لبنان ودول تسيطر على دولة

mainThumb

01-01-2014 07:43 PM

بالرغم من مرور إحتفالات رأس السنة على لبنان بسلام, لكنها في الحقيقة لم تكن سعيدة على كثيرين من أبناء الشعب اللبناني وخاصة ذوي وأصدقاء كل من زهقت أرواحهم خلال سلسلة التفجيرات الماضية التي عصفت بلبنان والتي كان آخرها في قلب بيروت بعدما تم تفجير موكب أحد أعضاء تيار قوى 14 آذار اللبناني ومستشار تيار المستقبل الوزير محمد شطح الذي قضى ومرافقه وعدد من الأبرياء جراء ذاك العمل الإرهابي ليكون تجسيداً للمرحلة المقبلة التي يبدوا أنها ستكون مرحلة ماقبل انفجار البركان. ويعكس أيضا هذا العمل الجبان دور القوى الإقليمية في حربهم ضد بعض بإستخدام أدواتهم الداخلية.

إن مايحدث في لبنان ليس بالجديد على البلد , وإستخدام القوى الإقليمية لبنان كحلبة مصارعة أيضاً ليست بجديد , لكن الجديد هو إستبعاد إتهام إسرائيل بهذا العمل الإرهابي حتى ولو كانت هي المستفيدة من إنقسامات الشعوب وحقدها المتنامي على بعض. نعم فإنه من غير المقبول حتى اللحظة إتهام العدو الإسرائيلي بإنفجارات لبنان الأخيرة, ومن يسارع في إتهامها هو في الحقيقة يسعى لإخفاء الحقيقة والتي لم يعد إخفائها ناجحاً بعد الآن.. ولم تعد الشعارات القومية ولا الخطابات الرنانة التي تتشدق بالمقاومة والممانعة أو غيرها ذات جدوى بإخفاء حقيقة أن العدو الإسرائيلي أصبحت تزعجه مراهقة الدول الأخرى من تفجيرات وتحريض وتسليح وتمويل قطع الشطرنج التي تخصها داخل كل دولة. بل أصبح سرعة إتهام العدو الإسرائيلي أحد أدلة ضد المتهمين (بكسر الهاء و الميم) ووضعهم في دائرة الشبهات.

لقد قام مستخدمي الشعارات الكاذبة والمنافقة من كل الأطراف على إعتبار الإحتلال الإسرائيلي "مكباً للنفايات", كلما قام أحدهم بعمل جبان قذر رماه في ذاك المكب واتهم صاحبه بأنه وراء ذاك العمل ليصرف أعين أغلبية الشعوب العربية عن الحقيقة بعدما أوهمونا بأن العدو الوحيد هو "إسرائيل" وإعتبار غير ذلك بمثابة تطرف وطائفية وخيانة وإنقسام وكأننا طوال تلك السنوات الماضية لم نشهد أي منهم. نعم نحن نؤمن أنا عدونا الأول والأساسي هو الإحتلال الإسرائيلي والصهيونة في كل مكان ولكن للأسف لم يعد الأخير ولا الوحيد. فكل من يقوم بأي عمل إرهابي يسلب الأبرياء حياتهم وأمنهم وحريتهم ويقسم الوطن هو أيضاً عدو ضد الإنسانية ومن يقسم الأوطان ويحرض الشعوب على الإقتتال هو أيضا شريك في العداوة مع الإحتلال طالما كان المحتل مستفيد من تلك الأعمال. ولو أني بدأت أشك بأن تلك الأعمال الإرهابية والأحداث التي تصيب الوطن العربي تصب في مصلحة الإحتلال الإسرائيلي بل بدأت على شبه يقين أن العدو الإسرائيلي خسر الرهان في كثير من الدول التي إنتفض شعبها ضد حكامهم الظغاة وتحول الأمر بالنسبة لهم إلى كابوس يؤرقهم أمنياً وسياسياً وإقتصادياً.

نحن نعلم بأن للجمهورية الإيرانية والمملكة السعودية دور فيما يحصل في لبنان ولايمكن إنكار ذلك, كما لكل منهم دور أيضاً في دول عربية أخرى وغيرها من الدول.. وإن المتهم الرئيسي بانفجار بيروت هو نظام الأسد على أيدي حلفاءه في الداخل بمباركة إيرانية. فالذاكرة مازالت قوية بالرغم من ضخامة الأحداث المتتالية في العالم ولا يمكن أن ننسى تهديدات الأسد بإشعال المنطقة ولا حتى قضية الوزير السابق ميشال سماحة الذي خطط بتفجير واستهداف رموز مدينة طرابلس بأوامر من اللواء السوري علي المملوك, ولايمكن غض الطرف عن خطاب أمين عام حزب الله الذي توعد وهدد صراحة بالمضي قدماً بالتدخل في سوريا مع علمه بالضرر الذي يلحقه على أمن وإستقرار لبنان. في المقابل لايمكن تجاهل الدور السعودي في تعقيد الأزمة في لبنان وإطالتها في سورية ودوره في بلاد أخرى من خلال شراء ذمم  وضمائر النفوس الضعيفة وإيواءهم.

الوزير السابق محمد شطح لم يكن هو المستهدف بل كان تيار 14 آذار اللبناني بالتحديد والوزير لن يكون الأخير ولا التفجيرات ستتوقف طالما هناك من يريد لفت الأنظار عن جرائمه التي يقوم بها وراء الحدود عن طريق إرتكاب جريمة وعمل إرهابي داخل الحدود.وإن من تداعيات الحرب الشرسة ضد الشعب في سورية الأثر فيما يحصل داخل لبنان والعراق والدول المجاورة.

الحل في لبنان هو سقوط نظام الأسد إما سياسياً أو عسكرياً وإلّا لن يستقر لبنان لا سياسياً ولا أمنياً. وكما يبدو أن لامؤشرات إيجابية جدية لدى أي من الدول بإنهاء الحرب في سورية بل مانراه هي محاولات من التباطىء والتواطىء خاصة من دول أصدقاء الشعب السوري على إطالة الحرب..نحن متشائمون طالما هناك دول تسيطر عليها دول



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد