لماذا التهافت لدعوات ومآدب سمير الرفاعي ؟؟؟

mainThumb

17-12-2015 10:39 PM

يتابع عدد معتبر من الأردنيين التحركات التي يقوم بها رئيس الوزراء الأسبق السيد سمير الرفاعي خصوصا في ظل توقعات وتنبؤات بتغيير حكومي وشيك وإمكانية أن يتم تكليف السيد الرفاعي بتشكيل حكومة جديدة خلفا لحكومة الدكتور عبدالله النسور. 
 
السيد سمير الرفاعي رئيس وزراء وابن رئيس وزراء وحفيد رئيس وزراء وربما في المستقبل يكون أب لرئيس الوزراء مما يجعل من سلالة آل الرفاعي أكثر السلالات والعائلات التي تسللت إليها رئاسة الحكومات الأردنية. 
 
على أية حال فإن الجانب الأهم الذي وددنا الكتابة بشأنه هو ما سر تهافت العديد من الشخصيات والعشائر الأردنية على دعوة السيد سمير الرفاعي وحشد أكبر عدد ممكن من الناس ليقف دولته مخاطبا الحضور بشؤون الدولة والفقر والبطالة وكأن سمير الرفاعي قد عانى الأمرين من الفقر والبطالة وشظف العيش . 
 
نعم دعوات تتوالى ومعازيب يصطفون على الدور منتظرين تلبية السيد الرفاعي لدعواتهم والسؤال لماذا؟ هل السيد سمير الرفاعي شخصية جماهيرية محبوبة في الأردن وتشكل رمزا يسعى كثير من الأردنيين لتكريمها؟ وما هي المؤهلات الضخمة التي تجعل من السيد الرفاعي يحظى بهذا البريق والتسابق لدعوته والتقرب منه مع أن الرجل لم يعمل في الأردن إلا في التشريفات الملكية ومن ثم أصبح رئيسا للحكومة مما يجعل خبراته السياسية والإدارية متواضعة وليست بالقدر الذي تصنع منه رجل دولة بالمعنى الاصطلاحي للكلمة؟.
 
 
والسؤال الأكثر أهمية هنا هل فعلا السيد سمير الرفاعي هو رئيس وزراء مكلف ويقوم بالاستعداد وتهيئة الرأي العام لتقلد مهامه أم أنه دولته مأمور بأن يكثف من حضوره الإعلامي لتعزيز فرص القبول الاجتماعي والسياسي لحكومته المقبلة؟ عدد كبير من الدعوات التي وجهت للسيد الرفاعي قبلت وتم تلبيتها وهناك الكثير منها تنتظر دورها في التلبية فهل هذه الدعوات حبا بشخص الرفاعي أم أنها اجراءات لحجز مقاعد ومناصب وامتيازات متوقعة في حال تشكيله للحكومة المقبلة؟ ما الذي يدفع عشائر في ايدون واربد وعمان والسلط وشخصيات اجتماعية متعددة تبذل الغالي والرخيص لدعوة السيد سمير الرفاعي ؟.
 
ما الذي يدفع رؤساء حكومات سابقين لاصطحاب السيد الرفاعي لمضارب عشائرهم وتقديمه لأقاربهم وإعطائه المنصة للحديث في شؤون الوطن وشجونه في الوقت الذي يجلس المئات من المدعويين للإنصات لكلام مكرر ولهرج سمعناه من السيد الرفاعي عندما كان رئيسا للوزراء ولم يفعل الكثير للعمل به ورفع البؤس عن المواطنين الأردنيين في العدسية وبيت إيدس والمنشية وحبراص والحسينية والعالوك؟.
 
نقول للأردنيين أنه مثلما تكونوا يولى عليكم وأن التهافت لدعوة رؤساء حكومات سابقين تم تجريبهم ولم يسهموا الكثير في رفع الحيف عن الأردنيين المعذبين بلقمة العيش وارتفاع الضرائب والرسوم وضيق ذات اليد وانحدار التعليم وتراجع جودة الخدمات الصحية المقدمة من الدولة نقول لهم بأن التزلف والممالئة  لهؤلاء تضر الوطن ولا تنفعه وتعزز من فرص استمرار التوارث العائلي في المناصب والمراكز الحكومية. 
 
إن التهليل والتطبيل للسيد سمير الرفاعي  لا تفسير له إلا ضمن ثلاث احتمالات أولها أن الشخوص والعشائر التي تتبنى دعوة السيد الرفاعي مأمورة من قبل جهات عليا لاستضافة الرئيس الرفاعي وذلك تهيئة لتقبل رئاسته المقبلة للحكومة وجعل الأمر يبدو سلسا ومنسجما مع ارتياح شعبي لشخص الرئيس. 
 
أما الاحتمال الثاني فهو أن السيد الرفاعي يزمع الترشح للانتخابات النيابية القادمة ليتم تكليفه بعد ذلك بتشكيل حكومة برلمانية يتم تسويقها على أنها حكومة مختارة من الشعب .
 
أما الاحتمال الثالث والأكثر مرارة فهو يتعلق بمآرب من يدعون الرفاعي لحجز حصصهم من كعكة المناصب والوزارات. وأي كان هو التفسير الأقوى لهذا التسابق لدعوات السيد الرفاعي فإننا نعتقد بأن مشوار الديمقراطية في الأردن ما زال هشا وطويلا وأن البيئة الاجتماعية والسياسية ما زالت تنظر للحكومات ورؤسائها على أنهم فوق الشعب وينبغي تملقهم طمعا في المكاسب وليس خدمة للبلاد والعباد وأن بونا شاسعا ما زال يفصل بين واقعنا وبين مقولة أن الحكومة هي للشعب ومن الشعب وتعمل لأجل الشعب  ....


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد