فقرٌ حتى البُكاء

mainThumb

11-11-2015 11:47 AM

حكاية عائلة ابو راجي ، الذي يسكن في قرية الثُغرة إحدى القرى النائية في أطراف جنوب الجنوب من البادية الأردنية ، هي نموذج لجميع عائلات تلك القرية التي تحسبهم اغنياء من شدة التعفف .            
                      
لا اريد أن اتحدث عن مستوى خط الفقر ، ولا اريد أن اخوض في الحديث عن مشكلة الفقر والبطالة ، فالمسؤولين والحمد لله تحدثوا ويتحدثوا كثيرا عن هذا الموضوع ولكنه حديثٌ عن بُعد .                
                           
عائلة ابو راجي والتي ابكت الفقير قبل الغني ممن شاهد ابو راجي وهو يَعرض جسم إبنه المعاق على الشاشة ، والكاميرا تتجول داخل ذلك المنزل الذي إفتقد الى ابسط معاني الحياة ، حتى في عيون الأطفال تشاهد الفقر  المُطقع ، فقرٌبلا حدود ، فقرٌ وصل الى حد لا يمكن تصوًره .             
 
عائلة مكونة من تسعة افراد اكبر أبنائها راجي ، الطفل المعاق الذي لم يستجيب لإسمه سوى الفقر والجوع والمرض .        
                  
الحديث لا يمكن أن يَصف ما شاهدناه على برنامج تعليلة الخير ،  الذي قدمته قناة الحقيقة عند زيارتها لقرية الثغرة ، حيث تناولت عائلة ابو راجي نموذجاً حياً لتقصير كل المسؤولين ، وعلى مختلف مستوياتهم ، حتى أني تمنيت أن اجد طريقة لكي يُشاهد بها المسؤولين وأُسرهم تفاصيل حياة عائلة ابو راجي ، ليكون درس حي وواقعي لمعرفة المدى الذي وصل اليه الفقر والجوع والحرمان في هذه القرية الأردنية ، التي تُعد نموذجاً لبعض القرى في المناطق النائية في هذا الوطن .                                              
اريد أن اقول إن الفقر موجود ، لكن أن يصل الى هذا الحد في عائلة كريمة وصل بها الفقر الى حد البُكاء ، وماذا بعد ذلك .                
             
لن اتحدث عن غياب نواب البادية وغياب كل المسؤولين ، لأن الحديث عن تقصيرهم لا ولن يُفيد ، ولكن سيسألهم الله يوماً عن هذا التقصير .      
     
وأنا احتراماً وتقديراً لهذه العائلة الكريمة ، لم اتطرق للتفاصيل التي عرضها البرنامج ، ولم يشاهدها أي مسؤول ، فيكفي أن نعلم أن أسرةً وصل فيها حد الفقر والجوع ، الى مستوى قد لا نشاهده في الأفلام ، أو نقرأه في القصص ، لأنك لو شاهدت الصورة الكاملة للقرية ، لن يخطر ببالك أنك في إحدى القرى الأردنية ، التي تقبع نائية في البادية الجنوبية ، واكثر من ذلك اقول حتى الكلاب غادرت القرية ، لأنها لم تجد شيئاً يمكن أن تعيش منه ، فلم يبقى قي القرية سوى ذئب وجد عند أحد اطفالها الأُلفة والأمان الذي لم يجده اهل القرية من أي مسؤول .          
                                               

واخيراً اقول للعم ابوراجي ، لقد ابكتنا دموعك التي حاولت أن تحبسها ، لكن الفقر كان اقوى منك ، وجعلها تذرف ، فذرفت دموع كل من شاهدك وشاهد تفاصيل اسرتك الكريمة ، واقول يا عم ابو راجي لا تنتظر شيئا من مسؤول لأنه لايرى ، لكن يكفيك أن الله يرى .                                            



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد