رحلة بين الكلمة والفعل… حيث يسكن الأثر الحقيقي

mainThumb

10-08-2025 12:01 AM

في حديث عابر مع أحد الأصدقاء الذي سألني عن سبب توقفي عن الكتابة والنشر في قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة والشأن العام منذ أن توليت مهمة رئاسة لجنة مجلس محافظة العقبة المؤقتة، أدركت أن الإجابة ليست مجرد رد مقتضب بل هي حكاية مسار طويل من الشغف والإيمان.
فقد كانت كلماتي في الماضي بمثابة جسرٍ يصل ما بين معاناة الناس وأبواب أصحاب القرار أكتبها بصدق القلب ليس طلبًا لمجد شخصي ولا سعياً لإثارة ضوء عابر بل لأنني كنت أؤمن أن الكلمة الصادقة قد تتحول إلى فعل وأن السطور قد تصبح خطوات على طريق التغيير.
قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة على وجه الخصوص لم تكن بالنسبة لي موضوعًا للكتابة بقدر ما كانت التزامًا وجدانيًا وجزءًا من نبضي وتفكيري أعيشها وأشعر بها قبل أن أصفها كنت أرى في كل رسالة أكتبها محاولة لفتح نافذة أمل وفي كل ملاحظة أدوّنها حجرًا يوضع في أساس بناءٍ أكثر عدلاً وإنصافًا.
اليوم، ومع مسؤوليتي الحالية لم تتغير المبادئ التي تحركني لكن الوسيلة اختلفت صرت قادرًا على إيصال الرسائل مباشرة إلى من بيدهم القرار دون حواجز ولا انتظار وأجد قلوبًا وعقولًا تنصت وتتفاعل وهذا بحد ذاته يختصر مسافات طويلة من الكتابة والنشر لقد تعلمت أن الأثر الحقيقي لا يُقاس بضجيج الحروف على الورق بل بما يثمر على الأرض من إنجازات يشعر بها الناس.
أعمل اليوم بصمت يشبه سجدة القلب في محراب الحياة أبحث فيه عن النتيجة لا عن التصفيق عن الفعل لا عن الظهور عن التغيير الذي يظل شامخًا حتى بعد أن يطوي النسيان أسماء من صنعوه فالقيمة الحقيقية لرحلتي لم تكن يومًا في عدد الكلمات التي دوّنتها بل في الأثر الذي ظل حيًّا في عيون من وصلتهم رسالتنا وفي حياة من أضاءت أيامهم بفضل جهد مخلص ونية طاهرة..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد