الإرهاب الإسرائيلي يضرب تركيا

mainThumb

01-01-2017 08:32 PM

كان الإعلام سابقا يتحفنا يوميا بأخبار ممجوجة تقول أن تركيا-أردوغان هي التي ترعى  التنظيم الإرهابي داعش ، وأنها تسهل لعناصره الدخول إلى سوريا وتشتري منه النفط بأسعار منخفضة ،وما إلى ذلك من ضخ إعلامي موجه ضد تركيا.
 
واليوم رأينا الدفة تنحرف 180 درجة ،وبتنا نسمع ونرى أن تركيا  أصبحت في عين الإرهاب الداعشي المجرد ،وقد تتابعت العمليات الإرهابية الداعشية ضد تركيا وتنوعت من حرق لأتراك على نمط الطيار الأردني معاذ الكساسبة ،وآخر جريمة تعرضت لها تركيا هي الإعتداء على مطعم فخم يرتاده  المشهورون في إسطنبول ،وتم قتل العديد من السواح العرب من أردنيين وسعوديين وتونسيين وكويتي.
 
كالعادة تركزت التهمة ضد داعش ،وظهر علينا ما يطلق عليهم " المحللون السياسيون " بتبرئة حزب العمال الكردي التركي"PKK" ،وبعضهم ذهب إلى القول أن هذه المنظمة المعادية لتركيا لن تنفذ مثل هكذا عمليات خشية خسارة بعض مؤيديها الذين يرتادون مثل هكذا  أماكن .
 
الغريب في الأمر أن احدا من هؤلاء المحللين وحتى الأتراك أنفسهم لم يغوصوا في العمق ويتطرقوا إلى مستدمرة إسرائيل ،ودورها في قيام الإرهاب بضرب الأهداف التركية  ،وما طرأ على العلاقات التركية –الإسرائيلية من تحول دراماتيكي وخاصة بعد أن إتخذ الرئيس التركي موقفا متشددا من مستدمرة إسرائيل، وإتهمها بما  هو فيها من إرهاب  وظلم ضد الشعب الفلسطيني ،ووجه الإهانات  صريحة للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ،في إحدى طبعات  مؤتمر دافوس الإقتصادي وعلى مرآى ومسمع الجميع .
لم تقف الأمور عند هذا الحد ،بل تعدتها إلى تسيير  تركيا قافلة بحرية "مرمرة " لكسر الحصار عن قطاع غزة ،لكن السفن لم تصل لأن  الهمجية الإسرائيلية إعترضتها في المياهالدولية وقتلت  9 أتراك ،وتطورت الأمور إلى الأسوا، لكن تركيا  أردوغان  وتحت الضغوط أعادت العلاقات التركية –الإسرائيلية إلى سيرتها الأولى ،ولكن هل تسامح مستدمرة إسرائيل من يكشفها على حقيقتها ويحاول الإبتعاد عنها؟
 
بعد المصالحة التركية –الإسرائيلية بدأنا  نلحظ إستهداف الإرهاب لتركيا  وكان حزب العمال الكردي التركي يعلن مسؤوليته عن تلك العمليات ،ومع ذلك لم نسمع من تحدث عن العلاقة بين هذا الحزب ومستدمرة إسرائيل.
 
 مؤخرا وبعد القطيعة التي شهدتها العلاقات التركية –الروسية بعد إسقاط الأتراك طائرة حربية روسية بعد التدخل الروسي العسكري في سوريا ، أعاد الرئيس أردوغان المياه إلى مجاريها مع الرئيس الروسي بوتين ،وشهدنا مرحلة مميزة من التنسيق والمصالحة والتوافق في المواقف ،وأستطيع القول أن أردوغان  إتخذ منحى آخر في علاقته مع امريكا والناتو وإقترب كثيرا من  موسكو ،وهذا بطبيعة الحال يزعج مستدمرة إسرائيل .
 
معروف أن إسرائيل مثل " الفريك" لا تحب الشريك،كما يقول المثل الدارج ،بمعنى أنها لا تريد علاقات تركية –روسية  تتسم بالتوافق والتنسيق ، لأنها تريد لنفسهافقط أن تكون في الحضن الروسي ظاهريا ولمصلحتها ، ولذلك بتنا نسمع ان داعش هو الذي يفجر  وضرب في تركيا .
 
وهناك سبب آخر لإستهداف تركيا إسرائيليا وهو ضرب السياحة التركية حتى يتم توجيه السواح العرب وبشكل خاص إلى فلسطين المحتلة وتكسب التطبيع والمال العربي خاصة بعد أن تكشفت الأمور بالنسبة للعلاقات العربية – الإسرائيلية.
بقي القول أنه لا إخفاء للحقيقة  عندما يقال أن داعش هو الذي يفجر في تركيا  ، فداعش هو فرع خدمات  الإستخبارات السرية الإسرائيلية "ISIS".


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد