زيارات نتانياهو المتواصلة لموسكو

mainThumb

12-06-2016 02:47 PM

تواتر زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في الأشهر الأخيرة، حتى وصل عددها إلى ثلاث خلال فترة  لم تتعد من الأشهر عشرا، بالرغم من عدم وجود تحالف استراتيجي بين البلدين، كما هو الحال فيما بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال.  الواقع يقول أن ثمة تشابك في العلاقات الروسية الإسرائيلية في أكثر من ملف في الشرق الأوسط، ابتداء من القضية الفلسطينية، ومرورا بالعلاقات الثنائية بين الدولتين، إضافة إلى الملف السوري الساخن الذي يتطلب التنسيق بين الدولتين بشأنه وهو أمر واضح كل الوضوح، إلا أنه ينبغي أن نتساءل إن كان ثمة شيء خفي تعمل من أجله الحكومة الإسرائيلية للحصول على رضا موسكو ومباركتها.
 
الواقع في سوريا، تحديدا، يقول بأن نتانياهو يعمل على الوصول إلى تفاهم دائم يجنبه أي نوع من سوء الفهم مع الروس في سوريا، الذين يعتبرون هذه الأخيرة، المنطقة الأكثر أهمية في المنطقة بالنسبة لهم بعيد اضمحلال الدور الروسي فيما تلى تفكك الاتحاد السوفياتي وتولي بوريس يلتسين لزمام السلطة هناك، وتلاشي الدور الروسي بصفتها أكبر الدول المنضوية تحت مظلة الاتحاد، كدولة كبرى لها رأيها ووزنها في الشئون الدولية ككل، ومحاولات الرئيس بوتين إعادة هيبة ونفوذ الدولة في العالم، كما كان العهد أيام الاتحاد السوفياتي، وهو ما سجل نجاحا في أكثر من منطقة في العالم.
 
لا يريد نتانياهو الاصطدام مع الروس في سوريا، كما حصل في فترة من الفترات مع الأتراك الذي أسقطوا طائرة حربية روسية،وما زالوا يدفعون ثمن تصرفهم غاليا على مستوى العلاقات الثنائية الروسية التركية، تمثل في عقوبات اقتصادية متعددة الأغراض والأهداف فرضها الجانب الروسي بالرغم من أهميتها الاقتصادية لهم.
 
 ولذلك فإن القول بأن نتانياهو يسعى إلى التوصل إلى تفاهمات دائمة تجنبه أية إشكاليات طارئة في الأجواء السورية التي تخترقها طائراتها يوميا هو ما يأتي في صميم ما تهدف له زياراته المتكررة لموسكو، لاسيما في ظل التردد الأمريكي في عدم الوصول إلى حل دائم للمعضلة السورية التي طال أمدها لأكثر من ست سنين بالرغم مما يطفو على السطح من تنسيق روسي أمريكي في ذلك الشأن.
 
إلا أن القضية الأخطر في الأمر، وفي ظل الوضع القائم في سوريا والتقسيم الواقع على الأرض ما بين قوى النظام، والمعارضة، وداعش، والنظام الفارسي والروسي، والتوقعات بعدم التوصل لحل في المستقبل القريب للمشكلة السورية، تتمثل في هضبة الجولان السورية، التي أعلنت إسرائيل مرارا أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، وأنه لن يتم الانسحاب منها أو إعادتها إلى السيادة السورية، بالرغم من أنها أراض محتلة بموجب القانون الدولي.
 
هل يسعى نتانياهو إلى مطالبة موسكو بسلخ هضبة الجولان عن الأرض السورية سيما في ظل الترتيبات التي تجرى على الأرض السورية، وصياغة دستور سوري جديد يهدف فيما يهدف إليه إلى تحويل الدولة السورية إلى نظام فيدرالي فضفاض.  هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة، ولا ندري إن جانبنا الصواب في ذلك.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد