موجة ثلجية ثانية ولن نجد عواميد كهرباء في المملكة‎

mainThumb

16-12-2013 02:42 PM

اسعد الله أوقاتكم بعد الموجة الثلجية المدمرة التي اجتاحت أجواء الأردن، وأسعد  الله أوقات جميع المواطنين الأردنين و كل من يحيا على تراب هذا الوطن الغالي ،لقد قاسى الشعب الأردني من أولى المواجات الثلجية التي اجتاحت سماء البلاد، وعانى العديد من مشاكل انقطاع الكهرباء،لن أتحدث عن معاناة المواطن الأردني و عن كل ما قاساه أثناء انقطاع التيار الكهربائي ،و أن العديد من مواطنينا يستخدمون الطاقة الكهربائية في تدفئة منازلهم ،و يأتي أحد المسؤولين و يصدر بياناً أن يخفف المواطن الأردني  من استخدام الكهرباء في أمور التدفئة أثناء الموجات العاصفة، بالله عليك سيدي المسؤول كيف يدفئ هذا المواطن منزله ،هل يستخدم الحطب ؟

تعرض العديد من المواطنين في أماكن مختلفة لانقطاع التيار الكهربائي و الجميع يملكون نفس الرواية ،انقطع عنهم التيار الكهربائي و استمروا بالاتصال على شكاوي الكهرباء دون مجيب ،فكيف لشركة الكهرباء أن لا تجيب على شكاوي المواطنين ؟،و هل شركة الكهرباء تتوقف أعمالها في الشتاء لتكتفي بانجاز مهامها صيفاً فقط.

عندما تجمع المسؤولين في لقاء على أحدى القنوات الأردنية و مصارحتهم  بتقصيرهم، يبدأ كل واحد بالقاء المسؤولية على كاهل الآخر ،و نخرج في النهاية "بولا شي" لا تعرف من هو المسؤول ،في البداية مسؤول في شركة الكهرباء يقول بأنه  تم التخاطب مع وزارة الزراعة حتى يتم التنسيق في ما بينهم و العمل على تقليم الأشجار حتى لا نصل الى مستوى الكوارث التي تعرضنا لها و تقطع أسلاك الكهرباء التي سببتها الأشجار ،يرد المتحدث باسم وزارة الزراعة أنه لم يتم التنسيق معهم و لم يصلهم أي مراسلات من قبل شركة الكهرباء ،و أحد المتحدثين باسم أمانة عمان يقول أنهم قامو بفتح الطرق المغلقة حتى تقوم شركة الكهرباء بأداء عملها ولكن لم يتم رؤية أي من السيارات التابعة لشركة الكهرباء في بعض الاماكن التي تعرضت لانقطاع أسلاك الكهرباء "و هاي كانت لفة ودورة ما عرفنا مين فيهم المقصر الحقيقي"،في النهاية كان المواطن الأردني هو الضحية ،وهو من أكل البرد في منزله دون أن يحظى بالدفئ حتى لو على الكانون " المنقل" كما كان يلجأ له أهلنا  قديماً (يعني لا واكبنا التطور و لا ضلينا على ما كنا عليه )

و في نفس البرنامج تم  الإتصال هاتفياً مع مدير عام شركة الكهرباء الأردنية وسؤاله عن أسباب عدم الاستماع و الرد الى شكاوي المواطنين  فيقول الجملة الصادمة  و الرد اللامبالي (أن هذا العطل يحدث في أمريكا و فرنسا و تتوقف الكهرباء لهذه الأسباب عن المواطنين) ،حقاً رده كان في محله يجب أن نسكت مادامت هناك أعطال للكهرباء تحدث في أمريكا و فرنسا ،لكن سؤالي لهذا المسؤول هل يستمر انقطاع الكهرباء أكثر من بضع ساعات ،أم يمضي المواطن الفرنسي أو الأمريكي مدة أربع الى خمس أيام بدون كهرباء في عز سقوط الثلج ،الحقيقة كان يجب أن يقطع التيار الكهربائي عن جميع المسؤولين الذين قصروا بأداء مسؤولياتهم أثناء موجة الثلج التي مرت لكي نرى كيف يكون ردهم وهم يشعرون بالتجمد و البرد أثناء سقوط الثلوج ،و لتستمر الموجة الثلجة حتى يبحثوا عن وسيلة غير الكهرباء ليدفئون بها منازلهم لنعلم بعدها مدى التزامهم في أداء مسؤولياتهم ،و حتى لا يلقي كل واحد منهم المسؤولية على عاتق الآخر .

مرت موجة ثلجية قوية و قد تأتي موجات أخرى فهل ستبقى غرفة العمليات مهملة وهل سيبقى الجميع ينتظرون اللحظة الأخيرة حتى يبدأون أداء أعمالهم ،و سيبقى المواطن عالقاً في أزمات عدة .

هناك ملاحظة أخرى يواجهها بعض موظفي القطاع الخاص وهو عندما تبدأ الجهات المعنية باعطاء التعليمات بعدم خروج المواطنين من منازلهم لضمان سلامتهم ،تصدر ادارة بعض الشركات الخاصة أمراً بدوام الموظفين ،و عند اتصال الموظفين بادارة الشركة الساعة السابعة و النصف صباحاً لسؤالهم ان كانت الشركة علقت الدوام أم لا ،يصدم بأن يرد عليه الموظف المناوب أنه لم يثبت بعد ، و متى يثبت عندهم الدوام بعد أن يخرج المواطن من منزله ليتوجه نحو الشركة و تغلق الطرق و لا يستطيع العودة لمنزله ،أو يتعرض لحادث عبر ذهابه أو عودته ،من يتحمل مسؤولية سلامة هذا الموظف الذي هو بالأساس مواطن و أحد أفراد المجتمع و ان حكم عليه العمل لدى احدى الشركات الخاصة لا يعني أن تعدم من أصحاب الشركة الإنسانية لتعطيل هؤلاء الموظفين و تعريضهم للخطر .

في النهاية تم التنبيه مسبقاً لوجود موجة ثلجية قوية ستجتاح المملكة ،دون أن يحرك من هم مسؤولين عن سلامة المواطنين ساكناً باتخاذ الاجراءات اللازمة .

نشكر سيدنا و حامي بلادنا جلالة الملك عبد الله الثاني الذي كان حاضراً و متأهباً بسواعده و بأوامره التي كانت موجهه لخدمة المواطن الذي بنظره أغلى ما يملك ،ولن ننكر مجهود القوات المسلحة المشكورة التي لبت نداء الوطن و المواطن، و كذلك الدفاع المدني بتقديم الخدمات اللازمة في فتح الطرق و مساعدة المواطنين الذين علقوا في أثناء الموجة الثلجية ،فقد قاموا بجهود جبارة ،ولن ننكر المجهودات الفردية التي قام بها بعض الموظفين، لكننا نطالب بأن توجه المساءلة القانونية لكل من قصر في أداء مسؤولياته هذه كانت الموجة الأولى وقد تتعرض البلاد لموجات أخرى ،فيجب أن توضع خطط لمواجهة أي موجات قادمة ،نحن و المسؤولين  نعمنا بالصيف بنومٍ هانئ و جاء الشتاء فما قدمنا له الإجراء اللازم .

أوجه رسالتي لشركة الكهرباء و أقول لجميع العاملين فيها ،من أكبر موظف إلى أصغر عامل فيها ،أن شركة الكهرباء و خدماتها لا تقتصر على جبي فواتير الكهرباء و مراقبة ساعات الكهرباء أو ملاحقة من لم يدفع الفاتورة وقطع الكهرباء عنه ،خدمات شركات الكهرباء تتعدى هذه المسؤوليات و يجب أن تكون تجهيزاتهم معدة لوضع كهذا الذي مررنا به ،يجب أن تكون على أهبة الاستعداد ،نحن لا نطلب منهم مجهودات خارقة ،ولكن لو كانت أعدت لهذا اليوم جيداً فلن يتضرر أي أحد من المواطنين بسبب أعطال الكهرباء ،هناك العديد من العائلات حبيسة منزلها بسبب انقطاع أسلاك الكهرباء و يقومون بالاتصال على شركة الكهرباء دون مجيب ،فمتى سيجيب موظفين شركة الكهرباء على هواتفهم، وهل يوجد في هواتفهم حرارة أم الهواتف طالتها برودة الجو فما عادت تجيب .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد