الديمقراطية , أسوأ أنواع الحكم

mainThumb

19-12-2013 02:35 AM

"أسوأ أنواع الحكم هو الحكم الديمقراطي "....كان هذا رأي أفلاطون بتلك الغوغاء اليونانية التي سقت استاذَه سقراط السمّ فتجرعه التلميذ النجيب خسرانا وفقدانا معرفيا جعله يهرب من أرض أثينا التي يلتهم دُودها أفكارَ ملهميها إلى يوتوبيا مثالية يبني فيها مدينته الفاضلة حيث الغوغاء فيها لا يَحكمون ولا يسقون السم للفلاسفة ....ولكن الكأس ظلت مترعة ...والمدن الفاضلة أبوابها مشرعة على خيبة أثر خيبة , ومقصلة وراء مقصلة...فلا الغوغاء بطّلوا قتلا ..ولا الفلاسفة قتلوا حلما.وهل ألذ للغوغاء من طبق شهي فيه عقل فلسفي.......؟!!!!.......

قُتِل شيشرون في روما و الإسباني إبراهام بن داود , اغتيل مارتن لوثر كنغ ..وغاندي ... وفي الثورات حيث يهيج العوامُ وتتفتح شهية القتل والاتهام , ورعشةُ الانتقام أُرْقيَ إلى مقصلة الثورة الفرنسية الفيلسوف الكيميائي "لافوازيه ".....وفي ألمانيا عمّدت دماء الفيلسوف "موريس شليك "باب جامعته بعد أن اغتاله احد طلابه .

أما الأكثرُ مأساوية وذرفاً للغضب قبل الدمع فهو قطع لسان الفيلسوف الإيطالي "غوردانو برونو " ثم اعدامه حرقا وهو حي .....ولن ننسى ...وكيف ننسى جسد الفيلسوفة هيباتيا «أول فيلسوفة في التاريخ» ،الذي افترسته أنياب التطرف المسيحي في شوارع الاسكندرية في مصر ....!!!...وفي مصر ايضا قُتل بالامس القريب فرج فودة برصاصة متطرف ديني ...وشُرع بقتل "نوبل" مصر نجيب محفوظ بسكين بائع أسماك .


...... هذه هي سيرة الغوغاء كحيّة عمياء تتيه في الصحراء يسكنها دائما هاجسُ الخوف من الحركة و الحياة والأحياء , منذ طُردت من هناك , و هي تعيش بؤس الخروج والعصيان وصارت تخشى التمرد هنا , فما أن تستشعر حركة فكرية او فلسفية حتى تراها تُنشّب سمّها في جسد الفيلسوف أن راودته نفسه بالخروج والعصيان مرة اخرى .......................ولكن من سخرية ديمقراطيتنا العربية أن نسل الفلسفة والفكر انسلّ من تاريخنا منذ زمن بعيد ......فالاستبداد لم يبقِ منه ولم يذر ....ولا سقراط عربي لدينا اليوم ليتجرع السم .... فلا خيار أمام الأفعى العمياء اذن الّا أن تتجرع هي الكأسَ وتجترَّ سمّها.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد