المندوب السامي الجديد على الدولة في الأردن، وهي السفيرة الأميركية، تحسب واهمة انها قادرة على ادخال برنامج العم سام على الأردنيين بعد ان نجحت بإدخاله على الدولة بالأردن، وشتان بين الدولة والاردنيين كل في كوكب ولا علاقة لأي منهم بالآخر .
السبب بسيط جدا لما تتصرف هذ المرأة المعجزة؟؟ ؟ أن الدولة القائمة بالأردن ليست من انتخاب الشعب ولا تمثل إرادة الأردنيين اطلاقا , بل ان أمريكا نفسها وازلامها يمنعون من يمثل الأردنيين حقيقة من الوصول الى التمثيل والمناصب في البلاد , وبالتالي فان السفيرة تعرف انها تتعامل مع مسؤولين ليس لهم اية شرعية ولا جذور ولا هوية اطلاقا .
بل هم نكرات وهي ودولتها ومخابراتها من صنعهم وعينهم وباركهم ليكونوا في مواقعهم غصبا عنا وعالة علينا ومطايا لسعادتها , لانهم لا يجسدون إرادة الهوية والشرعية والوطنية الأردنية , فهي تتعامل مع مسؤولين لا يمكن تغييرهم او ابقاءهم في النهاية الا بمباركة سعادة سفيرة العم سام ورعاة البقر , فهي ولي نعمتهم وليس لهم هم الا رضاها.
لو كانت الدولة تمثل إرادة الأردنيين ولا يصل المسؤول الا بالانتخاب كما الحال في أوروبا الغربية مثلا لأصبحت السفيرة واحدة من طابور النساء اللواتي يبحثن عن أدوات الزينة الأردنية التقليدية الموروثة عبر الاف السنين وهي العسل مخلوطا بغذاء الملكات , ولية الخروف الرضيع مهروسة بالقرنفل والملح , وخلطة الشيح والبعيثران والقيصوم الاخضر المدقوق بالزبدة البلدية والملح , وعشبة القرقعة بالسمن البلدي , فهذه أدوات التجميل والاثارة التي كانت تستخدمها الاردنيات القديمات عبر الاف السنين , والتي تغذي البشرة وتعطيها لمعانا وجاذبية واثارة للرجل, وهي أدوات عالية الجودة رخيصة التكلفة لكنها فعالة التأثير وهي لم تعد موجودة منذ اكثر من أربعين سنة , فتصبح بشرة المرأة ساحرة الجاذبية وليست سحنة صفراء غبراء سوداء, وبهذه الأدوات تختفي تجاعيد المرأة الشمطاء التي لا تخفيها المساحيق الحديثة .
لو ان سعادتها تعاملت مع دولة شرعية بالأردن لما تصرفت، على أنها المندوب السامي في بلاد شعيب ولوط وايوب وذي الكفل ولقمان الحكيم وزيد بن أسامة الكلبي ودحية الكلبي وفروة الجذامي، ومن قبلهم الملكة بلقيس والملكة شقيلة والملكة خالده ومن بعدهم علياء الضمور وبندر ومشخص المجالي وعلياء العدوان، والملوك حدد وبولاق وميشع والحارث الرابع وجالوت واوغ والهكسوس وغيرهم .
السفيرة تتصرف وهي تنظر للدولة ورجالاتها انهم دونها/ تحتها، وتعتقد لذكائها الخارق ان دعمها للشواذ وللتوطين السوري ونظرتها الفوقية ضد الأردنيين، وتحول سفارتها الى وكر لصنع الجواسيس والعملاء والمنحرفين والمثليين والمثليات والشواذ بكل معنى الشذوذ، أقول هي تعتقد انها ستضع الأردن والاردنيين في جيبها وتحت كرسيها؟!.
نعم تستطيع ان تضع الدولة بالأردن في جيبها لان هؤلاء النكرات الذين يديرون البلاد ويهلكون العباد والحرث والنسل قد خرجوا من جيب سعادتها، اما نحن الوطنيين والاردنيين أصحاب الهوية والوطنية والشرعية فلا خرجنا من جيبها ولا تتسع جيبها لأصغرنا فكيف بها تتسع لأكبرنا، وحيث انها صاحبة القرار في إبقاء هؤلاء النكرات في مواقعهم فهم يلزمون الأرض بتشفع وذلة امام كبيرهم التي علمتهم السحر، وولي نعمتهم وصاحبة الصون والعفاف سعادة السفيرة وهي أيضا صاحبة القرار في الإبقاء على الوطنيين بعيدا عن القرار والتمثيل، فهي تتصرف وكان الأردن محمية أمريكية بعد ان تهالكت العجوز الاستعمارية بريطانيا فيما يبدو الى غير رجعة .
وما دام الشيء بالشيء يذكر فان المندوب السامي البريطاني في مطلع القرن العشرين , وهو السير اليك كركبرايد صاحب كتاب A Crackle of Thorns خشخشة الاشواك الذي ترجمته شخصيا الى العربية قد كان يتدخل (حتى عام 1952) بكل صغيرة وكبيرة في الأردن , وكان له عملاء وجواسيس كما للسفارة الأميركية الان عملاء وجواسيس، وكانوا زمرا خرقاء من المقاطيع والمرتزقة ومن لا اصل لهم والغرباء والوافدين والهاربين واللصوص , فعينهم كركبرايد وزراء ورؤساء وزارات وكافأ ابناءهم وأصبحوا وزراء ورؤساء وزارات ولا زلنا نعاني من مآسي قائمة كركبرايد من الاحفاد كما عانينا من الإباء والاجداد .
من الواضح ان السفيرة ويلس قد قرات قصة قائمة كركبرايد وأنها الان تريد ان تفرض قائمة ويلس لتحكمنا قرنا اخر يؤمن بان نفايات العرب التي حطت رحالها في بلادنا هم اردنيون ويجب ان يسودوا الأردن ويجب توطينهم وهي بذلك تبرهن على جهلها بحقيقة الأردنيين، فهي وعملاؤها كالزيت على وجه بحر من الماء عاجز عن اختراق الأعماق، ونقول لها: لا يا سعادة السفيرة فلن تستمر أمريكا قرنا لتحمي مطاياها وعملاؤها قرنا اخر فالدنيا تتغير بسرعة.
واضح ان عملاء السفارة الأميركية (وما اكثرهم) الذين يكتبون التقارير ويمررون المعلومات على مدار الساعة الى سعادتها وطاقمها قد ضللوها بالمعلومات لان المعلومة الصحيحة تؤدي الى اتخاذ القرار الصحيح، والمعلومة الخاطئة تؤدي الى اتخاذ القرار الخاطئ، وهم عاجزون عن معرفة الحقيقة وانما يخوضون بالسطحية التي لا تصل الحقيقة الدقيقة فهم ليسوا من الأردنيين ولا من العارفين ببواطن الأمور وانما المهم ان يمرروا المعلومات لأنهم يتقاضون ثمن كل قطعة يمررونها الى السفارة الأميركية مع الوعود بالمناصب والمراتب في قابل الأيام .
وان الدليل على التضليل والجهل بحقيقة القرارات والإجراءات الكامنة خلف كل اعلان للسفيرة عن امر ما، وان سعادتها ما اتخذت قرارا او تصرفت أي تصرف الا ورفضه الأردنيون أصحاب الهوية والوطنية والشرعية، واما المسؤولين وهم من يسعون بذلة لبركات ويلس فانهم لا يهمهم الا البقاء في المناصب وهم لا يعرفون شيئا في الميدان وهم لا علاقة لهم بالأردن وأهله وهويته وشرعيته لأنهم يستمدون كل شيء من سعادتها ودولتها .
وهذا هو السبب الحقيقي الذي يجعل هذه المرأة لا تلتزم الادب والذوق والحياء العام وخصوصية الأردنيين كباقي السفراء الغربيين. وعليها ان تدخل دورة وان تتعلم هذه الأمور من أصحاب السعادة: سفراء فرنسا وألمانيا واسبانيا وإيطاليا وهولندا والدنمارك والسويد، أقول ان تتعلم منهم حسن وادب التصرف والكياسة واللباقة واحترام خصوصيتنا وثقافتنا، وان ترى كيف انهم بدأوا يكسبون الأردنيين لمصالح بلادهم ولكن بالأدب والاحترام وعدم التجاوز على خصوصينا الوطنية .
وأخيرا يا سعادة السفيرة انت امرأة غريبة علينا شكلا ومضمونا وثقافة وسلوكا وسحنة وعقلية بكل معاني الغربة والغرابة والمثل الأردني يقول: يا غريب كون اديب، فالأردن لها أهلها وهم ليس من صنعتهم السفارة وعينتهم، ولها شرعيتها وهي ليست شرعية رعاة البقر الذين ابادوا مئات الملايين في الأميركتين، ولها هويتها وهي ليست هوية امرأة متصابية لو انها استخدمت ما كانت امهاتنا تستخدمه من أدوات التجميل لأصبحت جميلة وجذابة لان اللمعان لا يعني الجمال فليس كل ما يلمع ذهبا والمساحيق لا تغطي التجاعيد التي فضحت عجوزا في الغابرين اسمها والهة وهي زوجة لوط عليه السلام , ومن الواضح انها حالة لا زالت تتكرر .
وإذا كانت سعادتها فوق الدولة التي تنقصها الشرعية فهي تحت الأردنيين الذين هم أصحاب الهوية والوطنية والشرعية. ونقول بالأردني: (هيه يا خيه هيه هل وصلتك الرسالة يا معودة) وهل مجلسك الموقر قادر على معرفة هذه العبارة الأردنية؟ سؤال برسم السؤال.