الجامعات في اي مكان في العالم هي صروح تعليمية وجدت لصقل الفكر والابداع لدى الانسان وتهيئته لمرحلة جديدة من مراحل الحياة يكون فيها متسلحا بالعلم والمعرفة والثقافة وقادرا على مواجهة تحديات المستقبل.
 
 والجامعات لن يكون بمقدورها القيام بهذه الرسالة بشكل منفرد فهي تحتاج لدعم مجتمعي ودعم حكومي من اجل المضي قدما في الرسالة التي وجدت من اجلها ويتمثل الدعم المجتمعي بتفهم للدور الذي تقوم به الجامعة دون ان يكون هناك اي تدخل في خصوصيات الجامعات او اثارة القلاقل التي تؤثر على الجو الجامعي الذي يحتاجه الطالب حتى يكون قادرا على الابداع والعطاء وبالتالي رفد المجتمع بكفاءات علمية ومهنية مدربة يكون بامكانها صقل جوهر المجتمع وتحويله الى مجتمع متعلم ومنتج بدل ان يكون متشظيا .
 
اما الدور الحكومي فيجب ان ينصب على مبدا الشراكة الحقيقية مع الجامعات وتامين منظومة امنية حقيقية يكون بمقدورها اتخاذ اجراءات صارمة لابعاد الجامعات عن اجواء العنف وعدم السماح لاي جهة اهلية كانت ام سياسية التدخل بالشأن الجامعي والاقرار بوجوب استقلالية الجامعات تماما كاستقلال القضاء والتسليم بان القوانين والمعايير الجامعية التي تتخذها ادارة اي جامعة هي شان يخص الجامعة كي تنأى الجامعة بنفسها وطلبتها عن التسييس الممنهج الذي غالبا مايرتبط بأجندة داخلية وخارجية مغرضة تعتمد على الضخ الاعلامي المأجور لغاية في نفس يعقوب ويظهر هذا جاليا في كثير من النشاطات الجامعية وعلى وجه التحديد الانتخابات الجامعية  علاوة على ذلك على الحكومات ان لاتخلق الازمات وتزج بها في احضان الجامعات وخاصة الجامعة الاردنية وانطلاقا من المصلحة الوطنية على الحكومات عدم التدخل لامن بعيد ولا من قريب في القرارات الصادرة عن الجامعات كي لايصبح التعليم الجامعي اسير هذه الحكومة او تلك.
سنويا ومع بداية العام الجامعي تتحول الساحات في عدد من جامعاتنا لاجواء مشحونة وعند الرجوع الى الأسباب التي تؤدي الى هذا الشحن نجد انها أسباب لا تمت الى العقلية المتعلمة بأي صلة وكل مانلمسه  جهل يغلف عقول فئة قدمت إلى الجامعة وهي لا تعرف أصلا كيف وصلت الى الجامعة ولماذا وصلت وكل الذي يعرفونه ان الجامعات أجواء مفتوحة تتيح لهم أن يتحرروا من عادات هم يعتبرونها قيودا كانت ضاغطة عليهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وعندما قدموا إلى الجامعة وجدوا أن الجامعة مجموعة من الانظمة والقوانين الصارمة وليس كما صور لهم خيالهم بان الاجواء الجامعية اجواء مفتوحة  تعوضهم عن فشل عاطفي او فكري واجهوه في المجتمع وعليه نقلوا إحباطهم المجتمعي إلى الأجواء الجامعية وحاولوا خلق بلبلة لتعويض النقص الكامن في نفوسهم الى مجتمع الجامعة والا كيف تفسر سوء تفاهم يحصل بين طالب وطالب من اجل طالبة وبلمح البصر يتحول هذا الامر الى تحشيد يفضي الى عنف داخل حرم الجامعة وكيف تفسر التوتر والشد والعنف الذي يسود الاجواء الانتخابية في عدد من جامعاتنا.
 
مثل هذه الشريحة لا تحتاج إلى جامعة بل تحتاج لمصحات نفسية تعالج الخلل لديهم ومن ثم يعاد تأهيلهم وإعادتهم إلى الجامعة.
 
شريحة اخرى قدمت الى الجامعة وعجزت ان تصل للحد الادنى من النجاح بسبب ضعف القدرات العقلية لديهم وحتى يتجنبوا لوم الأهل والمجتمع عمدوا لخلق حالة من التوتر داخل الجامعة او الانضمام للفئة الاولى التي تكلمنا عنها وبذلك يحملون اللوم للجامعة ويجدون ذريعة يبررون فيها الفشل.
 
اما الشريحة الثالثة وهي الأخطر فتلك التي لديها توجه فكري معين هذا التوجه له ارتباطات حزبية او له ارتباطات بشخصيات سياسية معينة وهذه الشخصيات السياسية لها ارتباطات بالخارج ومن خلالها يسعى الخارج لخلق حالة من عدم الاستقرار ليس في الجامعة وحدها وانما في المجتمع أيضا لان الطلبة أولا وأخيرا هم نتاج المجتمع بغية تدمير المجتمع وجر البلد إلى أمور لا تحمد عقباها أما الأسباب التي تجعل من أصحاب الأجندة السياسية المرتبطة بالخارج أو الأجندة الشخصية فهي مقدار النجاح الذي تحققه هذه الجامعة أو تلك وبطبيعة الحال النجاح لا يأتي من فراغ بل يجب أن تكون خلفه ادارة ناجحة(الأردنية مثلا) تضطلع بمسؤولياتها كاملة وتسعى هذه الادارة لوضع الجامعة على سلم العالمية وهذا الأمر لمسناه في الجامعة الأردنية اذ تسعى إدارتها المتمثلة بالدكتور اخليف الطراونة لنقل الجامعة إلى الواجهة العالمية هذا الأمر نجم عنه صدمة لشريحة من خارج الجامعة قد تكون كما اسلفنا لها أجندة سياسيه أو شخصية فتصيدوا في الماء العكر وأصبحوا يفتشون عن ثغرات توصلهم لتنفيذ مآربهم وتحرك المياة الراكدة وهذا ما حدث في الأردنية مثلا عندما اتخذت هذه الفئة الضالة من مسالة رفع الرسوم على التعليم الموازي ذريعة فتدخلوا بحياة الطلبة وعملوا على تحشيدهم لمواجهة هذا القرار علما ان الطالب الذي يدرس على الموازي سجل في هذا البرنامج عن قناعة تامة ويعرف جيدا أن حلمه لايتحقق من خلال البرنامج العادي لان تحصيله لم يؤهله للوصول إلى هدفه إلا من خلال الموازي أضف الى ذلك أن نسبة كبيرة من طلبة الموازي هم أبناء لشخصيات متمكنة ماليا وكان لدى هذه الشخصيات أمل وحلم على نقل ابناءهم الى البرنامج العادي مع تراكم الأيام بيد أن هذا الأمر لم يتم فساعدوا على خلق هذه الاجواء المتشنجة من اجل ان تفضي الى ثمار يستغلونها في القادم من الأيام وما يثبت أن الجامعة الأردنية على وجه التحديد مقصودة بهجمة دبرت في ليل اذا ماعدنا الى دراسة خرجت قبل مدة تقول ان نسبة من طلبة الاردنية يتعاطون المخدرات علاوة على الضغط الاعلامي الممنهج على الجامعة وادارتها.
هذا يقودنا لما يحدث في الجامعة الاردنية الان فحالة التشنج التي يقوم بها عدد من الطلبة تثبت ان لها ارتباطات خارجية وداخلية تعتمد على ضخ اعلامي والا كيف خرجت علينا احدى الفضائيات معلقة على مايدور بالجامعه الاردنية بانه سياسة حكومية للضغط على الطلبة من خلال رفع الرسوم الجامعية على برنامج الموازي حتى يضطر الطلبة الالتحاق بالسلك العسكري- تفكير ساذج اقل مايقال عنه انه مريض- وماهو مطلوب من ادارة الجامعة الاردنية الآن ترك الباب مواربا واتخاذ قرارات حاسمة لإنهاء هذا التشنج بالطرق التي تحقق مصلحة الوطن والجامعة والطالب وعدم السماح لاي كان باثارة القلقلة واعتبار اي شخص لمن ليس له عمل رسمي التواجد داخل الجامعة بعد ساعات الدوام شخصا مغرضا يجب محاكمته.
 
لكن نتمنى على الطلبة ان يعوا جيدا مايدور حولهم وما يدور حولنا في الاردن من صراعات وان يعوا اننا في الاردن مستهدفون سواء على صعيد الارض او الانسان  وان يضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وان يقتنعوا أنهم عبارة عن طعم لجهات تسعى لجر البلد إلى حالة من العنف والفوضى من خلال الجامعات بعد ان عجزت هذه الجهات من الولوج الى صلب المجتمع الاردني المتماسك بشتى الطرق الشيطانية لذلك يسعوا الى شيطنة الجامعات عسى ان يصلوا الى اهدافهم الخبيثة ونحن نراهن على وعي طلبتنا وعل تفهم المجتمع وعلى خبرة رؤساء الجامعات الأردنية في هذا المجال وعلى عيون الأمن التي لا تنام وعلى اعلامنا الرسمي الذي يجب ان يشكل جبهة مضادة للدفاع عن كثير من المصالح الاردنية وليس عن الجامعات الأردنية فقط لا أن يقف وقفة المتفرج او ان يصم الآذان وينأى بنفسه بعيدا عن هم الوطن .