من الأمثال العربية المعاصرة : ( أكذبُ من دَعِيِّ عُتيبةَ ) !

mainThumb

28-11-2015 02:41 PM

 لقد دوَّن العربُ الأمثال النابعة من تجاربهم ، فهي تحملُ الحكمةَ والتجربة الصادقة ، وقد قسَّموا هذه الأمثال في دواوينهم إلى أمثال قديمة قالتها العربُ في جاهليتها ، ثم ألحقوها وأتبعوها بأمثال  المُوَلَّدين  وهم من جاءوا في العصور الاسلامية ، وممن لا يُحْتَجُّ بها لغةً .

 
وقد انقطع هذا المسلكُ – تقييد الأمثال المحْدَثَة – الا ما نراه بين الفينة والفينة من الاهتمام بالامثال الشعبية التي تَخُصُّ دولة أو قريةً أو منطقة من المناطق ... وليس لهذا العمل الصفة العامة بل محصور بحدود ضيِّقة كما أسلفنا !
 
وسيرا على نهج القدماء في الحاق الأمثلة التي يُحْتَجُّ بها في مجال اللغة والنحو بالأمثال المُوَلَّدة التي تكون زمن المؤلف أو المُدَوِّنِ ؛ فإنِّي أتوَكَّلُ على الله واستعينُ به في نسج مثالٍ عسى أن يبقى في سَفْرٍ مزبور ٍ تتداوله الأجيال القادمة ؛ تضربُه كلما تكرر الأمرُ ...
 
وهذا المثل سيكون في  باب الكذب  والكذابين الذين فاقوا غيرَهم وأبناءَ عصرهم ، فقد جاء في صيغة ( أفعل ) من الكذب عند الميداني :
 
أَكْذَبُ من أخيذ الديلم !
 
أكذبُ من مسيلمة !
 
أكذبُ من دَبَّ ودرجَ !
 
وهناك الكثير الكثير ، ولكن أردنا التمثيل فقط .
 
في عصرنا هذا نبتَ شخصٌ من بلاد فلسطين العزيزة من قرية  كوكبا  قضاء مدينة غزة الساحلية المحاذية للأراضي المصرية ، وكما أخبر شيوخه في السن أن مقدمهم إلى أرض فلسطين كان مع حملة  إبراهيم باشا  واستقروا هناك .
 
هذا الشخص يُدْعى : ( أسامة عطايا عثمان ) خرج مع أسرته عند الاحتلال اليهودي لمدينة غزة الى الاردن وعلى وجه الخصوص الى مدينة جرش فاستقرَّ في مخيم غزة ، وهو من مواليد هذا المخيم عام ( 1974 ) للميلاد ، رحل أبوه والاسرة للعمل في بلاد السعودية وما زال المدعو أسامة عطايا طفلا ، ترعرع هناك جهة مدينة  رابغ  وأخذ يتقفَّرُ العلمَ ، وذهب الى أفغانستان ثم رجع ، مرَّتْ الايام ، فظهرتْ عليه مخايلُ التعالم والتعالي والكذب ، ادَّعى في ليلة غاب قمرُها أنَّه من قبيلة ( عتيبة ) !!
 
تعاضم وتضخَّم وانتفخَ حتى تقدَّم العلماء الكبار في مسألة فتنة ليبيا ، ردَّ عليه العلماء وعلى رأسهم العلامة عبيد الجابري – حفظه الله – ووصفه بصفاتٍ تقودنا الى ما بدأناه في مسألة  الأمثال  ونسجها خاصة الأمثال التي تبدأ ب ( أفعل ) من الكذب ...
 
فقد رأينا من كَذِبِه الذي لا ينتطحُ فيه كبشان ما يجعل المرءَ يقف حائرا عند قدر برودته واستهتاره بلوك ، ومضغ الكذب واستمرائه ، وعدم رجوعه وتوبته !
 
فارتأينا أن ننسجَ مثلاً على غرار فعل القدماء الذين اهتموا بالامثال العربية وزبرها ، فقلنا :
 
 أكذبُ من دَعِيِّ عُتيبةَ 
 
وتفسيره : أن أسامة عطايا هو ملصقٌ بهذه القبيلة  عتيبة  واشتهر بين طلبة العلم بتوقيعه : ( أسامة العتيبي ) !
 
أو بكنيته المزورة : ( أبو عمر العتيبي ) !
 
وقد مارس الكذبَ في الدعوة السلفية حتى ضاق السلفيون منه ، فَحُقَّ أن يُنْسَجَ بحقِّه هذا المثل الذي نرجو أن يبقى كَيَّةً في خاصرتِه تؤلمُهُ وتقُضُّ مضجَعَهُ الدَّنِسَ .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد