الانتخابات وبرلمان 2016 الأردني

mainThumb

16-09-2016 02:29 PM

نعيش الآن حالة غريبة من نوعها تتكرر كل أربع سنوات في وطني الأردن تقريبا , ومنها نتعلم الكثير ونأخذ دروس أكثر وأكثر وعلى جميع المستويات ( السياسية والاجتماعية والوطنية والشخصية ) فالتربية على الديمقراطية والحياة البرلمانية الأردنية التي يعيشها المجتمع الأردني الآن , ومعركة الاختيار الأنسب بين قوائم المرشحين , تحتاج من كل مواطن أردني وقفة تأملية طويلة , وتفكير عميق بكل ما يحدث فيما حوله وعلى جميع المستويات سواء ما يحدث عالميا من أحداث متسارعة في التطور والحداثة بكل شئ , وما يحدث في الدول العربية وعلى ساحاتها وساحات الدول العربية والإسلامية , فالأمة العربية الإسلامية تعيش مخاض كبير وغريب وجديد لا يعرف نهايته , ولا احد معه مفاتيح هذه النهاية فالكل مترقب وينتظر ما يحدث من صراعات واختلافات هنا وهناك , وكل هذه الأحداث من حوله مع وجود خصوصية للوطن , فالأردن يعيش حالة خاصة أيضا مع دمج جميع هذه المتغيرات بما يحدث في الخارج والداخل . 
 
  كل هذه الأحداث تختلط بما يجول في خاطر وذهن المواطن الأردني وكيفية والية الاختيار , وداخلة مسؤولية الاختيار وكأنه هذا المجلس علية عبء تصليح كل الأحداث التي تحتاج لإصلاح وتغيير كل ما يحتاج تغيير وإيقاف بعض الأحداث في العالم والوطن العربي أو في داخل الوطن  وعلى رأسها إيقاف عمليات الفساد الإداري والمالي في بعض مؤسسات الدولة العامة والخاصة وما يجول حولها من قصص حقيقية أو خيالية !؟ .
 
  صراع داخلي يعيشه المواطن الأردني بهذه المرحلة , وتجربة غنية بالصراعات النفسية الداخلية ,  فبداخل كل مواطن رغبة في إصلاح وتغيير الكثير مما حدث ويحدث او ما سيحدث مستقبلا , وهناك من يحمل عبء الاختيار اكبر مما يحتمل واعضم مما يتوقع , كون المرحلة مرحلة صعبة من حيث الصراعات التي تمر بالمنطقة , وما هو مأمول من الداخل بان يتغير ويصلح فهناك الكثير مما يحوم ويدور حول الفساد ومواطنه , وضرورة القضاء علية . 
 
 في خضم كل هذا هناك الأعباء الشخصية للمواطن الأردني وما تحمله شخصيته النفسية والفسيولوجية من ضرورة أن يبقى بكامل قواه أمام كل هذه التحديات وغيرها , فتربية الإنسان الأردني تعتمد على التحدي والتصدي للأحداث والوقوف بصمود تجاه الصعوبات , وبنفس الوقت داخل  كل مواطن أردني إنسان طيب وبسيط يتمنى أن يبقى بوطن سالم ينعم بالأمن والآمان , وبنفس هذه الشخصية إنسان طموح ومتفاءل يرغب بان يحصل على كل رغباته وتحقيق أمنياته في الدنيا ومن رفاهيتها , وما بها من تطور وتحسين على مستوى المعيشة والحياة عموما .
 
كل هذا وخلافة وهناك صراع داخلي بوجود الإنسان المثالي أو المخلص الحقيقي من مرشحي النيابة كي يمنحوهم ثقتهم بكل ما تعني الكلمة , فبداخل كل مواطن شعور أن المرشحين لا يمثلون ما يطمح به المواطن ولا ما يريد , وعلية الاختيار غصبا لا طوعا بين المرشحين فلا يوجد لا أفكار ولا خطط تطويرية وتحسينية تربطه بالمرشح ولا توجد أحزاب يعرف لها خطة للتحسين او لقيادة المجلس البرلماني مستقبلا , وكل هذا ويبقى على المواطن الأردني ضرورة الانتخاب والاختيار مما هو موجود من قوائم المرشحين .
 
 نعم أنا مع الانتخاب مهما كان فاختيار الأقرب إلى من يمثلنا في المجلس أفضل مما نترك الأمر لاختيار بعيد عن ما نريد وترك الأمر لمي لا نريد باختيار من لا يمثلنا في حال تركنا الأمر ولم ننتخب  ,ورغم وجود شعور انه مهما كان هذا المرشح الذي سيصل الى المجلس لن يمثل الا نفسه وبمجرد وصولة لمقعد البرلمان سينسى كل من انتخبه وسيبقى فقط شخصه وافكارة هو.  وليست أفكار المجتمع الذي انتخبه , وهذه النتيجة جاءت من أحداث وقصص  تكررت من  المجالس  البرلمانية السابقة لهذا المجلس !؟  فكان الله في عون المواطن الأردني على الاختيار , وأعانك الله يا أردني ويا أردنية ( يا النشمي ويا النشمية ) على الاختيار لأنه مع كل هذا داخلنا شئ يقول أن الاختيار أمانة ونحاسب عليها عاجلا وأجلا, إن اختيارنا كان ليس بمكانه , فما على المواطن الأردني الا المغامرة  واختيار الأقرب إلية من قوائم المرشحين فكريا  ونفسيا , وعسى أن يكون اختياره مناسبا , والأيام القادمة هي من سيكون الجواب لمخاوفنا تجاه اختيارنا فهل هو صائب أو خائب !؟ 
 
وبالنهاية علينا الاختيار ... من ضمن من ترشح أمامنا فليس هناك خياران ننتخب من يمثلنا بصدق , فهو غير موجود مع القوائم ,وفي غياب وجود أحزاب فكرية وسياسية  لها خط سير معروف .
 
فالمواطن سيختار المرشح معتمدا على أمور قد لا تكون بصالح الوطن أولا والمواطن ثانيا , واصلا لا يوجد فرق بين مصلحة الوطن او المواطن فالمصلحة برائي واحدة .  وعلية دوما أن يختار الأقرب بمن يمثله أمام المجلس القادم وان يكون عينه وآذنة على تسير الأمور في الحكومة وان يكون لسانه الذي ينطق به ويدافع عن مصالح الوطن والمواطن معا, والاهم معالجة ما يجب معالجته في أمور ومؤسسات الوطن الغالي .  
 
كلي أمل بان يكون هناك عرسا ديمقراطيا يعيشه كل مواطن أردني في وطني الغالي وان تنجح هذا القوائم بان تفرض الأفضل للوطن وللمواطن . وسنبقى ننتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر , وبعدها سنعطي القيادة لمن فاز منهم وسنرى ماذا بأيديهم  وجعبتهم للوطن وللمواطن . 
 
وهناك همستان أرغب أن اختم بهم  كلامي :- 
 
همسة بإذن المواطن أقول له بها ( انتخب الأفضل ممن يمثلك ويمثل مطالبك أمام المجلس القادم ) 
 
وهمسة للفائز بعد الانتخابات ( لا تخذل من انتخبك وكن خير الموجودين واثبت لمن لم ينتخبك بأنه أخطاء ) . 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد