أميركا تغرق في العنصرية .. وترامب يزداد عزلة !

mainThumb

20-08-2017 10:24 PM

يعتقد الجميع أن أميركا تحررت مئة بالمئة من العبودية والعنصرية، وأنها الدولة الرائدة في العالم ديمقراطياً واحتراماً لحقوق الانسان، لكن الزائر من الخارج الى مدنها وولاياتها الشاسعة سيكتشف أن العنصرية متجذرة في هذا البلد وأصبحت جزءاً من عاداته .
 
لا ننكر هنا، الحرية والديمقراطية في هذا البلد، لكن بنفس الوقت لا نصل الى حد القناعة انها الديمقراطية الاولى في العالم.
 
قبل سنوات ذهبنا في جولة الى ولاية كاليفورنيا، وتحديداً مدينة سان فرانسيسكو المزدحمة والنشطة بكل شيئ، وكان ضمن البرنامج زيارة مدرسة ثانوية  تعلم الفنون الصحفية فقط، لم تكن المفاجأة بانها مدرسة متخصصة بالصحافة لا يوجد مثيل لها في بلادنا، بل كانت المفاجأة انها مدرسة  فقط  للطلاب الملونيين " السود والسمر "، فرغم قوة اميركا ومناداتها بالحرية واحترام حقوق الانسان، إلا ان العنصرية على أساس اللون متجذرة في المجتمع والمؤسسات .
 
كما أن العنصرية في أميركا تظهر بشكل قبيح عندما تجد اطنان القمح ترسل الى دول العالم الثالث ،على شكل مساعدات " بقصد الهيمنة"، بينما تجد في شوارعها عشرات الالاف من السود بلا مأوى ولا مستقبل " مشردين"، إن بقوا على قيد الحياة، بسبب تلقيهم مساعدات من بقايا الطعام التي تجمعها الجمعيات من المطاعم وتوزعها عليهم، أو مما يسرقون من طعام وشراب ويتعرضون للقتل على يد الشرطة البيض لأتفه الأسباب، وقد وقعت حوادث عديدة خلال الاشهر والسنوات الاخيرة فجّرت أزمات داخلية .
 
فرغم نجاح مارتن لوثر كنغ في تحقيق مطالب للمواطنين السود واغتيل من اجل قضيته عام 1968، وافراز زعيم اسود لاول مرة بتاريخ اميركا باراك اوباما، الا ان صوت العنصرية ما زال طاغياً في المجتمع الاميركي، ومما زاده سوءا فوز الرئيس ترامب، الذي لا يخفي تمييزه العنصري على أساس الدين أو اللون، ومن اول يوم تولى فيه مهامه اصدر قراراته العنصرية في معاداة الاسلام والمسليمن ومنع رعايا سبعة دول " مئات ملايين المسلمين " من دخول أميركا .
لم تتوقف عنصرية أميركا الى هذا الحد، فوجود جذور متأصلة للعنصرية في المجتمع يدعمها الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة الأمريكية، أدى الى تنظيم مظاهرات عنصرية فجرتها حملة لازالة تماثيل قادة الحرب الاهلية الاكثر دموية في البلاد.
 
وكان قرار السلطات المحلية في فرجينيا ازالة تمثال روبرت إي لي، وهو جنرال حارب في صفوف المؤيدين للاستعباد خلال الحرب الأهلية الأمريكية، شرارة المظاهرات العنصرية التي قال عنها ترامب في تغريدة له على تويتر :" "روبرت إي لي، ستونول جاكسون، من بعد؟ واشنطن؟ جيفرسون؟ هذا جنون". وأضاف: "سنفتقد كثيرا الجمال الذي يسلب من مدننا وبلداتنا وحدائقنا العامة، ولن يكون أبدا بالإمكان تعويضها بشكل مماثل"، وتابع "من المحزن أن نرى تاريخ وثقافة بلدنا العظيم تنتهك بإزالة تماثيلنا ومعالمنا الجميلة" .
 
تصريحات ترامب أثارت موجة سخط عارمة بدفاعه عن منظمي مظاهرة القوميين البيض "جماعة كو كلوكس كلان والنازيين الجدد" التي قتلت خلالها سيدة سوداء وجرح العشرات في شارلوتسفيل.
 
موقف ترامب، أدخله في مرحلة صعبة تكاد تكون الأسوأ منذ توليه مقاليد الحكم، فقد تفجرت مظاهرات مناهضة لعنصرية ترامب في بوسطن، كما نظمت تظاهرات مناهضة للعنصرية في مختلف مدن أميركا، كما استقال  اشخاص من عالم الاعمال من المقربين منه، وانتقادات واسعة من الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء .
 
أزمة "العنصرية" تتسع في أميركا وانتقاد ترامب وعزلته في تزايد،فلم  يستطع حضور تسليم جوائز واحدة من أهم الفعاليات الثقافية في البلاد في العاصمة واشنطن.
 
فهل سيغير ترامب من سياسته، ويعيد تهذيب نفسه في عالم تحرر من كل أشكال العبودية، ونشر مبادئ العدل والمساواة، أما سيبقى حبيساً  لعدائه للاجناس والاديان الاخرى، وداعماً للنازيين الجدد، مما سيزيد الازمة الداخلية ويزيد  في إشعالها ... ؟!! 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد