تجنيس أبناء الأردنيات

mainThumb

29-01-2014 10:30 AM

للمرأة في بنى ما قبل الدولة قصة طويلة تصل إلى السماء حيث حيكت هناك , وعريضة تمتد من سالف الزمان حتى القرن الواحد والعشرين , فالمرأة في هذه المجتمعات عضو طارئ على الأسرة الأبوية تقطع نسب العائلة , وتهدد ملكية عشيرة الأب بتفتيت الأرض عبر نقلها إلى عشيرة الزوج أو عائلته .هي رحم حامل لبذور غريبة يخشى أن تبذرها في أرض العائلة فتنبت زرعا هجينا , هي رحم ناقل لأجنة يخلدون الغرباء ,هي بالمحصلة خطر يهدد هوية العشيرة , لذلك درجت العائلات على أن تحرم نساءها من تملك الأرض , وفي أحسن الأحوال تمنحها هدية أو هبة من ذكور العائلة مقابل التنازل عن حقها المفترض ,والذي اصطلح الأطراف جميعا على تسميته "بالمرضوانية ", وهي تسمية تتضمن ادانة أخلاقية لانتزاع حق المرأة في التملك إذ فيه اعتراف اجتماعي بوقوع ضرر ما على المرأة,سبب لها عدم الرضا ...فحقت المرضوانية لأغراض الأمن الاجتماعي .........

... "المرضوانية "هذه تمارَس أيضا في مؤسسات "الدولة " الأردنية برغم مظاهر الحداثة وربما "ما بعد الحداثة" في المعمار وفي الزي و في الحوسبة, فكما يُسقط ذكور العائلة من قوشان الأرض أسماءَ الأناث خوفا من أبنائهن الغرباء العابثين بهوية العشيرة , يُسقط أيضا الاتفاق "النيابي الحكومي" الجنسيةَ عن أبناء الأردنيات الغرباء خوفا من العبث بهوية "الدولة ", فما تمخّض عنه أخيرا الاتفاق النيابي الحكومي حول حق المرأة في منح جنسيتها لزوجها وأبنائها بعد صراع طويل وسيطول ويطول هو ليس أكثر من مرضوانية , لأن منحها حقوقا تسهل لها ولأبنائها ظروف المعيش الاقتصادي , _برغم اهميتها الملحة_لا يعني بحال من الأحوال اعتراف حقوقي قانوني بكينونتها كمواطنة مثلها مثل الرجل ..فالتمييز ضد الانسان لا يمحوه مكرمة أو عطف أو مرضوانية , التمييز يمحى بازالة سببه , وسببه هو ذلك الفارق الانساني بين الرجل والمرأة الذي تراكم تاريخيا وتغلغل في ثنيات ثقافة تبخ تمييزا وانتقاصا .

التذرع بالخوف على الهوية من ذلك الغريب , ان كان ابن عشيرة , او ابن جنسية أخرى قد ينبئ بهواجس مرضية تستوطن هذه المجتمعات استيطان الجين و"الجن"من الجسد , هي هواجس وأوهام فقدان جنة الأرض بعد فقدان جنة السماء ,فالذكر لا يُلدغ من حواء الحيّة مرتين ., لذلك لا تأتمنها العائلة على الأرض ,ولا تأتمنها المؤسسة على الدولة.....وهنا مكمن الخطر الحقيقي على الهوية , لأن عائلة يسكن أعضاءها الخوف من بعضهم البعض لن تكون عائلة طيبة وسويّة ,ودولة يسكنها منقوصو الجنسية لن تكون آمنة وقوية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد