نقابة الصحفيين

mainThumb

21-02-2014 02:33 PM

مؤلم هذا الذي يجري على طريق انتخابات نقابة الصحفيين، من تهافت على المراكز بعيدا عن البرامج والتكتلات.

فالنقابة التي لم تصنع للصحفيين شيئا منذ تأسيسها، يمكن ان يمثل بصمات واضحة لهذا الجسم المتآكل المكلوم، لا بد وأن تصحو الهيئة العامة فيها لتغيير مسار الانتخاب، وتوجيه بوصلة النقابة من العمل "بالهمسات" الى انجاز حقيقي ملموس على الارض.

يكذب من يتحدث عن انجازات للنقابة، ويكذب اكثر من يطالب المجالس المتعاقبة للنقابة بمزيد من الحريات، وقيادة الراي العام، وكأن النقابة تعبت من هذه الادوار، ولم يبق غير التوسع فيها.

حتى الحدود الدنيا، للانجاز كانت النقابة منذ تأسيسها في منأى عنها، فلا نريد توسعا في الحريات ولا قيادة للراي العام الذي بات واضحا انها في واد، وهذه الطموحات في واد آخر، بل نريد لمسات حقيقية مثل الخصومات على احتياجات الصحفيين "الفقراء" والمعدمين، وعروض خاصة باعضاء النقابة على كل الاحتياجات الضرورية، لتمكين العضو من ادنى درجات الحياة الكريمة.

ومع استثناء الصحفيين الذين اتخموا من المال الحرام، سواء بالاعطيات التي تشمل مئات الالاف من الدنانير، او الهدايا وترضيات التسكيت، فاءن الصحفي النظيف بات مهموما، محاربا في عياله ولقمة عيشه، دون ان تنبس النقابة منذ التاسيس ببنت شفة.

المطلوب من النقابة دون شرح او جناس وطباق، العودة للهيئة العامة، ومعرفة ما يشغلها، بعيدا عن فئة التطبيل، وتعزيز امكانية تطوير دخلها، ومنحها القروض لاعالة اسرها ، والا ما فائدة تجميع الملايين من اموال النقابة، كالعيس التي يقتلها الظمأ في البيداء، والمال فوق ظهورها محمول.

ارض الصحفيين في الزرقاء التي اهداها جلالة الملك للاعضاء، ظلت مادة للتنافس الانتخابي، دون ان يطرأ عليها شيئ يزيد في قيمتها، ويجعل من امكانية بيعها فرصة لسداد الديون، او باقامة مساكن للصحفيين عليها باقساط مريحة.

لا نريد مزيدا من الكذب والافتراء على الهيئة العامة، فالنقيب الجديد، ينبغي ان يحمل برنامجا ليس للترويج وانما للتطبيق، فيه اعادة لهيبة النقابة المخلوعة منذ التاسيس، والا فما معنى التهافت على فتح وكالات اخبارية "لعابري السبيل" والعبث بمهنة الصحافة واذلالها ومسخها، تحت سمع النقابة وبصرها.

في الاردن مئات من الشباب الذين يجولون في الدوائر والمؤسسات لجمع الاخبار والاعلانات، بمسمى "صحفي" ويحملون باجات وكالاتهم وصحفهم الاسبوعية والشهرية والسنوية، دون حسيب او رقيب.

عيب على نقابة تعد الاولى في دول العالم ان  تتنحى خجلا وخوفا ، تاركة الميدان لغيرها ليقول عنها كلمات المسكنة، والتقليل والتذليل، فيما نقابة المهندسين تحصد فرص العز والكرامة لمنتسبيها، ونقابة المعلمين التي لا يزيد عمرها الحقيقي على ثلاثة اعوام بداتها بمشروعات مخيفة، وتستمر في طرح كل مشروعاتها دفعة واحدة، في بلد يحترم اليد العليا والكلمة القوية المجلجلة، هذه المواصفات التي نتطلع الى ان نلمحها في المجالس القادمة.

لا نريد في الهيئة العامة ردودا وسجالات، بل برامج وتكتلات، فيها الصحفي القابع في المحافظات، الذي استبعدته الصحف والنقابة عن مشاركتها في القرار، مثلما نريد اصواتا قوية تبدأ الفعل قبل القول، بانجازات حقيقية، بعيدا عن التنظير والقبلات، قريبا من الانجاز والتغيير والبصمات .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد