أوسلو .. لا حصانة لوزير

mainThumb

11-12-2014 03:07 PM

 الشهيد الفلسطيني المناضل في حركة فتح ، الوزير في السلطة الفلسطينية التي خلفتها  إتفاقيات أوسلو  سيئة الذكر والصيت والنتائج ، زياد أبو عين ، قضى نحبه شهيدا   بالأمس ، خلال مشاركته في فعالية سلمية  في   منطقة ترمس عيا بالضفة الفلسطينية ، وعلى يد العدو الصهيوني ، إذ أشبعه جنود الإحتلال  قنابل غاز وصل عددها إلى أكثر من ثلاثين ، ثم أجهزوا عليه بالضرب واللطم المبرحين على وجهه لضمان ، مفارقته الحياة.


الشهيد المناضل زياد أبو عين ، هو  أحد أفراد الشعب الفلسطيني الذي يلقى حتفه على يد العدو المجرم، شأنه شأن الكثير من أبناء هذا الشعب الذين قضوا شهداء على درب الحرية وإرتقوا سلم المجد ، تعبيدا لطريق الحرية التي ينتظرها الشعب الفلسطيني.


لكن ما هو  مثار التعجب والإستغراب ، هو ردة فعل السلطة الفسطينية على إسرائيل  ، التي قتلت  عن عمد وسابق إصرار الشهيد أبو عين ، وكأنه  رقم واحد في سلسلة الشهداء الفلسطينيين، علما أنه يحمل الرقم 2625 في سجل الشهداء الفلسطينيين منذ شهر حزيران الماضي حسب ، ما ورد على لسان كبير المفاوضين الفلسطينيين صاحب كتاب "الحياة مفاوضات " د.صائب عريقات.


لقد إستنفرت  السلطة الفلسطينية بالأمس بكامل  عددها و على رأسها رئيسها  محمود عباس ، وشرب الجميع حليب السباع ، وقرروا  -ويا لهول الموقف- وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ، وأن خيارت الرد على إسرائيل مفتوحة ،علما أن هذا هو مطلب الشعب الفلسطيني الملح منذ اوسلو ، لكن دايتون ضرب جذوره في السلطة  ، وهيهات أن يستمع أحد لمثل هذا النداء .


وعليه  فإن الأمر مدعاةللفرح ، أوله  إرتقاء شهيد فلسطيني جديد بمرتبة وزير ، وقد ساعد ذلك بصورة غير مباشرة في النظر إلى المسؤولين الفلسطينيين ، بغير ذات العين التي ينظر فيها إليهم  ، على أنهم متأسرلون  متخمون  ، اما الثاني فهو قرار السلطة الفلسطينية  وقف التنيسق الأمني مع إسرائيل ، ولا ندري حقيقة كم ساعة سيصمد هذا القرار.


الأمر الثابت أن الشهيد أبو عين الذي إلتقيته  عام 2007 في بروكسيل بأحد المؤتمرات  الدولية ، ووصلت الأمور بيننا إلى ما لا يحمد عقباه ، بسبب الموقف من اوسلو ، وكم كان رحمه الله متشبثا بتلك الخطيئة ويدافع عنها ، وها هي  تقتله  ، ويقول الإسرائيليون أنه مخرب قام بعملية قتل فيها طفلين إسرائيليين في  في طبيريا قبل 35 عاما،كما قالوا أن السلطة تتحمل المسؤولية لأنها  وضعت "مخربا " في جهازها.


إن دل هذا على شيء فإنما يدل على عقم أوسلو وتبعاتها وأصولها ، وضرورة وقف هذه المهزلة  ، وحل السلطة وتسليم مفاتيحها للأمم المتحدة ، وأن ينفلت عقال المقاومة الفلسطينية بكافة اشكالها ، حتى يعلم المجتمع الدولي حقيقة ما يجري .


موقف السلطة الفلسطينية  الجديد والمبهر ، وهذا الإستنفار الذي نراه من قادتها يقودنا إلى سؤال ليس بريئا ،وهو هل الشهداء من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب والرجال  الذين قضوا في غزة ، خلال العدوان الإسرائيلي الأخير ،  ليسوا فلسطينيين ، أم أنهم  لا يستحقون  ولو شبه لفتة من قيادة السلطة التي لم تحرك ساكنا خلال دك القوات الإسرائيلية لغزة وأهلها ، بل على العكس من ذلك عملت السلطة على إخماد إنطلاقة قلندية   دعما لغزة ، وكان هذا مطلبا إسرائيليا ، لأن إسرائيل لا تستطيع المواجهة على جبهتين.


يبدو أن الشعب الفلسطيني بأسره  ليس محسوبا حسابه في  أذهان قيادة السلطة ، التي نقلته من مرتبة الشعب المناضل ، إلى الشعب الخانع المستسلم الذي لم يعد قادرا على تحريك ساكن دفاعا عن كرامته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد