من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات

mainThumb

05-07-2014 11:39 PM

في الأيام الأخيرة لحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى اشتياقًا للقاء اخوانه و عندما سأله الصحابة: أو لسنا إخوانك يا رسول الله؟

 قال: (لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني) و في آخر خطبة لنبي الله صلوات الله وسلامه عليه أوصانا أن نتمسك في ديننا و لا نتبع أهواء أنفسنا فالنفس أمارة بالسوء.      

اخوتي في الله جاء شهر رمضان ليكون وسيلة لنكفر عن سيئاتنا من خلال الصوم و الصلاة وكثرة الاستغفار و التسبيح ، وهو شهر القرآن جاء لنكثر فيه من قراءة القرآن ، لا أن نكثر من مشاهدة المسلسلات و البرامج التلفزيونية تحت مسمى التسلية  أرى أن القنوات تتسابق لعرض أكبر قدر ممكن من المسلسلات و كأنه سباق بينهم حتى يتمكنوا من صرف أكبر عدد من الناس عن الصلاة فبعد أن كانت بعض القنوات تبث صلاة العشاء و التراويح استبدلتها بمسلسل باب الحارة ،وتلك القناة الأخرى تبث مسلسل يبدو أن الممثلات فيه لا يعرفن معنى الحشمة يرتدين ملابس فاضحة  ،و قناة أخرى تبث قصصًا تخلو من القيم و الأخلاق لا يحتمل متابعتها في الأيام العادية فكيف ونحن في شهرٍ له حرمته و كأنهم يتفننون بالوقاحة و بالكلام البذيء و السلوكيات" القذرة "و سامحوني على هذا اللفظ .

في هذا الشهر يكثر السهر و السمر وجلسات الأرجيلة و إن سألت أحدهم كم جزءً من القرآن قرأت يقول لك لا يوجد وقت للقراءة ،فهذا استثمارٌ واضح للوقت هو لا يجد الوقت الكافي "يادوب" يبقى نائم حتى وقت العصر و  يتابع عددًا لا بأس به من المسلسلات وينتظر أذان المغرب و طول فترة انتظاره التي لا تتجاوز العشر دقائق لأنه صلى العصر وعاد لينام و استيقظ بعدها ليبدأ بمشوار" خلّصْنا يشيخ أذِّن اتعبنا من الصيام "أي تعب يقصد و ان كان عاملاً يظل تحت الشمس الحارقة طول النهار يعمل دون كللٍ أو ملل أوليس هذا العاملُ صائمًا!أرى كل يوم عامل النظافة وهو يكنس الشارع دون أن يشتكي أفليس هذا العامل كالبقية يشعر بعناء الصيام ،و على ماذا يفطر سيكون طعامًا بسيطًا،فالبعض يفهم قصة الفطور فهمًا خاطئًا البعض يظن أن الإفطار هو عبارة عن الولائم "ثلاث أصناف يوميًا" والسلطات و الشوربات و العصائر ،ويكثر الإسراف والتبذير مع أنه شهرٌ جاء في أوله رحمة و في أوسطه مغفرة وآخره عتق من النار .

قرأت مقولة كتبها رجل غربي يقول أرى أن المسلمين يصومون احد عشر شهرًا ويفطرون شهرًا واحدًا،وهو أمرٌ غريب لماذا كل هذا؟ أنا أعتبره شهرٌ كباقي الأشهر ما يميزه عن البقية أنه وسيلة لنزيد رصيد حسناتنا و نكسب المغفرة من الله .

هناك من يكثر غلطه وتلفظه بألفاظ وشتائم قبيحة و محرمة فكيف لم يردعه صومه عن ذلك ،الحقيقة أن الصوم ليس الامتناع عن الطعام و الشراب فهناك أناسٌ لاينالهم الفضل بقدر ما هو إمتناع عن الطعام دون أي أجر .

وهناك من يجهر في افطاره ،و يصرح بأنه لا يقوى على الصيام فهو لم يتعود منذ أن كان صغيرًا على مشقة الصيام ،وهو ليس وحده المذنب بل والداه من ربياه يتحملا جزء من الإثم فكان أوْلى أن يتدرب على الصيام منذ الصغر فلن يقوى عليه عند الكبر فهذا لم يتعلم آلية جمع الحسنات التي تربينا عليها و نسعى لنتسابق لنيل الأجر،ولم يشعر بحلاوة الصيام و متعة الدعاء قبل الآذان انتظارًا له، و الاشتياق لتناول كوب الماء بعد عطش النهار،و بعد طول انتظار يأتي وقت تناول الطعام ،متعة مناجاة الله بعد التراويح و متعة الاستغفار والتسبيح ،هذا هو رمضان الذي جاء لنسعى من خلاله لنيل الأجر ،أن نفطّر صائما محتاجًا لم يتناول و أولاده اللحم منذ شهور ،هذه ستكون فرصة لنساعد كل محتاج ونساهم في زرع ابتسامة على شفاه يتيم فقد أحد والديه أو كلاهما ،فك كربة أرملة فقدت زوجها وليس لها معيل ،لنبحث عنهم و نساعدهم في هذه الأيام الفضيلة ، هذه هي المتعة التي تبحث عنها،ستشعر بالسعادة دخلت إلى أعماق قلبك و ستستشعر معنى رمضان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد