العنجهية الأمريكية

mainThumb

05-11-2016 09:44 AM

عوّدنا الأمريكيون على مغامراتهم الجهنمية القائمة على العنجهية، التي تخالف كل نواميس الطبيعة وقوانيها  وحتى أسس المنطق بأكملها ، وأدت هذه المغامرات إلى تدمير دول مثل أفغانستان والعراق في العصر الحديث ، واليابان  وفيتنام قبل ذلك ،ولا ننسى أن مستدمرة إسرائيل الخزرية إرتكبت مجازرها التي لا تنتهي بواسطة الأسلحة الأمريكية حتى المحرمة دوليا منها ، وبذلك فإن أمريكا تعد حسب مواصفات الحكماء دولة مجرمة مارقة لأنها لا تحترم القانون الدولي ،كما أنها المظلة الواقية إلى حين لكل نظام ديكتاتوري فاسد، ليس في منطقتنا فقط بل في العالم أجمع ، ومع ذلك يتشدقون بالديمقراطية ويدعون إليها، وهم أبعد عنها بعد السموات عن الأرض.
 
بالأمس رأينا العنجهية الأمريكية على غير مسارها ، إذ لم نشهد بالأمس عدوانا امريكيا على دولة ما  ، بل مارس الأمريكيون عنجهيتهم على جنودنا البواسل في إحدى قواعد الجفر العسكرية المحاذية  تقريبا للحدود العراقية ، التي شهدت بالأمس القريب تمثيلية "غزو" داعشية ، ليست بعيدة عن التخطيط الأمريكي لخلط الأوراق ليس في العراق فقط بل في الأردن أيضا.
 
ما جرى في الجفر أن سيارة تقل مدربين عسكريين امريكيين ،رفضت الإنصياع لأوامر جنودنا البواسل للتفتيش وفق التعليمات والأسس المعمول بها في انحاء العالم ،فما كان من جنودنا البواسل إلا إطلاق النار على تلك السيارة المتمردة التي تحلى من فيها بالعنجهية بدلا من تحليهم بالنظم والقوانين المعمول بها في القواعد والمعسكرت الأمريكية ذاتها.
 
لقد مارس هؤلاء المدربين عنجهية غبية ، وربما أرادوا إختبار جنودنا ومدى إحترامهم لأنفسهم ومدى قدرتهم على تنفيذ القوانين المعمول بها  على الأمريكيين ، وبلغة الشيطان ربما كان هؤلاء المدربون وقود مخطط أمريكي مبيت  لتوريط الأردن في أزمة ثقيلة ، لسبب لا  أعلمه شخصيا ، ولكنني أميل لترجيح هذا التوجه ، إذ ما ذا يعني تمرد المدربين الأمريكيين على القوانين المعمول بها حتى في قواعدهم ومعسكراتهم؟
 
العسكرية تعني الضبط والربط وهم مدربون عسكريون وليسوا باعة ترمس ، وأولى بهم ان ينصاعوا  للتعليمات والأوامر عند دخولهم قاعدة عسكرية ،لكنها العنجهية ،ونحن لا يرضينا أن يموت أحد في بلادنا ، ولكنها ضرورات الكرامة وإحترام الذات ، ويبدو أن الأمريكيين نسوا أو تناسوا طبيعة الجندي الأردني.
 
عقلية الكاوبوي الأمريكية سائدة في كل انحاء العالم ، ولكن ياترى هل يجرؤ أي ضابط أمريكي - مهما كانت رتبته القيادية  ، ومهما كانت درجة إحمرار رقبته  ، ويعمل في إحدى القواعد العسكرية في مستدمرة إسرائيل الخزرية – أن يتمرد على اوامر الحراس الإسرائيليين ويرفض الإنصياع للأنظمة العسكرية المعمول بها عندهم ،؟أجزم أن أحدا لن يفعلها  ليس لسبب معين ، بل لأن الأمريكيين منسحقون أمام يهود بحر الخزر.
 
التسريبات الأمريكية تشي بأن هذا الحادث مدبر سلفا من قبل الجانب الأردني، والسؤال الفيصل :هل وصلنا إلى درجة التمرد على امريكا وقتل ثلاثة من مدربيها العسكريين وهم ضيوف علينا ، ومعروف عنا إكرام الضيف حتى لو كان عدوا؟ثم ألم تصل الأمريكيين درجة كرمنا العربي الذي وصل إلى رعاية مستدمرة إسرائيل الخزرية  وحمايتها منذ نشأتها حتى يومنا هذا ؟
 
الفرحة الآن عارمة على الجانب الإسرائيلي الذي يضخم الأمور وهو يعرف ماذا يعني الغضب الأمريكي على بلد مثل الأردن ، وعموما فإن يهود بحر الخزر ماهرون بالصيد في المياه الوسخة ،ليضعوا أنوفهم فيها ويصبون الزيت على النار وتصعيد المواقف ، ولا أستغرب أن المدربين الثلاثة لهم صلة  ما بإسرائيل الخزرية وفعلوا ما فعلوه لتعكير صفو العلاقات المعكرة أصلا بين الأردن وامريكا .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد