لماذا نكرههم ولماذا يحقدون علينا ؟؟

mainThumb

04-07-2014 04:00 PM

شهادة التاريخ لأي قوى (أمة أوقوم أو فئة ....) نشطة سياسيا اجتماعيا اقتصاديا, في معترك العلاقات الدولية على سبيل المثال,دليل غير قابل للشك على مراميها وعلى جوهر أهدافها لسبب بسيط وهو عجز الإنسان بكل ما يملك من قدرة على أفعال الشر والتحايل والكذب والادعاء أن يزور التاريخ أو يغير مجرى له فقد سبق السيف العذل.

وهذا الواقع في حد ذاته,على الرغم من صيغته القاطعة,لم يستطع إعطاء العظة التلقائية المنسجمة مع طبيعة تلك القوى لأن للقوة سلطان,وأن سلطان القوة كان ويبدو أنه ما زال أقوى, من أي سلطان آخر خبره الإنسان , صانع الحضارة على وجه البسيطة,فالقوي يسهل عليه أن يمتلك من المال والعقار والمشاريع المختلفة في قطاعات الزراعة والصناعة والتجارة والمعلوماتية والخدماتية والإعلامية...وفي الوقت ذاته, يسهل عليه يُطاع من خادميه والمستفيدين من عطاياه والمنتفعين من مشاريعه, وأن يكسب الأتباع الطيعين الذين ينفذون رغباته دون تمحيص او تساؤل أو تردد, وأن يحرك قوى اجتماعية كامنة لخدمة أهدافه,وتحقيق أغراضه دون التفات  إلى الثمن المادي او المعنوي الذي يتكلفه الوصول إلى مبتغاه.

كأن أغبى سؤال يسأله سياسي على وجه الأرض منذ قام للسياسة كيان السؤال الذي طرحه علانية,الرئيس الأميركي جورج بوش الإبن,وهو  بالمناسبة موصوم كشخص بالغباء, لماذا يكرهوننا ؟؟ ويقصد العرب والسلمين بالطبع وذلك بعد أحداث أيلول 2001 المستنكرة والمستهجنة,والسبب في ذلك أن مثل هذا السؤال قد يطرحه زعيم صاحب رؤية توازن بين مصالح الأطراف المتجاذبة والمتخاصمة والمختلفة على مسائل تهم السلام العالمي,وتحمي الضعيف من بطش القوي وتعمل بالتفاهم والتعاون وتنصيب القضاة والمحكمون لحل النزاعات وفض الخصومات وحل المشاكل بما يحفظ الحقوق لأصحابها.
زعيم صاحب فكر متجدد سخر قوته التي تحت سيطرته لخدمة قضايا الإنسان المعاشية,وفرض السلام على دعاة الحرب,وردع اعتداء دولة على أخرى,ومساندة الدول التي تحتاج بطلب منها وبرغبة صريحة منها دون ضغظ أو إكراه.

مثل هذا السؤال يطرحه قائد ذكي وزعيم له هيبته التي تصنعها جملة أفكاره حول خير الإنسان,وحقه في الحياة الحرة الكريمة,ويضع دولته في مقامها الذي يحفظ له مصالح وطنه.

ليس اقل غباء من السيد بوش الإبن كل من أخذ القوة من الزعماء اللاحقين واستعان بها على إرهاب أنظمة صنعها وعندما وجد له مصلحة مختلفة أكلها بأسنان شعبها!!! الذي درب بعض كوادره للاحتجاج على وجوده,والإطاحة بنظامه,دون أن يحقق له ذلك ما توقع من نتائج.وهذا هو حال اللجوء إلى القوة العسكرية كوسيلة مجردة من القيم لأن دافعها الحقد,واللجوء إلى قوة المال لأنه سلاح الضعفاء والجبناء المجبولة نفوسهم بالحقد والكراهية,لا ينتج عنهما سوى  الخراب والدمار والفوضى والاضطراب.فاللجوء إلى القوة لا يحقق انتصارا سياسيا,ولا يقود إلى استقرار في المصالح ويحول طبيعة الصراع بين الأقوياء والضعفاء إلى صراع بين الجميع يطال الجميع دون حساب للنتائج ودون مراعاة للمصالح.فقوة النووي لا حول لها ولا قوة أمام مسلح يفجر نفسه حيثما يشاء.ورعب الصواريخ لا قيمة له أمام مسلح يضع متفجرة في مكان عام!!وكل دروع الجيوش لا تحمي من قتل الناس ابرياء كانوا أو غير ذلك!!


يسألون لماذا يكرهوننا,ونحن من حقنا أن نسأل لماذا يحقدون علينا كل  هذا الحقد الذي يلحق بثرواتنا النهب والسلب وباستقلالنا التبعية  وبحرياتنا مزيدا من القمع والكبت والظلم عن طريق حكام لا يخشون على شيئ أكثر من خشيتهم على مواقعهم,بأي ثمن كان؟؟

لماذا كل هذا الحقد؟؟,ومن طبيعة الحقد إنه يعمي البصائر,ويذكي الدهاء باللجوء إلى المعايير المزدوجة الظالمة والمستفزة للمشاعر والمزورة للحقائق في المواقف من القضايا التي تشهدها البشرية.كل هذا الحقد الغربي – الأميركي المدفوعة كلفه من بعض أنظمة عربية الذي يتفجر في    العراق وفي سوريا وفي ليبيا, وذاك الذي ما زال ممارسا بكل همجية      في فلسطين المحتلة بعد تشريد أهلها وتهجيرهم؟؟

التوصل إلى إجابة على هكذا تساؤل,مرهونة بتطور الأحداث التاريخية المرتبطة بعودة الوعي القومي العربي الذي انبثق بقوة وجرأة في مصر ثورة 372014,وفي صمود الشعب السوري الأسطوري,وفي يقظة الضمير الوطني في ليبيا,وفي المخاض الذي يمر العراق به بعد أن يتيقن من عفن الحروب الطائفية بكل أشكالها ومن كل أطرافها تتسق في الدوافع و في الأسباب وفي النتائج !!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد