الألعاب الالومبية في بلاد الشركس - د. أيّوب أبو ديّة
هل هي مصادفة أن تقام الألعاب الألومبية الشتوية في سوتشي هذا العام؟ وما هي مشاعر الشركس الذين يعتبرون تلك الأراضي مواطنهم الأصلية؟ وما هو علاقة ذلك كله بالرئيس بوتن، وكذلك فيما يحدث اليوم في سوريا ومصر؟
يعود تاريخ الشراكسة إلى عمق التاريخ في الأراضي الواقعة على البحر الأسود حيث تقام الألعاب الألومبية الروسية اليوم، حيث تشير مخطوطات قديمة إلى مشاركة الشركس في الألعاب الألومبية الأغريقية مئات السنين قبل الميلاد. ولكن عام 1897 شهد انتهاء الحرب مع روسيا القيصرية والتي امتدت نحو 130 عاماً بفناء وترحيل نحو 90% من عدد السكان الشركس في روسيا البالغ آنذاك نحو مليوني نسمة.
في منطقة سوتشي حيث تجري الألعاب الأولمبية أحرقت القرى الشركسية كلها بطريقة ممنهجة ودمرت المحاصيل الزراعية وتم ترحيل "سكان الجبال" الذين اعلنوا الولاء للقيصر إلى مناطق سهلية في الشمال فيما تم ترحيل من ظل مصراً على عناده إلى تركيا أو اجبروا على الهجرة إلى ديار أخرى. كان الاسم الشركسي Shapsegh يشير إلى الأراضي في منطقة سوتشي اليوم، وربما يكون اسم طلعة الشابسوغ في عمّان اليوم يعود إلى ذلك الاسم دليلاً حياً على حجم الكارثة.
وفي ظل عودة القيصرية الروسية في عهد بوتن الأول ،ومن ثم "بوتن الثاني" الذي تبعه في ولاية جديدة، هل نستطيع القول إن التركيز على سوتشي مرتبط بالشعور الامبريالي للدولة الروسية الجديدة؟ بمعنى آخر، هل هو شعور مماثل لاصرار الكيان الصهيوني مثلاً على نقل سفارات الدول إلى القدس لترسيخ حلمه بأنها عاصمة أبدية "لإسرائيل"؟ أو ربما يماثل إقامة حدث رياضي عالمي في منطقة "دير ياسين" مثلاً؟ وهل اختيار بوتن رجل عام 2013 في مجلة فوربز العالمية، بوصفه الأقوى نفوذاً في العالم، له مكان في تفسير سياسة روسيا اليوم؟ وهل إثبات عظمة روسيا القيصرية في الماضي بإبادة الشعوب يعطيها الحق بإبادة الشعب السوري أيضاً بطريقة ممنهجة كما يحدث اليوم؟
لا شك في أن الروس يسعون إلى دخول جيوب الناس بدلاً من قلوبهم، ولاشك أن مصالحهم فوق كل اعتبار؛ فكما أبادوا وهجروا 90% من الشعب الشركسي فقد أثبتوا أنهم قادرون على تهجير نصف الشعب السوري داخل وطنه وخارجه، وأنهم قادرون على تفكيك دولة مثل أوكرانيا وعلى اختراق الدول المتماسكة نسبياً عبر صفقات الأسلحة كما حدث مع الهند ويحدث اليوم مع السيسي في زيارته لموسكو؛ وكذلك فإن الروس قادرون على شراء الذمم كما فعلوا في مشاريعهم النووية مع بنغلاديش وبلغاريا وغيرهما.
ومهما يكن من أمر، فإن روسيا غدت دولة إمبريالية تسعى إلى ترسيخ استثماراتها في العالم لعقود قادمة، وعبر هذه الأذرع التكنولوجية والمالية الطويلة الأجل تستطيع التحكم في سياسات الدول المختلفة وترويج الأسلحة المتنوعة وإثارة الحروب والنعرات الطائفية والمذهبية والاثنية. فما هو أهم الأبواب الذي بات يدخل منه الروس إلى العالم بعد أن فقدوا هيمنتهم العسكرية في العالم إثر انهيار الاتحاد السوفياتي؟
الصناعة النووية باتت أهم هذه الأبواب الشريرة، فقد شرعت روسيا في تصدير صناعتها النووية بزخم كبير منذ عام 2008 عندما أصبحت الصناعة النووية ملكاً للدولة الروسية وبات الرئيس نفسه يسوق المشاريع النووية في العالم إلى جانب الأسلحة، كما حدث في الهند عندما وقع الرئيس بوتن اتفاقية بناء مفاعلين نووين ووقع معها اتفاقية بيع طائرات ميج 29 وأسلحة أخرى. علماً بأن الصناعة النووية الروسية شهدت أضخم كارثتين في العالم في جبال الأورال عام 1957 وفي تشرنوبل عام 1986.
وبالرغم من ذلك فقد استطاع الروس تسويق صناعتهم النووية في سوريا والعراق وإيران وتركيا وبلغاريا والهند والصين وباكستان وبنغلاديش والأرجنتين وغيرها من الدول، كذلك فتحت صناديقها الاستثمارية لمد تلك الدول بقروض طويلة الأجل، كان آخرها قرضاً لبنغلاديش هذا العام بقيمة ملياري دولار كي يشرعوا في دراسات الموقع لمفاعليهما النوويين المقترحين على الضفة الشرقية من نهر مابادما عند موقع يبعد 160 كيلومتراً عن العاصمة دكا.
أما التجربة البلغارية في مفاعل بيلين الواقع على نهر الدانوب فتحاكي مستقبل المشاريع النووية الروسية في العالم حيث انسحبت الشركة الألمانية الممولة للمشروع بسبب تأخر المشروع وتضاعف تكلفته المبدئية، وأخيراً صدر قرار من البرلمان البلغاري بأغلبية 114 إلى 40 صوتاً لوقف المشروع تماماً والخروج من فكرة الطاقة النووية.
والتجربة الصينية في مفاعل تيانوان مفزعة حيث اكتشفت آلاف قطع الغيار الروسية دون المستوى على نمط إصدار شهادات منشأ مزورة لقطع غيار في كوريا الجنوبية، وقد ترافقت الاتفاقية الصينية مع اتفاقية روسية صينية لبيع الغاز الروسي الذي تحلم به الصين منذ زمن.
فهل تجربة الألعاب الألومبية في سوتشي هي من باب التحدي لمشاعر الإنسانية والخيلاء بماضي روسيا القيصري الدموي والاعلان عن انطلاقة غزوها للعالم عبر التكنولوجيا النووية؟
قصف مدفعي بمحيط منطقة الأمن العام في مدينة غزة .. فيديو
حريق بسيط في أحد المطاعم دون إصابات
جمعية البنوك تتوقع خفض معدلات الفائدة في الأردن 25 نقطة أساس
مقالات الذكاء الاصطناعي … ومسدس صموئيل كولت
اختتام فعاليات مؤتمر مكافحة الطائرات المسيّرة
ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات الإسرائيلية الأحادية في تقويض السلام
فريق الوحدات يخسر أمام المحرق البحريني بدوري أبطال آسيا2
الرئيس السوري: اتفاق أمني مع إسرائيل ضرورة
مطلع الأسبوع المقبل .. بريطانيا تستعد للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين
فريقا عيرا وشباب الحسين يتأهلان إلى نهائي كأس الأردن للكرة الطائرة
أورنج الأردن تدعم الابتكار الرقمي للطلبة عبر رعايتها لفعالية 'ماينكرافت' التعليمية
الأردنيّة الأولى محليًّا في تصنيف QS العالمي
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
نصائح لقبول تأشيرة شنغن بدون عقبات
مرحلة جديدة تدشّنها إسرائيل… عنوانها العربدة
صورة من مدرسة حكومية تكشف واقعاً مؤلماً .. شاهد
العياصرة: التوسع الاستيطاني يعبر عن حالة التوحش في إسرائيل
مشتركة في الأعيان تبحث تعزيز التنمية الثقافية
اختتام جلسة حوارية بشأن قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
اليرموك تعلن الدفعة الأولى لطلبة الدراسات العليا .. رابط
رئاسة الاتحاد الرياضي الجامعي تنتقل للشرق الأوسط
الحكومة تعلن شاغر أمين عام الأشغال العامة
تعزيز التعاون بين هيئة الإعلام ونقابة الصحفيين
استحداث تخصص التكنولوجيا المالية بالجامعة الهاشمية
اختفاء مخالفات السير .. خلل تقني مؤقت يثير فرحة المواطنين