السيارات البيئية .. حقيقة أم "تحايل"؟

mainThumb

07-10-2009 12:00 AM

برغم كل التقارير التي تتحدث عما تواجهه صناعة السيارات من أزمات هذا العام، فإن معرض فرانكفورت الدولي للسيارات الذى أغلق أبوابه الأحد سادته موجة من التفاؤل، حيث قدم المشاركون مجموعة من الأفكار الجديدة عن خططهم لاعادة ابتكار محرك السيارة.

لقد هيمنت أفكار التكنولوجيا صديقة البيئة مثل استخدام مواد خفيفة في التصنيع والكهرباء الهيدروجينية والمحركات الهجين على أهم حدث يرتبط بصناعة السيارات هذا العام، ما يعطي بعض الدلائل عما ستكون عليه السيارات في الاعوام المقبلة.

غير أن المعرض لم يشهد ظهور أيا من السيارات "صديقة البيئة" بشكل حقيقي والتى لا يصدر عنها أي عوادم على الاطلاق مما أثار انتقادات حادة من قبل المنظمات البيئية الالمانية مثل "دي إتش إتش" والتي وصفت معرض فرانكفورت بأنه واجهة للتحايل، فالمصنعون لا يزالون يراهنون على محركات الاحتراق التقليدية ذات الاداء القوي.

ويقول ماتياس فيسمان رئيس الرابطة الالمانية لمصنعي السيارات والتي نظمت المعرض :؟ ليس ذلك حقيقيا.. فعندما يكون الحديث عن تكنولوجيا نظيفة مبتكرة.. فنحن رواد العالم".

معظم شركات تصنيع السيارات المشاركة في المعرض لديها خطط بالفعل لانتاج سيارات صغيرة تعمل بالكهرباء سيتم طرحها بـ"أسعار معقولة " خلال العامين أو الثلاثة المقبلة مثل "سمارت إد" وميني-إي"و"رينو بي بوب زد إي"، لكن الشركات لا تريد الكشف عما في جعبتها خلال معرض فرانكفورت فيما يتعلق بالاسعار الحقيقية لسياراتها الكهربية.

تستطيع هذه السيارات الجاهزة بالفعل لنزول الاسواق، أن تسير مسافة "100 إلى 150 كلم" بشحنة كهربية واحدة، ما يؤهلها للسير في المناطق المدنية حال توافر محطات شحن كهربي على مسافات قريبة.

وعلى الجانب الآخر، قامت شركات بي إم دبليو و أودي وتسلا بعرض سيارات رياضية كبيرة تعمل بالطاقة الكهربية لتؤكد أن إنتاج سيارات رياضية تعمل بالكهرباء أمر ممكن من الناحية التقنية إذا لم تكن التكلفة تمثل مشكلة.

كان من بين مفاجآت المعرض، رائعة أودي "إي- تورن"التي استمدت تصميمها من وحي السيارة الرياضية القوية "آر 8؟ وجاءت السيارة الجديدة مزودة بأربع محركات كهربية، بواقع محركين على كل محور لتنتج طاقة تبلغ 230 كيلو وات/313 حصانا ومدى يصل إلى 248 كلم.

وبالمثل قدمت "بي إم دبليو"مفهومها الجديد للسيارة الرياضية مقتسبة خطوطها التصميمية من سيارتها الاسطورية "إم1؟ السيارة مزودة بمحرك ذو ثلاث اسطوانات يعمل بالتربو ديزل مقترنا بمحركين كهربيين يعملان ببطاريات ليثيوم - ايون لتنتج المحركات الثلاثة طاقة 390 حصانا. وتستطيع المحركات الكهربية في السيارة أن تحركها مسافة 50 كيلومترا دون حاجة لمحرك التربو.

وتبنت مرسيدس هي الأخرى منهجا موازيا،بسيارتها الصغيرة "سمارت" التي تعمل بالبطاريات، ومصممة بشكل أساسي للسير في المدن، مع الاعتماد على تكنولوجيا هجين للسيارات الأكبر مثل "إس كلاس" والسيارات رباعية الدفع. وتقول المتحدثة باسم الشركة إيفا فيزه إن الشركة سوف تزيد من إنتاجها للسيارات التي تعمل بتكنولوجيا خلايا الوقود الهيدروجيني.

في الوقت نفسه تقدم شركات السيارات الفاخرة سيارات هجين بعد رفع كفاءة أدائها،مثل هوندا التي قدمت "هوندا إنسايت" مزودة بمحرك يعمل بأكثر من نوع وقود منها الغاز النفطي المسال والايثانول.

وتباع السيارة "هوندا إنسايت"في السوق الأوروبية بسعر يقل عن عشرين ألف يورو "29 ألف دولار" ويمكن تحويل محركها للعمل بالغاز النفطي المسال مقابل ثلاثة آلاف يورو
"4400 دولار" مع إضافة وصلة خاصة لاستخدام الايثانول بدلا من البنزين خلال المسافة التي تقطعها السيارة قبل ان يتم الانتقال تلقائيا للعمل بالغاز النفطي المسال.

وتستطيع السيارة"هوندا إنسايت" المعدلة السير مسافة 1400 كلم إذا ما استهلكت أشكال الطاقة الثلاث. جدير بالذكر أن خمسة لترات من الغاز النفطي المسال يمكنها أن تحرك السيارة مسافة مئة كيلومتر تتكلف ثلاثة يورو، ما يجعله بديل فعال لمن يسيرون أكثر من 30 ألف كيلومتر في العام.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد