبحانه وتعالى، وهذا ما يفسر مواقفهم  وتصرفاتهم ونظرتهم للعالم، وكل ذلك مبني على فكرة الإنتقام من هذا العالم لأنه كان ولا يزال يكره هذا الجنس المخرب لكل القيم الإنسانية ،وسامح الله المصلح  الأمريكي البروتستانتي مارتن لوثر كينج الذي رد الإعتبار لهم وضلل الرأي العام الأمريكي والغربي بأنهم أهل السيد المسيح عليه السلام ويجب النظر إليهم بإحترام.

إسرائيل ذات السياج ، أوغلت في مفهوم منطق القوة ،وإبتعدت حد الطلاق مع قوة المنطق ،وها هي تكرس نهج إسبارطة التي إنقرضت وأصبحت في ذمة التاريخ للعبرة والإتعاظ، وقادتها يسيرون على نهج نيرون الذي أحرق روما ،وشمشون الجبار الذي قال :علي وعلى أعدائي يا رب!

لقد أضاعت إسرائيل التي تسير على نهج إسبارطة فرصا عديدة  أولها معاهدة كامب ديفيد وثانيها إتفاقيات أوسلو وثالثها معاهدة وادي عربة مع الأردن الذي تناصبه العداء وتلاحقه في المحافل الدولية وتعطل عليه ،وتتمنى له الغرق في الحرب الأهلية وتحرجه  بإعتداءاتها المتكررة على المسجد الأقصى والتهديد بتقسيمه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد