اطلاق نار الاحساء توضيح وتحليل

mainThumb

04-11-2014 09:37 AM

ملخص الحادثة وقعت عند الساعة 11:30 من مساء الاثنين العاشر من محرم ، عندما ترجل ثلاثة أشخاص من إحدى السيارات التي توقفت أمام حسينية في مدينة الإحساء، وبحوزتهم أسلحة رشاشات ومسدسات، ليقوموا بإطلاق النار بشكل عشوائي ضد المتواجدين، ما نتج عنها مقتل خمسة وإصابة تسعة آخرين، في عملية تندرج تحت تصنيف الإرهاب، نتيجة أنها استهدفت الأبرياء.


هذه الحادثة وقعت في منطقة بالقرب من المكان الذي أقيم به , إطلاق نار راح ضحيته قتلي وسقط جرحى. وكان هذا في ليلة عاشوراء الإحساء.
لا استبق نتائج التحقيق. ولكني فقط اذكر وقائع عسى أن توضح بعض النقاط التي أرى أنها مهمة .

الأولى :- شيعة الإحساء يختلفون عن شيعة القطيف . فشيعة الإحساء مسالمون لم تظهر منهم أي ظواهر قد تخل بالسلم الاجتماعي والتعايش مع المحيط السني, وارتباطهم مع إيران فكرا وعقيدة يكاد يكون معدوما أو اقلها نقول ضعيف جدا. بينما بعض شيعة القطيف مرتبطون مع إيران بروابط قويه.

الثانية :- ظهرت كلمات وإشاعات في القطيف قبل ساعات قليلة من الحادث انتقلت عبر تويتر حول إمكانية وقوع حادث في الإحساء . فكيف لم تصل هذه الإشاعات إلى الجهات الأمنية ؟ وكيف وصل إلى شيعة القطيف مثل هذه الأخبار قبل أن تصل إلى غيرهم ؟ ولماذا لم تصل لشيعة الإحساء ليأخذوا حذرهم أو لم ينبهوا إليها ؟

ثالثا:- لو فرضنا أن من قام بهذا الحادث هم من المتطرفون السنة . فلماذا اختاروا شيعة الإحساء المسالمون والمتعايشون في جو صحي مع محيطهم السني ؟ لماذا لم يختاروا منطقة القطيف أو تاروت أو سيهات أو غيرها من الضواحي القريبة من مركز الصراع الشيعي السني في المنطقة ؟ لماذا اختاروا منطقة بعيدة عنه ليشعلوها, بينما كنا ننادي على شيعة  أن يفعلوا مثل إخوانهم في الإحساء. فإشعال الإحساء خسارة لكل من كان ينادي بالتعايش الاجتماعي وإثارة لشيعة الإحساء للخروج عن سلميتهم وتعايشهم ؟

رابعا :- في أي تحقيق جنائي , يبحث المحققون على الطرف المستفيد. فمن هو المستفيد من هذا الحادث , الحكومة لا يمكن أن تستفيد منه , فهو يضيف عليها أعباء أمنية واجتماعيه واقتصادية بدون أي مردود . والسنة من أهل الإحساء هم الخاسر الأكبر في هذه الحادثة , لأنهم كانوا مضرب مثل لهذا التعايش السلمي وبينهم وبين الشيعة صلات اجتماعية تمتد قرون . أقول ابحث المستفيد.

خامسا:- دائما عندما اسمع حوادث مثل هذه أتذكر حادثة غرق السفينة الفرنسية (أس.أس.باتريا). التي كانت محملة باليهود المهاجرين , والتي اتضح فيما بعد أن بن غورين وجماعته هم من أغرقوها. وهي حادثة شهيرة تاريخيا . فقد يكون اكبر المتباكين على حادث ما هو من فعله , وما كثرة صراخه وعلو صوته إلا إبعادا للشبهة عنه.

سادسا :- بعد الحادث بدقائق انبرت أصوات تتهم السنة بهذا الحادث, وتنادي بالثأر وتطلب الدم, بالضبط كأصواتهم وهم ينادون في شعارهم الشهير " يا لثارات الحسين " , قبل أن تظهر نتائج التحقيق , الذي لا نعلم ن ما سيسفر, اذ قد يكون احد أقارب المقتولين أو احدهم هو من قام به , أو أي نتيجة أخرى لا نعلمها . ومثل هذه الصيحات قد تكون دليلا على الفاعل , الذي سعى لإثبات عدم إمكانية التعايش مع السنة وانه يجب أن تشتعل المنطقة, ونعلم من يهدف إلى هذا.

أقول , وبالقرب من بيتي إخوان أعزهم من شيعة الإحساء , ومن سنتها , يتزاورون ويتعايشون , يعلمون أنهم ليسوا قضاة في محكمة الله ليحكموا على البشر , بل يتركون الحكم على هذه الأمور لله , وكم من مرة حضرت مجالسهم , يتندرون على سنية هذا او شيعية ذاك , ولهم مصطلح " سوسو " و " شوشو". أدام الله عليهم امنهم وأمانهم ورد كيد الكائد في نحره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد