ما بين حفل ياني ومكتب الوزير وسردين المواطن .. يلتهب الشارع !

mainThumb

19-02-2017 11:24 AM

بدأنا نسمع ونشاهد ظواهر جديدة غريبة عن مجتمعنا الاردني الكريم الشهم، صاحب النخوة والفضل في كل النكسات والمواقف العربية .
 
حديثاً رأينا سائق حافلة ، يخرج عن طوره نتيجة ضنك الحياة والعوز، ويشعل النار بحافلته بسبب قهره من مخالفة سير، أفقدته أعصابه، كما رأينا سائقا اخر اشعل النار بسيارته لذات السبب!!.
 
بل الامر تعدى لاكثر من ذلك الى اشعال النار بالنفس وازهاق الروح نتيجة الفقر وغياب فرص العمل والعدالة، وهذا حدث في الرمثا فعلا ، عندما أقدم شاب بمقتبل العمر على حرق نفسه لسوء الاوضاع المعيشية، وهو حدث تكرر كثيراً في مختلف محافظات المملكة  .
 
بل أن الامر تعدى الى أن أصبحنا غير قادرين على توفير مأوى لأهلنا من أصحاب الشقق التي تهاوت عماراتهم في جبل الجوفة مؤخرا، ليسارع المجلس النرويجي ويستأجر لهم الشقق على نفقته ..!.
 
نعلم أن بلدنا يمر بأزمة اقتصادية خانقة، تزداد سوءا عاما بعد عام، فرغم التصريحات الرسمية التي تؤكد ان قوت المواطن خط أحمر، إلا ان اننا  نرى الجوع والعوز بدأ  يخيم على مساحات واسعة من الوطن، دون ايجاد حلول ناجعة .
 
رغم كل ذلك اتخذت الحكومة حزمة من اجراءات رفع الاسعار  لسد عجز الموازنة،  غير المسؤول عنها ابناء صبحا وصبحية وبصيرا وبرما والبويضة " قرى أردنية" ، دون مراعاة لاوضاعهم الاقتصادية وايجاد البدائل الحقيقية للمحافظة على متانة الطبقة الوسطى، مما أوجد حالة من السخط والغضب الشعبي  على تلك القرارات.
 
وسط هذا التوتر والوضع المالي الصعب، يستمر البذخ والانفاق غير المبرر، فتكشف الصدفة عن الطلب من شركة تطوير العقبة، دفع مئة الف دينار لحفل الموسيقار العالمي ياني المزمع عقده في نيسان المقبل، مما أحدث موجة غضب كبيرة لدى الراي العام الاردني، كان الاجدر  التعامل مع الموقف بحرفية ومهنية عالية .
 
جميل أن نرى  حفلا فنيا للموسيقار العالمي الشهير ياني في العقبة، الامر الذي سينعكس ايجابا على النشاط السياحي في المدنية، لكن قبيحاً ان نعلم ان الحفل كان سيقام بأموال عامة يدفعها المواطن الاردني ضرائب  ورسوم .
 
كما ان حادثة تحديث مكتب احد الوزارء بتبرع كريم من احد المحسنين، احدثت هرجاً ومرجاً بغنى عنه الحكومة، في وقت يكتوي به المواطن لهيب الاسعار .
 
الوضع بدأ يضيق، والمواطن بدأ يشعر بحالة سخط، ولا بد من تدخل العقلاء لسحب فتيل الأزمة قبل أن يستغلها "متربصون" ، فالمواطن لا يطيب له الحديث عن الحفاظ على أسعار علب السردين .. فعقله أكبر من ذلك !!
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد