ألفاظٌ بدوية ، وجذْرُها الفصيح
من خلال المطالعة خاصة في كُتُبِ تراثنا الأدبي يمُرُّ مع المرءِ فوائدُ وفرائدُ يُدَوِّنُها لَعَلَّه يستفيدُ منها في إنشاء رسالة أو تأليفِ كِتابٍ وهذا ما يُسَمَّى ( بالكُنَّاشة ) ...
ولقد دَوَّنْتُ ما مرَّ معي من الألفاظ التي يستعملُها ( البدو ) وخاصة بدو جنوب فلسطين ، وصدقاً كانت الحصيلةُ مغريةً تستدعي تأليفَ رسالةٍ أو كتابٍ ، ولكن لكثرةِ الأشغالِ ، وتلاعبِ الزمانِ قَصُرَتْ خُطانا عن هذا المشروع الأدبي الذي فيه خدمةً للغةِ العربية ، وخدمةٌ للهجات ِ سكانِ تلك المنطقة .
ومنهجُنا في هذا المقال ذكرُ الكلمة وَمِنْ ثَمَّ ذكرُها في فصيحِ العربِ من شعرٍ منظوم ، أو كلامٍ منثور .
1 – عَيَّيْت : يقولها البدو وغيرُهم في الامتناع والرفض ، وهو استعمالٌ صحيح فصيح
قال النابغة الذبياني :
وقفتُ فيها أُصَيلاناً أُسائِلُها .... (عَيّتْ ) جواباً، وما بالرَّبعِ من أحدِ.
2 – دِمْس وجمعُها ( إدموس ) ويقصدون بها الحجر او الصخر ، وهذا من الألفاظ التي تَختَصُّ بها قبائل جنوب فلسطين والأردن ، وقد أعيتني في استخراجها حتى ظننْتُ عُجْمَتَها !! ولكن عثرنا عليها بعد جَهْد ، ولكن البدو حوَّلوا ( القاف ) الى همزة ، فقد جاءت في الفصيح :
قال جرير :
وعبسٌ هُمُ يومَ الفريقينِ طَرَّقُوا .... بأسيافِهم ( قُدْموسَ ) رأسٍ صُلادِمِ .
3- عَرْعُوْر ، ويقصدون بها خَلْفِيَّةَ الرأس ( القذال ) ، وهي من أعالي الجسم في الإنسان ، وهي من الفصيح :
جاء في كتاب ( اعتاب الكاتب ) لابن الأبار ، قصة بين الحجاج وابن المهلب : (وروي أن الحجاج بعث به إلى خراسان، وبها يزيد بن المهلب، فكتب إلى الحجاج: إنا لقينا العدو، ففعلنا وفعلنا، فاضطررناهم إلى (عُرْعُرَة )الجبل فقال الحجاج: ما لابن المهلب وهذا الكلام ! ويقال إنه قال: ليس يزيد بأبى عذر هذا الكلام ! فقيل له. إن ابن يعمر قال ذلك، قال: ذلك إذاً !).
4- تَوْ ، ويعنون بها ( الآن ) ظرف زمان ، وقد جاءت في الفصيح .
قال مُلَيْح ٌ الهذلي :
فباتَ دُمُوعي ( تَوَّةً ) ثُمَّ لمْ تَفِضْ ............. عَلَيَّ وَقَدْ كادتْ لها العينُ تَمْرَحُ .
5 – الكِرابةُ ، ويقصدون بها الأرض الحمراء المحروثة ، وفيها كُتَلٌ من التراب الأحمر ، وقد جاءت في الفصيح .
قال البغدادي في ( خزانة الأدب ) عند ذكر الكلمات التي وردتْ عن العرب منفية :
( العاشرة : كَرَّاب بفتح الكاف وتشديد الراء ، وهو فَعَّال من الكِرَاب ، يُقال : كَرَبْتُ الأرض كِرَابا ، إذا قلبتُها للحرث . ولم يذكر هذه الكلمة لبنث السِّكِّيْت ) .
6 – مَطَّق ، ويقصدون به التقبيل مع اخراج صوتٍ او ادخال شيء في الفم ، وقد جاء في الفصيح .
قال البَعيثُ :
سَتَلْفِظُ يوماً إنْ تَمَطَّقْتَ لَحْمَهُ .... تَدْسَعُ مِنْهُ بالذي أنتَ بالِعُهُ .
7 – السَّنَدةُ ، ويعنون بها الطريق أو الأرض المرتفعة ، وقد جاء ذكرها في الفصيح .
قال النابغة الذبياني :
يا دارَ مَيّة َ بالعَليْاءِ،( فالسَّنَدِ ).... أقْوَتْ، وطالَ عليها سالفُ الأبَدِ.
8 – القُوْز ، ويستعملونه في الأرض المرتفعة دون الجبل ، وجاء في الفصيح .
قال أبو صخر الهذلي :
تَثْني النِّطَاقَ ( بِقَوْزٍ ) حَفَّهُ دَمَثٌ .... حَازَتْ نَقَاهُ رِيَاحُ الصَّيْفِ منْضُوْدِ .
9 – أَوَيْتُ له ، بمعنى رحمتُه وأشفقْتُ عليه ، وقد جاءت في الفصيح .
قال أبو صخر الهذلي :
ولا بالذي يَسْتَكْرِهُ الوَجْدَ والبُكَا .... يُرَائي لِكَيْ ( يُؤْوَىْ له) وهو سامعُ .
10 – مَزّيتُ : شربتُها بتلطُّفٍ ومتعةٍ ، وقد جاءت في الفصيح من كلام العرب .
قال النابغة الجعدي :
وصهباءَ لا تُخْفي القذى وهي دونه .... تُصَفَّقُ في رَاوُوْقِها ثم تُقْطَبُ .
(تَمِزَّزْتُها) والدِّيْكُ يدعو صباحَهُ .... إذا ما بنو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا .
11- مَزَّقَ : شَقَّ الثوب .
قال زيدُ الخيلِ الطائي :
أتاني أنَّهم (مَزِقُوْنَ) عِرْضي .... جِحَاشُ الكِرْمِلَيْنِ لها فَدِيْدُ .
12 – الوَرَع : وهي بمعنى ( الطفل الصغير ) ،وهذه الكلمة ليستْ في بادية النقب ، بل هي في بوادي نجد وما حاذاها ، فأحببْتُ تدوينها فقط للفائدة .
قال عمرو بن معديكرب :
دَنَتْ واستأْخَرَ الأَوْغالُ عنها ... وَخُلَّى بينهم إلَّا الوريعُ .
قال البغدادي في ( خزانة الأدب ...) ( 8 / 185 – 186 ) : ( وكذلك الوَرَعُ – بفتحتين – وهو الصغير الضعيف الذي لا غَنَاءَ عنده ) .
13 – خُرَّافَة : وهي الحكاية الباطلة ، وأنا لا أقصدُ ( حديثُ خُرَاْفة ) فذاك رجل اجتالتْهُ الجِنُّ ، وإنما أعني كلمة ( خُرَّافة ) - بضم الأوَّل وتضعيف الثاني – قال الزمخشري كما في( الحاشية ) ( 2 / 49 ) للبغدادي : ( قال الزمخشري سمعتُها من العربِ ، ومنها الخراريف ؛ الأباطيل ) أو كما قال .
14 – خائن ٌ إمْذِرْ : أي ؛ خائنٌ فاسد ، ومنه مَذُرَتْ البيضةُ أي : فَسُدَتْ .
15 – دَلَا دَلَا : وهي كلمة بمعنى على مهلٍ ورفق ، وهي ليستْ من ألفاظ بدو النقب ، سمعتُها من أهل اليمن ووجَدْتُها في بعض الفصيح وأذكُرُها للفائدة .
جاء في ( الحاشية ) ( 1 / 747 ) للبغدادي : ( دَلَوْتُ الناقةَ دَلْوَاً ، سرْتُها سيراً رويدا ، قال الآخرُ : لا تَعْجِلا بالسير وَدْلُوَاها ... ) .
والكلمات كثيرة ، ونكتفي بذكر هذه الكلمات حتى يستيقن المطالعُ أنَّ البدو مازالتْ ألفاظُهُم صحيحةً ، وإنْ أحدثوا تغييراً في الاعراب والحركات للكلمة فقط .
زرافة في نهر النيل تثير ضجة في مصر .. صور
شهيد في غارة إسرائيلية جنوب لبنان
شخصية السيكو دفعت هنا الزاهد لزيارة طبيب نفسي
7 أعراض قد تكشف إصابتك بسرطان الدماغ
إنجاز مشاريع زراعية ومائية في كفرنجة بكلفة 145 ألف دينار
بعد خسارة نوبل .. ترامب ينال جائزة مهندس السلام
أمي رحيلها لم يكن موتًا .. كان انطفاء العالم بأسره
تراجع عودة اللاجئين السوريين من الأردن إلى بلادهم بنسبة 27%
قرار مرتقب لـ العدل الدولية حول منع المساعدات لغزة
نتفليكس تستخدم الذكاء الاصطناعي في الإنتاج البصري
عمان الأهلية حذفت المستحيل من قواميسها !!
ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية الاربعاء
تفسير حلم الامتحان للعزباء في المنام
دلالة رؤية ورق العنب للعزباء في المنام
الأردنية: فصل نهائي بانتظار طلبة شاركوا في المشاجرة الجامعية
إغلاق طريق كتم وتحويل السير إلى الطريق الرئيسي (إربد – عمّان)
إحالة موظف في أمانة عمان للمدعي العام .. تفاصيل
إطلاق حزب مبادرة رسميًا لتعزيز العمل الحزبي وتمكين الشباب
أسعار الذهب محليا تسجل قفزة جديدة
عطية يطالب الحكومة بإعادة العمل بالتوقيت الشتوي
قفزة جديدة في أسعار الذهب محلياً
تحرك برلماني يطالب السعودية بإعادة النظر في قرار الحافلات