النَص الأول

mainThumb

08-08-2014 12:13 PM

 ما فتئتْ تقتاتُ فحولتُه على أوهامِ قوةٍ افتراضية من عالمٍ مخياليّ غائر, 

 

بنى فيه مجدَه على فتحِ أرض , وفضّ بكارة , 
 
وحرث عِرض أنّى شاء...
 
ما فتئ يبني على جغرافيا جسدها بنيانَ ذكورتِه المعرفي , ويحفر :
 
أنا (الأب _الرّب) , أنا الذكر .
 
ويقذف على جسد التاريخ روايتَه وشماً , حبرُه أحمر .
 
تقطّرَ من دماءِ لحمٍ بشريّ شقّقه سيفُ اليقين إذا دعا وبلّغ وأخبر .
 
و ما انفكّ عابساً يهدر: 
 
أنا , أنا الحق , واسألوا التاريخ....!
 
ويردُّ التاريخُ مبتسماً :
 
لم أنجبْ حقّاً ولا حقائقَ .
 
.فأنا عقيم .....!!!!
 
هي قصتُهما منذ قال هو: أنا التاريخ , وأنطقَ السماءَ بالحقّ , فبذرت الأرضَ كلماتٍ ويقينا.
 
وطرحتْ سنابلَ صقيلةً تدمي أكفَّ الحصّادينَ ,
 
وتحرق أيدي الخبازينَ 
 
وتنثرُ دماءَهم وقوداً لفتحٍ آخر بشّره زيتونا وتينا ...
 
وظلّت هي الجغرافيا ,
 
تحكي بلا حرف , وتبلّغُ بلا سيف... 
 
وتنتظر الشتاء لتَشْرُقُ دَفقَ السماء 
 
وتلوكُه ,
 
وتحيكه جَنْياً جَنينا
 
وتزدان به في الصيف 
 
في طقس كّيف 
 
يَعِدُ بميلاد آخر 
 
و بقيتْ هي , تَعِدْ وتَلِدْ. 
 
وتَلِدْ وتعد 
 
فهي جسدْ 
 
 والألوهة ,فكرةٌ تَلِد
 
وهو أيضا جسد,
 
فعله انتصابْ 
 
ولكن باقتضابْ 
 
ينوء بحمله وينخّ , فتتلقّفُه هي ,
 
تتمدد به فيرِخّ
 
فالأنوثة استيعاب 
 
والذكورة اقتضاب 
 
.. ولا يزال هو يحكي ,ويفتي 
 
ويحرّم , ويشرّع 
 
.وينهى , ويمنع..
 
ويقتلها في جريمة شرف ...!!!
 
ولكنها لم تخفْ ولن تكف 
 
فتتجسّد .
 
وتتمدد .
 
فهي تلدْ,
 
والألوهةُ ,
 
فكرةٌ تلدْ .
 
ولا تزال هي تطلّ من بين قضبان سطورِ البيان.
 
تستصرخ فكّ صوتها من لغةٍ صاغتْها متاعاً حروفُه حورُ عين.
 
وملكُ يمين 
 
هي فيها "حواءُ" طائعة 
 
لا "ليليت" الفارعة 
 
من لغةٍ ولدتْها هي في حادثٍ قبل تاريخي.
 
. وما تبقَّى لها منها إلا تاءُ تأنيث مربوطةَ اللسان ,
 
مفتوحة ًعلى مذكرٍ يجبّها ...
 
مذكرٌّ أحبّ جبّ ما قبلَه 
 
وهي كل "ما قبله"
 
هي كل ما "قبله "


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد