هكذا هنأت حكومة النسور الشعب الاردني بالعام الجديد !

mainThumb

31-12-2013 08:41 PM

جميلة هي حكومتنا، أبت أن تودع عام 2013، دون ان تهنئ مواطنيها بسياستها التي اعتادت عليها في "الرفع" التي أهلكتهم بها، وأرهقت جيوبهم المهترئة.


فقبل انتهاء عام 2013  بساعات، قدمت حكومة عبدالله النسور التهاني لشعبها بباقة جميلة من الرفع، تمثلت في رفع أسعار المحروقات، وفور الدخول في عام 2014، ستكون حكومة النسور السباقة هي ايضا في تهنئة شعبها، بقرار جديد برفع أسعار الكهرباء.


نعم، الشعب الاردني يستحق تهاني حكومة النسور في عام 2014، فعلى الشعب ان يحس بوجع الحكومة وآلامها، وعليه ان يشعر بما خلفه الفاسدون والناهبون واللصوص، من مصائب على البلد ومواطنيه، نعم، على المواطن ان يضحي بحليب اطفاله، وقوت عياله، من أجل تسديد ما نهبه المارق فلان، وابن الحرام علان، و"السرسري" ابن الشحاد ابن فلان .... !!

نعم ، "رقبة المواطن الاردني"، سدادة، وعبد الله النسور فهم هذه المعادلة منذ اول يوم، لتسلمه منصب رئيس الوزراء  الذي بات هشاً، لا قيمة له في هذا البلد، نتيجة تعدد المرجعيات النافذة، والتي نعلمها جميعا، بل ان رؤساء حكومات نعرفهم جيدا كان يأمرون بأوامر من هو أقل منهم درجة بل بدرجات ... !!

أدرك عبد الله النسور، حقيقة المأزق الذي يعيشه الاردن والمواطن الاردني،  الذي  لا علاقة له بهذا المأزق لا من قريب او من بعيد، وأدرك النسور، ان وصفة الحل، في علاج ما نهب وينهب حتى اللحظة، هو جيب المواطن الخانع المغلوب على أمره، الفقير، الذي من المتوقع ان يغير  عاداته الاجتماعية الاصيلة قريبا، ويتخلى عن بعض القيم التي تربى عليها عبر مئات السنين، حتى يستطيع ان يؤمن خبز اطفاله .. !

نعم، النسور يحس بوجع الوطن ، الا انه لا يحس بوجع المواطن، ولا يأبه للفاسدين، ولا يتخذ موقفا متشددا في محاسبتهم، ولا يجرؤ ان يترك موقعه احتجاجا على تعيين فاسد هنا او جاهل هناك، رغما عن أنفه، ولا يستطيع الاصرار على محاسبة فلان او ملاحقة علان، فقد اعفى نفسه من هذه المسؤولية، و " دق .."  بالمواطن الغلبان، لترقيع ما يمكن ترقيعه، مما نهب وسرق بيد  خونة البلاد والعباد.

واخيرا، على من يصنع القرار في الاردن، أن يدرك هو الآخر ان احتمال اي "شيء" له حد معين، حتى لو كان من الحديد، فله حد للاحتمال والا "صُهر" وحرق وأذاب ما حوله، والشعب يبدو انه قد  فاق مرحلة الاحتمال على القرارات البائسة والتي احالت حياته الى جحيم، فلا بد من الانتباه الى الشارع، .. قبل فوات الاوان!! وعلى الحكومة التي يبدو انها اختتمت اجندتها، الرحيل الان، ان لم يكن قد خُطط لها الرحيل بعد هذه القرارات، فلم يعد هناك مجال للاحتمال .. والا بدأ الشعب الذي اجهزت الحكومة على مقدراته وانهكته بسياساتها وتخبطاتها  بالانصهار وحرق ما حوله ..  وكل عام وانتم بخير ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد