عودة المغرب للاتحاد الأفريقي .. خطوة صحيحة

mainThumb

21-07-2016 12:58 PM

يعتبر قرار المملكة المغربية الشقيقة بالعودة الى عضوية الاتحاد الافريقي الذي انسحبت منه عام 1984 احتجاجا على دخول الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب «البوليساريو» ، خطوة في الاتجاه الصحيح وإن كانت متأخرة.

 
 
 
خروج المغرب من « منظمة الوحدة الافريقية» بذاك الوقت كان خطأ، وان أُحيط بظروف سياسية مختلفة عن هذه الأيام ، الا أنه أبعد المغرب عن محيطه الافريقي وترك الساحة السياسية الافريقية خصبة لخصومه بلا منازع لسنوات طوال.
 
 
 
ويبدو أن المغرب اقتنع اخيراً او وجد الظروف مواتية وافضل للعودة الى المقعد «الفارغ»، بعد ان استطاعت قنواته الدبلوماسية ان تحدث تغيرات ايجابية في علاقاته مع دول غرب افريقيا التي سحب بعضها اعترافه بجبهة البوليساريو، بالاضافة الى إقامته علاقات اقتصادية مع كثير من الدول الافريقية ولعبه دورا محوريا في بعض النزاعات هناك.
 
 
 
ووصفت رسالة العاهل المغربي الملك محمد السادس الى القمة الافريقية التي اختتمت أعمالها في رواندا الاثنين الماضي بالحدث الأبرز، والتي اعلن فيها رغبة بلاده بالعودة الى العائلة الافريقية، وسط تأييد عدد كبير من دول القارة السوداء، مما يمهد لدخوله في مرحلة جديدة من الصراع السياسي مع جبهة البوليساريو التي انضمت لعضوية الاتحاد قبل 32 عاما، باسم الجمهورية العربية الصحراوية.
 
 
 
نجح المغرب في حشد اكثر من 28 دولة أفريقية مؤيدة لموقفه من قضية الصحراء، والمرتكز الآن، على تجميد عضوية أو طرد جبهة البوليساريو من الاتحاد الافريقي، وقد بدأ بخطوته الاولى، ووافق لأول مرة ان يشارك البوليساريو ساحة المنتدى الدولي الافريقي، في تحول جلي بتغيير نمطية التعامل مع الملف التي أصبغ عليه طابع القدسية « التراب الوطني «.
 
 
 
ووفق المعلومات التي سربت عن لقاء المبعوث المغربي الى الجزائر، فإن الاخيرة التي تطالب بحق الصحراويين بتقرير المصير من خلال الاستفتاء، لا تمانع من عودة الرباط الى العائلة الافريقية، وقد طمأنت جارتها بعدم معارضة ذلك.
 
 
 
ويبدو أن هناك، تفاهمات غير معلنة بين الجارتين، تجاه الملف، خاصة أن المغرب لاول مرة يوافق على ترخيص جمعية تعني بحقوق الانسان لا تعترف بسيادة المغرب على الصحراء، فيما تسامحت الرباط مع 20 صحراويا شاركوا بجنازة زعيم البوليساريو الراحل محمد ولد عبد العزيز مؤخرا، والتي تعتبرها خائنة ومتمردة، وقد حضروا بجوازات سفر مغربية..!.
 
 
 
وأخيرا، كما هي ساحة الحرب الميدانية، دخل المغرب فصلا جديدا من فصول معاركه مع «البوليساريو» التي انتخبت ابراهيم غالي رئيسا لها قبل أيام، ولكن هذه المرة سياسياً وعلى أرض أفريقية، غاب عنها اكثر من ثلاثين عاما.. فهل سينجح بذلك، وماذا عن موقف الجزائر..؟؟!الراي 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد