سفيرة فوق الدولة وتحت الشعب

mainThumb

20-02-2016 02:31 PM

المندوب السامي الجديد على الدولة في الأردن، وهي السفيرة ‏الأميركية، تحسب واهمة انها قادرة على ادخال برنامج العم ‏سام على الأردنيين بعد ان نجحت بإدخاله على الدولة ‏بالأردن، وشتان بين الدولة والاردنيين كل في كوكب ولا ‏علاقة لأي منهم بالآخر .‏
السبب بسيط جدا لما تتصرف هذ المرأة المعجزة؟؟ ؟ أن ‏الدولة القائمة بالأردن  ليست من انتخاب الشعب ولا تمثل ‏إرادة الأردنيين اطلاقا , بل ان أمريكا نفسها وازلامها يمنعون ‏من يمثل الأردنيين حقيقة  من الوصول الى التمثيل  ‏والمناصب في البلاد , وبالتالي فان السفيرة تعرف انها ‏تتعامل مع مسؤولين ليس  لهم اية شرعية ولا جذور ولا هوية ‏اطلاقا .‏
 
‏ بل  هم نكرات وهي ودولتها ومخابراتها من صنعهم وعينهم ‏وباركهم  ليكونوا في مواقعهم غصبا عنا وعالة علينا ومطايا ‏لسعادتها , لانهم لا يجسدون إرادة الهوية والشرعية والوطنية ‏الأردنية , فهي  تتعامل مع مسؤولين لا يمكن تغييرهم او ‏ابقاءهم في النهاية الا بمباركة سعادة سفيرة العم سام ورعاة ‏البقر , فهي ولي نعمتهم وليس لهم هم الا رضاها.‏
 
لو كانت الدولة تمثل إرادة الأردنيين ولا يصل المسؤول الا ‏بالانتخاب كما الحال في أوروبا الغربية مثلا لأصبحت ‏السفيرة واحدة من طابور النساء اللواتي يبحثن عن أدوات ‏الزينة الأردنية التقليدية الموروثة عبر الاف السنين وهي ‏العسل مخلوطا بغذاء  الملكات , ولية الخروف الرضيع ‏مهروسة بالقرنفل والملح , وخلطة الشيح والبعيثران ‏والقيصوم الاخضر المدقوق بالزبدة البلدية والملح , وعشبة ‏القرقعة بالسمن البلدي , فهذه أدوات التجميل والاثارة التي ‏كانت تستخدمها الاردنيات القديمات عبر الاف السنين , والتي ‏تغذي البشرة وتعطيها لمعانا وجاذبية واثارة للرجل, وهي ‏أدوات عالية الجودة رخيصة التكلفة لكنها فعالة التأثير وهي ‏لم تعد موجودة منذ اكثر من أربعين سنة , فتصبح بشرة المرأة ‏ساحرة الجاذبية وليست سحنة صفراء غبراء سوداء, وبهذه ‏الأدوات تختفي تجاعيد  المرأة الشمطاء التي لا تخفيها ‏المساحيق الحديثة .‏
 
لو ان سعادتها تعاملت مع دولة شرعية بالأردن لما تصرفت، ‏على أنها المندوب السامي في بلاد شعيب ولوط وايوب وذي ‏الكفل ولقمان الحكيم وزيد بن أسامة الكلبي ودحية الكلبي ‏وفروة الجذامي، ومن قبلهم الملكة بلقيس والملكة شقيلة ‏والملكة خالده ومن بعدهم علياء الضمور وبندر ومشخص ‏المجالي وعلياء العدوان، والملوك حدد وبولاق وميشع ‏والحارث الرابع وجالوت واوغ والهكسوس وغيرهم .‏
 
السفيرة تتصرف وهي تنظر للدولة ورجالاتها انهم دونها/ ‏تحتها، وتعتقد لذكائها الخارق ان دعمها للشواذ وللتوطين ‏السوري ونظرتها الفوقية ضد الأردنيين، وتحول سفارتها الى ‏وكر لصنع الجواسيس والعملاء والمنحرفين والمثليين ‏والمثليات والشواذ بكل معنى الشذوذ، أقول هي تعتقد انها ‏ستضع الأردن والاردنيين في جيبها وتحت كرسيها؟!.‏
 
نعم تستطيع ان تضع الدولة بالأردن في جيبها لان هؤلاء ‏النكرات الذين يديرون البلاد ويهلكون العباد والحرث والنسل ‏قد خرجوا من جيب سعادتها، اما نحن الوطنيين والاردنيين ‏أصحاب الهوية والوطنية والشرعية  فلا خرجنا من جيبها ولا ‏تتسع جيبها لأصغرنا فكيف بها تتسع لأكبرنا، وحيث انها ‏صاحبة القرار في إبقاء هؤلاء النكرات في مواقعهم فهم ‏يلزمون الأرض بتشفع وذلة امام كبيرهم التي علمتهم السحر، ‏وولي نعمتهم وصاحبة الصون والعفاف سعادة السفيرة وهي ‏أيضا صاحبة القرار في الإبقاء على الوطنيين بعيدا عن ‏القرار والتمثيل، فهي تتصرف وكان الأردن محمية أمريكية ‏بعد ان تهالكت العجوز الاستعمارية بريطانيا فيما يبدو الى ‏غير رجعة .‏
 
وما دام الشيء بالشيء يذكر فان المندوب السامي البريطاني ‏في مطلع القرن العشرين , وهو السير اليك كركبرايد صاحب ‏كتاب ‏A Crackle of Thorns‏ خشخشة الاشواك الذي ‏ترجمته شخصيا الى العربية قد كان يتدخل (حتى عام 1952) ‏بكل صغيرة وكبيرة في الأردن , وكان له عملاء وجواسيس ‏كما للسفارة الأميركية الان عملاء وجواسيس، وكانوا زمرا ‏خرقاء من المقاطيع والمرتزقة ومن لا اصل لهم والغرباء ‏والوافدين والهاربين واللصوص , فعينهم كركبرايد وزراء ‏ورؤساء وزارات وكافأ ابناءهم وأصبحوا وزراء ورؤساء ‏وزارات ولا زلنا نعاني من مآسي قائمة كركبرايد من الاحفاد ‏كما عانينا من الإباء والاجداد .‏
 
من الواضح ان السفيرة ويلس قد قرات قصة قائمة كركبرايد ‏وأنها الان تريد ان تفرض قائمة ويلس لتحكمنا قرنا اخر ‏يؤمن بان نفايات العرب التي حطت رحالها في بلادنا هم ‏اردنيون ويجب ان يسودوا الأردن ويجب توطينهم وهي بذلك ‏تبرهن على جهلها بحقيقة الأردنيين، فهي وعملاؤها كالزيت ‏على وجه بحر من الماء عاجز عن اختراق الأعماق، ونقول ‏لها: لا يا سعادة السفيرة فلن تستمر أمريكا قرنا لتحمي ‏مطاياها وعملاؤها قرنا اخر فالدنيا تتغير بسرعة.‏
 
واضح ان عملاء السفارة الأميركية (وما اكثرهم) الذين ‏يكتبون التقارير ويمررون المعلومات على مدار الساعة الى ‏سعادتها وطاقمها قد ضللوها بالمعلومات لان المعلومة ‏الصحيحة تؤدي الى اتخاذ القرار الصحيح، والمعلومة ‏الخاطئة تؤدي الى اتخاذ القرار الخاطئ، وهم عاجزون عن ‏معرفة الحقيقة وانما يخوضون بالسطحية التي لا تصل ‏الحقيقة الدقيقة فهم ليسوا من الأردنيين ولا من العارفين ‏ببواطن الأمور وانما المهم ان يمرروا المعلومات لأنهم ‏يتقاضون ثمن كل قطعة يمررونها الى السفارة الأميركية مع ‏الوعود بالمناصب والمراتب في قابل الأيام .‏
 
وان الدليل على التضليل والجهل بحقيقة القرارات ‏والإجراءات الكامنة خلف كل اعلان للسفيرة عن امر ما، وان ‏سعادتها ما اتخذت قرارا او تصرفت أي تصرف الا ورفضه ‏الأردنيون أصحاب الهوية والوطنية والشرعية، واما ‏المسؤولين وهم من يسعون بذلة لبركات ويلس فانهم لا يهمهم ‏الا البقاء في المناصب وهم لا يعرفون شيئا في الميدان وهم ‏لا علاقة لهم بالأردن وأهله وهويته وشرعيته لأنهم يستمدون ‏كل شيء من سعادتها ودولتها .‏
 
وهذا هو السبب الحقيقي الذي يجعل هذه المرأة لا تلتزم الادب ‏والذوق والحياء العام وخصوصية الأردنيين كباقي السفراء ‏الغربيين. وعليها ان تدخل دورة وان تتعلم هذه الأمور من ‏أصحاب السعادة: سفراء فرنسا وألمانيا واسبانيا وإيطاليا ‏وهولندا والدنمارك والسويد، أقول ان تتعلم منهم حسن وادب ‏التصرف والكياسة واللباقة واحترام خصوصيتنا وثقافتنا، وان ‏ترى كيف انهم بدأوا يكسبون الأردنيين لمصالح بلادهم ولكن ‏بالأدب والاحترام وعدم التجاوز على خصوصينا الوطنية .‏
 
وأخيرا يا سعادة السفيرة انت امرأة غريبة علينا شكلا ‏ومضمونا وثقافة وسلوكا وسحنة وعقلية بكل معاني الغربة ‏والغرابة والمثل الأردني يقول: يا غريب كون اديب، فالأردن ‏لها أهلها وهم ليس من صنعتهم السفارة وعينتهم، ولها ‏شرعيتها وهي ليست شرعية رعاة البقر الذين ابادوا مئات ‏الملايين في الأميركتين، ولها هويتها وهي ليست هوية امرأة ‏متصابية لو انها استخدمت ما كانت امهاتنا تستخدمه من ‏أدوات التجميل لأصبحت جميلة وجذابة لان اللمعان لا يعني ‏الجمال فليس كل ما يلمع ذهبا والمساحيق لا تغطي التجاعيد ‏التي فضحت عجوزا في الغابرين اسمها والهة وهي زوجة ‏لوط عليه السلام , ومن الواضح انها حالة لا زالت تتكرر .‏
 
 
‏   وإذا كانت سعادتها فوق الدولة التي تنقصها الشرعية فهي ‏تحت الأردنيين الذين هم أصحاب الهوية والوطنية والشرعية. ‏ونقول بالأردني: (هيه يا خيه هيه هل وصلتك الرسالة يا ‏معودة) وهل مجلسك الموقر قادر على معرفة هذه العبارة ‏الأردنية؟ سؤال برسم السؤال.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد