الأردن الرسمي .. برافو وإلى مزيد

mainThumb

05-11-2014 06:30 PM

آخر إبداعات الأردن الرسمي غير المتوقعة ، التي أدخلت البهجة والسرور والفرح في نفوس الجميع ،هي سحب سفيره من تل الربيع الفلسطينية التي تقع تحت السيطرة الإسرائيلية منذ العام 1948 ، بسبب تواطؤ القريب والبعيد ،فيما يتعلق بالمشروع الصهيوني ، وعدم نجدة الفلسطينيين  ، وعودة قائدهم المجاهد الشهيد عز الدين القسام ، من دمشق خالي الوفاض ، إذ لم يحصل لاعلى سلاح أبيض ولا سلاحا أسود ، وهكذا ضاعت فلسطين.


مكمن الفرح هنا ، ليس في عملية سحب السفير الأردني من تل الربيع ، بل الرسالة الأردنية الرسمية التي  صدمت القاصي والداني بحروفها الفاقعة ، ومفادها ،أنه قد بلغ السيل الزبى، لأن النار الإسرائيلية طالت القيادة الأردنية ،وكان ذلك بإصرار قادة إسرائيل على توجيه الإهانة تلو الأخرى للأردن الرسمي ،والإصرار على مواصلة العبث في القدس والمسجد الأقصى .


وآخر نكران للجميل تجاه الأردن الرسمي ، هو إقتراح مقدم إلى الكنيست الإسرائيلي بسحب الولاية الأردنية على المقدسات العربية في القدس المحتلة وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك.


سيل الإهانات الإسرائيلية  ونكران الجميل للأردن الرسمي  لم ينقطع ولم يفتر حتى ، فقد سمعنا  الهرطقات الإسرائيلية من وزراء يتقدمهم  من يشارف على الرحيل من منصبه  نتنياهو، ووزير خارجيته حارس البارات السابق  أفيغدور ليبرمان ، وأعضاء مرموقين في الكنيست ، ومن هذه الهرطقات  :أنعلى الأردن أن يتذكر حرب الأيام الستة ، مع أنهم يعلمونجيدا ،كيف سارت الأمور في تلك الواقعة ، وكيف إنتهت .


وقيل أيضا دليلا على قلة الحياء والوقاحة أن القدس إسرائيلية ،كما هي عمان أردنية ،ولا مجال لتقليب صفحات ملف الإهانة الإسرائيلية للأردن الرسمي ، التي تعددت وتنوعت من حرق لمزروعات المناطق الحدودية إلى قتل قاضي الصلح الأردني ،وغير ذلك مما  لا مجال لذكره لأننا الآن بصدد مرحلة جديدة .


كان الأردن الرسمي يصم آذانه  تجاه صرخات الشعب الذي يطالب بإلغاء معاهدة العار وادي عربة ، وسحب السفير الأردني الذي ينتمي لعشيرة قدمت أول شهيد أردني على ثرى فلسطين في بواكير المواجهة العربية للمشروع الصهيوني ، ممثلا بالإنتداب البريطاني البغيض على فلسطين.


بح صوت الجميع وهم يناشدون  صناعالقرار في الأردن أن يضعوا حدا للصلف الإسرائيلي ، لكن لا نتيحة  ظهرت على  أرض الواقع ، بل رأينا إنجازات إسرائيليةتواصل تحققها على الأرض الأردنية ، منها إستمرار تواجد السفارة الإسرائيلية في الرابية ، وإستمرار تدفق المنتجات الإسرائيلية إلى السوق الأردنية ،وإعادة تصدير بعضها


إلى الخارج كمنتج أردني مثل المانجا والجوافا والبطاطا والجزر وغير ذلك ، إلى درجة أننا نتساءل  اليوم هل هذه البضاعة غير إسرائيلية بعد أصبح كل شيء عندنا إسرائيلي؟


ثالثة الأثافي ما خرج علينا به بعض الفطاحل في الحكومة الأردنية ، مفتخرين بإنجازهم العتيد وهوإتفاقية غاز إسرائيلي مدتها 15 عاما  وبقيمة اكثر من 15 مليار دولار ، وزادوا من  الطين بلة ،  تأكيدهم على مشروعية هذه الإتفاقية ، مع أننا كنا  نستطيع إنتظار الغاز اللبناني ، على طريق التكامل العربي على الأقل في الموضوع الإقتصادي .


أن تأتي متأخرا ، خير من أن لا تأتي أبدا ، مع أن هذا هو شعار المحب  أو العاشق الولهان المغلوب على أمره ، والذي قبل أن يرضى  من الغنيمة بالإياب ، وربما فرح كثيرا من  مجيء معشوقته  ولو في الربع ساعة الأخير من الموعد المتفق عليه.


أنا شخصيا  أشعر وأن لدي عيد تصاحبه بهجة ما بعدها بهجة ،لأنني كنت ولا أزال أومن أن التعنت الإسرائيلي سيعود وبالا عليهم ، وها هو الأردن الرسمي يفتح الباب ،وعلى نفسها جنت براقش .


أقولها بكل الفخر :الأردن الرسمي ..برافو  وإلى مزيد، وأرى أن حربا ما تلوح في الأفق ،ودلائلها مواصلة التعنت الإسرائيلي في القصى ، ومجرياتالأمور في القدس وآخرها دهس جندي  وجرح عدد آخر من الجنود والمستعمرين في القدس  على يد أحد الفلسطينيين ، وكذلك التوتر المفاجيء والعلني بين الأردن الرسمي وإسرائيل ، وتصريحات بعض المسؤولين الأردنيين أن الجيش العربي الأردني اليوم ليس هو نفسه عام 1967.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد