شيطنة التعليم الجامعي لمصلحة من؟

mainThumb

11-03-2016 02:01 PM

الجامعات في اي مكان في العالم هي صروح تعليمية وجدت لصقل الفكر ‏والابداع لدى الانسان وتهيئته لمرحلة جديدة من مراحل الحياة يكون ‏فيها متسلحا بالعلم والمعرفة والثقافة وقادرا على مواجهة تحديات ‏المستقبل.‏

 
‏ والجامعات لن يكون بمقدورها القيام بهذه الرسالة بشكل منفرد فهي ‏تحتاج لدعم مجتمعي ودعم حكومي من اجل المضي قدما في الرسالة ‏التي وجدت من اجلها ويتمثل الدعم المجتمعي بتفهم للدور الذي تقوم ‏به الجامعة دون ان يكون هناك اي تدخل في خصوصيات الجامعات او ‏اثارة القلاقل التي تؤثر على الجو الجامعي الذي يحتاجه الطالب حتى ‏يكون قادرا على الابداع والعطاء وبالتالي رفد المجتمع بكفاءات علمية ‏ومهنية مدربة يكون بامكانها صقل جوهر المجتمع وتحويله الى مجتمع ‏متعلم ومنتج بدل ان يكون متشظيا .‏
 
اما الدور الحكومي فيجب ان ينصب على مبدا الشراكة الحقيقية مع ‏الجامعات وتامين منظومة امنية حقيقية يكون بمقدورها اتخاذ اجراءات ‏صارمة لابعاد الجامعات عن اجواء العنف وعدم السماح لاي جهة اهلية ‏كانت ام سياسية التدخل بالشأن الجامعي والاقرار بوجوب استقلالية ‏الجامعات تماما كاستقلال القضاء والتسليم بان القوانين والمعايير ‏الجامعية التي تتخذها ادارة اي جامعة هي شان يخص الجامعة كي تنأى ‏الجامعة بنفسها وطلبتها عن التسييس الممنهج الذي غالبا مايرتبط ‏بأجندة داخلية وخارجية مغرضة تعتمد على الضخ الاعلامي المأجور ‏لغاية في نفس يعقوب ويظهر هذا جاليا في كثير من النشاطات ‏الجامعية وعلى وجه التحديد الانتخابات الجامعية  علاوة على ذلك على ‏الحكومات ان لاتخلق الازمات وتزج بها في احضان الجامعات وخاصة ‏الجامعة الاردنية وانطلاقا من المصلحة الوطنية على الحكومات عدم ‏التدخل لامن بعيد ولا من قريب في القرارات الصادرة عن الجامعات كي ‏لايصبح التعليم الجامعي اسير هذه الحكومة او تلك.‏
سنويا ومع بداية العام الجامعي تتحول الساحات في عدد من جامعاتنا ‏لاجواء مشحونة وعند الرجوع الى الأسباب التي تؤدي الى هذا الشحن ‏نجد انها أسباب لا تمت الى العقلية المتعلمة بأي صلة وكل مانلمسه  ‏جهل يغلف عقول فئة قدمت إلى الجامعة وهي لا تعرف أصلا كيف ‏وصلت الى الجامعة ولماذا وصلت وكل الذي يعرفونه ان الجامعات ‏أجواء مفتوحة تتيح لهم أن يتحرروا من عادات هم يعتبرونها قيودا ‏كانت ضاغطة عليهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وعندما قدموا إلى ‏الجامعة وجدوا أن الجامعة مجموعة من الانظمة والقوانين الصارمة ‏وليس كما صور لهم خيالهم بان الاجواء الجامعية اجواء مفتوحة  ‏تعوضهم عن فشل عاطفي او فكري واجهوه في المجتمع وعليه نقلوا ‏إحباطهم المجتمعي إلى الأجواء الجامعية وحاولوا خلق بلبلة لتعويض ‏النقص الكامن في نفوسهم الى مجتمع الجامعة والا كيف تفسر سوء ‏تفاهم يحصل بين طالب وطالب من اجل طالبة وبلمح البصر يتحول هذا ‏الامر الى تحشيد يفضي الى عنف داخل حرم الجامعة وكيف تفسر ‏التوتر والشد والعنف الذي يسود الاجواء الانتخابية في عدد من ‏جامعاتنا.‏
 
مثل هذه الشريحة لا تحتاج إلى جامعة بل تحتاج لمصحات نفسية تعالج ‏الخلل لديهم ومن ثم يعاد تأهيلهم وإعادتهم إلى الجامعة.‏
 
شريحة اخرى قدمت الى الجامعة وعجزت ان تصل للحد الادنى من ‏النجاح بسبب ضعف القدرات العقلية لديهم وحتى يتجنبوا لوم الأهل ‏والمجتمع عمدوا لخلق حالة من التوتر داخل الجامعة او الانضمام للفئة ‏الاولى التي تكلمنا عنها وبذلك يحملون اللوم للجامعة ويجدون ذريعة ‏يبررون فيها الفشل.‏
 
اما الشريحة الثالثة وهي الأخطر فتلك التي لديها توجه فكري معين هذا ‏التوجه له ارتباطات حزبية او له ارتباطات بشخصيات سياسية معينة ‏وهذه الشخصيات السياسية لها ارتباطات بالخارج ومن خلالها يسعى ‏الخارج لخلق حالة من عدم الاستقرار ليس في الجامعة وحدها وانما ‏في المجتمع أيضا لان الطلبة أولا وأخيرا هم نتاج المجتمع بغية تدمير ‏المجتمع وجر البلد إلى أمور لا تحمد عقباها أما الأسباب التي تجعل من ‏أصحاب الأجندة السياسية المرتبطة بالخارج أو الأجندة الشخصية فهي ‏مقدار النجاح الذي تحققه هذه الجامعة أو تلك وبطبيعة الحال النجاح لا ‏يأتي من فراغ بل يجب أن تكون خلفه ادارة ناجحة(الأردنية مثلا) ‏تضطلع بمسؤولياتها كاملة وتسعى هذه الادارة لوضع الجامعة على ‏سلم العالمية وهذا الأمر لمسناه في الجامعة الأردنية اذ تسعى إدارتها ‏المتمثلة بالدكتور اخليف الطراونة لنقل الجامعة إلى الواجهة العالمية ‏هذا الأمر نجم عنه صدمة لشريحة من خارج الجامعة قد تكون كما ‏اسلفنا لها أجندة سياسيه أو شخصية فتصيدوا في الماء العكر وأصبحوا ‏يفتشون عن ثغرات توصلهم لتنفيذ مآربهم وتحرك المياة الراكدة وهذا ‏ما حدث في الأردنية مثلا عندما اتخذت هذه الفئة الضالة من مسالة رفع ‏الرسوم على التعليم الموازي ذريعة فتدخلوا بحياة الطلبة وعملوا على ‏تحشيدهم لمواجهة هذا القرار علما ان الطالب الذي يدرس على الموازي ‏سجل في هذا البرنامج عن قناعة تامة ويعرف جيدا أن حلمه لايتحقق ‏من خلال البرنامج العادي لان تحصيله لم يؤهله للوصول إلى هدفه إلا ‏من خلال الموازي أضف الى ذلك أن نسبة كبيرة من طلبة الموازي هم ‏أبناء لشخصيات متمكنة ماليا وكان لدى هذه الشخصيات أمل وحلم ‏على نقل ابناءهم الى البرنامج العادي مع تراكم الأيام بيد أن هذا الأمر ‏لم يتم فساعدوا على خلق هذه الاجواء المتشنجة من اجل ان تفضي الى ‏ثمار يستغلونها في القادم من الأيام وما يثبت أن الجامعة الأردنية على ‏وجه التحديد مقصودة بهجمة دبرت في ليل اذا ماعدنا الى دراسة ‏خرجت قبل مدة تقول ان نسبة من طلبة الاردنية يتعاطون المخدرات ‏علاوة على الضغط الاعلامي الممنهج على الجامعة وادارتها.‏
هذا يقودنا لما يحدث في الجامعة الاردنية الان فحالة التشنج التي يقوم ‏بها عدد من الطلبة تثبت ان لها ارتباطات خارجية وداخلية تعتمد على ‏ضخ اعلامي والا كيف خرجت علينا احدى الفضائيات معلقة على ‏مايدور بالجامعه الاردنية بانه سياسة حكومية للضغط على الطلبة من ‏خلال رفع الرسوم الجامعية على برنامج الموازي حتى يضطر الطلبة ‏الالتحاق بالسلك العسكري- تفكير ساذج اقل مايقال عنه انه مريض- ‏وماهو مطلوب من ادارة الجامعة الاردنية الآن ترك الباب مواربا واتخاذ ‏قرارات حاسمة لإنهاء هذا التشنج بالطرق التي تحقق مصلحة الوطن ‏والجامعة والطالب وعدم السماح لاي كان باثارة القلقلة واعتبار اي ‏شخص لمن ليس له عمل رسمي التواجد داخل الجامعة بعد ساعات ‏الدوام شخصا مغرضا يجب محاكمته.‏
 
لكن نتمنى على الطلبة ان يعوا جيدا مايدور حولهم وما يدور حولنا في ‏الاردن من صراعات وان يعوا اننا في الاردن مستهدفون سواء على ‏صعيد الارض او الانسان  وان يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ‏وان يقتنعوا أنهم عبارة عن طعم لجهات تسعى لجر البلد إلى حالة من ‏العنف والفوضى من خلال الجامعات بعد ان عجزت هذه الجهات من ‏الولوج الى صلب المجتمع الاردني المتماسك بشتى الطرق الشيطانية ‏لذلك يسعوا الى شيطنة الجامعات عسى ان يصلوا الى اهدافهم الخبيثة ‏ونحن نراهن على وعي طلبتنا وعل تفهم المجتمع وعلى خبرة رؤساء ‏الجامعات الأردنية في هذا المجال وعلى عيون الأمن التي لا تنام وعلى ‏اعلامنا الرسمي الذي يجب ان يشكل جبهة مضادة للدفاع عن كثير من ‏المصالح الاردنية وليس عن الجامعات الأردنية فقط لا أن يقف وقفة ‏المتفرج او ان يصم الآذان وينأى بنفسه بعيدا عن هم الوطن .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد