الأردن أقوى

mainThumb

07-11-2013 11:34 AM

لا أطلب المستحيل ،ولا أسعى لمصاحبة العنقاء أو العثور على الخل الوفي، ولكنني أود القول أن الضعف قوة إن أحسنّا إستخدامه،وأن القوة ضعف إن نحن تعنتنا كما تفعل إسرائيل.

يجب قياس الأمور بمقياس العقل والحكمة، وطرد فكرة الإستسلام والتسليم للآخر  تحت أي مسمى، أو تحت أي ذريعة وحجة،فالضعف  ليس عيبا، وصغر المساحة  لا يعد نقيصة ،كما أن قلة عدد السكان لا تدل على قلة قدر، فنحن نعيش في زمن سايكس بيكو التي تحتضر، ونتهيأ للدخول في مرحلة بيرنارد لويس عن طريق بيرنارد ليفي وجون ماكين وجورج فيلتمان ،وأجزم أننا سنترحم على أيام سايكس بيكو .

ما أعنيه  تحديدا هو أن الأردن يستطيع القفز عن واقعه الحالي الذي يجعله أسيرا للتهديدات الإسرائيلية ،والتبرع الغربي وفي مقدمته الأمريكي ،بحجة أنه بلد صغير وفقير ،فهو يستطيع بحركة مصممة جيدا ،أن يقلب الطاولة على مقامريها الإسرائيليين والغربيين ،وحتى بعض العرب الذين ربطوا  "حنفيتهم " بالبيت الأبيض ،فإن ذكر الأردن مبتسما  تبرعوا للأردن، وإن كشر بعض الشيء دون قصد ،منعوا عنه أموالهم.

كيف يمكن ذلك؟هذا سؤال إستراتيجي ،رغم أنه مكون من ثلاث كلمات ،والأمر يتطلب إعداد إستراتيجية إعلامية أمنية ،وهي  لا ترقى إلى مستوى المقامرة أو المغامرة لأنها مضمونة النتائج.

المطلوب هو أن تقوم جهة أردنية  ما من الجهات التي تسهم في صنع القرار الأردني ،بتسريب خبر صحافي لصحفي "مغمور "مثلي ،مفاده أن الأردن بصدد تخفيض عدد أفراد قواته المسلحة بسبب  مديونيته وعجز ميزانيته الدائم ،وبالتالي فإنه سيسحب جزءا كبيرا من جيشه المرابط على حدوده مع الدول المجاورة ،كما أنه سيعلن عن إلغاء معاهدة وادي عربة الموقعة مع إسرائيل عام 1994 ومن جانب واحد،لأنها لم تحقق الهدف المنشود منها وهو إحلال السلام .

معروف أن موقع الأردن الإستراتيجي يؤهله ليكون مفتاحا لكل من فلسطين وسوريا والعراق والسعودية ولا أظن أنه بعيد عن مصر،كما أنه يقوم حاليا ومنذ زمن بعيد بحماية حدود هذه الدول وهو صمام المان إلى درجة أن نملة لا تستطيع إجتياز حدوده إلى فلسطين المحتلة حيث إسرائيل ،ويشدد على الحدود السورية والعراقية والسعودية.

عند نشر  ذلك الخبر المسرب المنسوب إلى مصدر أردني مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته،ستقوم الدنيا بجهاتها الأربع ولن تقعد،وسيصبح الأردن محجا للجميع فرادى وجماعات ، تطلب ود الأردن وتسأل عن طلباته.

عند ذاك ،تبرز أهمية التخطيط الإستراتيجي ،وسيقول المفاوض الأردني  لا يريد تفجير ثورة إقليمية ولكن الأمر يتطلب إعادة النظر في    ترتيبات المنطقة الضاغطة على الأردن ،ولجم إسرائيل ،وسوف لن يصمت الخط الساخن، لكن الأمر يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الفساد وإعتماد الشفافية والحكم الرشيد.

عندها سيبدع المفاوض الأردني في تعديل المسار أمام الجميع ،ولا أظن أن إسرائيل ستكون بنمجى من  ضغط المجتمع الدولي.أما القول بأنه سيتم تغيير الواقع الحالي في الأردن ،فإنني أقول أن هذا القول مردود على أصحابه وهو قول هراء،وعبث ما بعده عبث ،لأن من تدثر بشعبه نجا وسلم من مكر إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل.

الأردن يجب أن يخرج نفسه من دائرته الوظيفية ،ويغادر هذا الموقع القسري المفروض عليه منذ أن بدأ إمارة في شرق الأردن،ولكي يحصن نفسه يتوجب عليه إرسال الفرق والبعثات إلى جهات الدنيا الأربع ،لعقد التحالفات مع الجميع،حتى لا يبقى أسيرا للخندق الغربي.

التبرير سيكون جاهزا  وهو أن الشعب الأردني يريد ذلك ،وأن الديمقراطية تتطلب هذا النهج الجديد.ويتطلب الأمر تشكيل حكومة قوية وإنتخاب مجلس أمة جديد ،وإعطاء الصحف حرية لا حدود لها لتساعد صانع القرار في تحقيق هدفه.

أمامنا  مثال حي وواضح ،وهو أن قادة إسرائيل الذين يتوجهون إلى الإنتخابات البرلمانية وتغيير الحكومة والإستفتاء وعرض الأمر على الكنيست عندما يتعرضون لضغط من المجتمع الدولي.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد