مسيرة باريس .. ماذا بعد؟!

mainThumb

15-01-2015 07:17 PM

بعد تشكل التحالف الدولي، كانت الادارة الامريكية قد وضعت الاطار العام له حيث حددت الزمن الادنى اللازم للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية وهو 3 سنوات، ووزعت الأدوار، وألزمت دول عربية بدفع التكاليف، ورسمت سيناريو المعركة بمسارين.
 
 المسار الأول، القصف الجوي ولكن حسب تصريحات قيادة التحالف - امريكا - أن القصف الجوي لن يقضي على تنظيم الدولة الاسلامية ولن يحد من قدراتها او انتشارها، وهذا ما أكده أيضآ الكثير من الخبراء وخاصة العسكريين، وبالتالي لا بد من الدخول في المسار الثاني وهو العمل العسكري البري لاتمام المهمة وفي هذا الجانب وضعت أمريكا مواصفات الجيش اللازم للقضاء على تنظيم الدولة الاسلامية فكان الاجتماع في واشنطن لقادة جيوش 21 دولة مشاركة في التحالف الدولي على أن تكون النسبة الأكبر من عدده من الدول العربية والاسلامية، وفي هذا الجانب تحدث الملك عبدالله الثاني حول هذا الجيش وأطلق عليه مسمى "الجيش الاسلامي المعتدل"، ورافق تلك الفترة تصريحات كثيرة من خبراء ومسؤولين أن القضاء على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وحدها يحتاح إلى أكثر من 80 ألف جندي محترف ومجهز بأحدث الأسلحة.
 
إن الرغبة الأمريكية وغيرها من دول التحالف في تشكيل هذا الجيش بقيت دون استجابة وبالتالي كان لا بد من توفير ظروف استثنائية ملحة متعلقة بخطر الارهاب القادر على مس أي دولة في المنطقة وفي العالم أيضآ لحث دول المنطقة على الذهاب سريعآ باتجاه تكوين هذا الجيش تحت القيادة الامريكية، فكان ظرفآ استثنائيآ عندما أسقط تنظيم الدولة طائرة إف 16 وأسر طيارها وعندما هاجمت مجموعة مسلحة حرس حدود سعودية مع العراق، وبعد ذلك ما حدث في باريس والتضخيم الاعلامي المرافق للحدث حيث بدأنا نشاهد ردود فعل جماهيرية في دول الاتحاد الاوروبي أن العدو هو نفسه الاسلام، إذن، بدأ الضغط الشعبي على الحكومات، وتلقائيآ ستكون استجابة أنظمة الدول العربية المشاركة بالتحالف لتشكيل هذا الجيش ونعلم كيف يتم اتخاذ قرارات بهذا المستوى بعيدآ عن الرعبة الشعبية.
 
امريكا لديها من الامكانات ما يجعلها قادرة على ادارة الازمة في المنطقة، كذلك الأمر في سورية وان تذهب الاحداث إلى نتائج تخدم مصالحها وأمن إسرائيل، وفي الأفق القادم لا بد من أحداث تجعل من الامكانية الدخول الى سورية بعمل عسكري بري.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد