كل سائق انتبه فأنت بحاجة الى إعادة تدريبك

mainThumb

19-05-2014 08:32 PM

لكلّ من يخرج من منزله للذهاب إلى عمله في الصباح الباكر يجب عليه أن يبدأ نهاره بقراءة دعاء الركوب، ثمّ يشمّر عن ساعديه إستعدادًا لدخول المعركة ، فعزيزي القارئ القيادة في بلدنا ليست سوا حلبة صراع ، يجب أن تدخلها و أنت مستعد، في البداية يجب أن تتكهن خطوات السائق الذي أمامك لأنّه ببساطة سيحول مسربة فجأة ودون أيّ مقدمات من اليمين إلى اليسار و بالعكس ، و قد يتجاوز عنك من جانب اليمين رغم أنه يرى ويعلم بأن وجهتك هي اليمين ولكنه إرتأى أن يفعل ذلك .

هناك من أسميه السائق النابغة من شدّة عبقريته في القيادة  فإنّه لا يقف على الاشارة ولا يلتزم بالطابور مثل بقية السيارات بل إن كنت تقف على إشارة بجانبه طريق ترابي، فإن هذا السائق يسير على الطريق غير المزفلت و يثير زوبعة من الغبار ليصل إلى المقدمة و عندما تضيئ الإشارة الخضراء فإنه يجبرك ان تتوقف ليعبر من أمامك و يسبقك أنا بنظري هذه قمة العبقرية و ليس ذلك فقط بل أيضا قد يقف أمامك فجأة ويعتبر الشارع ملكه وينزل من مركبته"باشا"ليشتري من المحل التجاري على جانب الطريق، طبعاً هو لا يعرف ردّ فعلك و بالأخص لو لم تتمكن من الخروج من هذا المأزق بسبب وجود سيارات تسير قربك ،لتقف وقوفًا اضطراريا ، المهم أن يفعل ما يريده ،و أنت صرف أمورك كيف تشاء، وهناك سائق التكسي الذي يعتبر أنه وحده من يقود مركبته و البقية يجب أن يرضخوا لأفعاله و يتكهنوا بجميع حركاته، وهذا ينطبق على جميع سائقي المركبات العمومية فهم الأكثر جرأة في اختراق الطرق ، أما ذلك الذي يرى أن ضوء الإشارة الأصفر و الأحمر كالأخضر تراه يعبرها و يعتبرها مهارة و حرفية في القيادة في العادة أصفق لهم فهم المغامرون و صناع "اﻷكشن"و أحياناً يصنعون لنا أحداثاً صباحية ، و أحيانًا نرى الحوادث مباشرة من قلب الحدث .

و السائق الذي يسبب لك علّة ودائماً يسير أمامك يتحدث عبر الهاتف المحمول و تراه يترنح يمينًا و يسارًا أو يسير دون انتباه فيجب أن تكون حذرا فأنت  خلفه و هو في الحقيقة يعتمد على انتباهك لحين انهاء مكالمته المهمة ، فطبعًا يصعب على هذا السائق ان يصطف جانبا و يتحدث بحريته عبر الهاتف لأن وقته ثمين يجب ان يكسب كل الوقت و بما انه يعتبر الطريق ملكية خاصة له فيجب على الجميع ان يرضخوا ويسلموا لقيادته.

ليس ذلك فقط فأنا أرى من يستغني عن الغماز و يكتفي بإخراج يده و الحقيقة أغلب السائقين بدأوا يعتمدون هذه الحركة و أصبحت وسيلة اتصال مع السائقين ،و أنا اقترح على دائرة السير أن تستبدل الغماز بحركة اليد فهي فعالة أكثر ، و أطالب مراكز تعليم القيادة تعليمنا ما يجب ان نفعله في الشوارع وكيفية خوض المعارك مع السيارات و ليس فن القيادة ، فلا أجد من يتقيد بآداب المرور إلاّ فئة قليلة و الأغلبية ابتدعوا طرقا خاصة بهم ، لا أجد أي سيارة تلتزم بمسربها فالأغلب يسير في" المنطقة الفارغة "و أقصد المنطقة الفارغة" أي فاصل يبعدك عن السيارة التي أمامك" فهي فرصة كافية ليتجاوزك أحدهم و يأتي أمامك و بذلك فهو سيبدأ بالسير يميناً و يسارًا حتى يصل للمقدمة.

قيادة المركبات في شوارعنا تشبه جملة قالها الممثل السوري دوريد لحام "كل من إيده إله " و أنا أعزي ذلك إلى أن الأغلب "سكر خفيف"في قيادة المركبات و خاصة سائقوا المركبات العمومي ، فقمة المهارة و الفن في القيادة عندما تتقن آداب المرور وليس العكس .

ليس ذلك وحده بل أيضا يجب أن تكون متيقظًا من أولئك الإنتحاريين "المشاة "الذين يقطعون الشارع دون أي انتباه سواء من أمام الاشارة الخضراء و انت تعبرها بمركبتك لتكن حذراً حتى لا تدعم أحدهم ،أو من خلال الخط السريع و المعضلة التي تؤرقني انه يعبر الشارع و بقربه جسر المشاة و لست أدري لماذا تتكبد الدولة عناء بناء جسور للمشاة ان كان الأغلب يقطعون الشارع دون الحاجة لها .

أيها السائق ان كانت حياتك لا تهمك لتعرضها للمخاطر فرجائي الحار منك ألاّ تعرض أرواح الآخرين للخطر بسبب استهتارك و لا تعتبر نفسك السائق الماهر أو صاحب السيارة العجيبة فأنت لست بطل فيلم أجنبي و ليست شوارعنا تشبه شوارع الغرب لذلك ما المانع من تقيدكم أيها السائقون بآداب المرور.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد