اليمن: انتهاء تحالف الضرورة .. ماذا بعد؟

mainThumb

04-12-2017 08:05 AM

لم يكن انقلاب علي عبدالله صالح على حلفائه جماعة أنصار الله «الحوثيون» مفاجئة، بل كانت متوقعة بأي وقت، خصوصا بعد المواجهات المسلحة التي وقعت في شهر آب الماضي، بعد أن وصف صالح جماعة الحوثي بـ «الطائفية» ، في كلمة له أمام مئات الالاف من أنصاره في ميدان السبعين، وهو الأمر الذي أغضب «حلفاء الضرورة»، وأوصل رسالة الى التحالف العربي أنه «سيد اليمن الأول».
 
علي عبدالله صالح الذي يحتفظ برأس حربة الجيش اليمني «الحرس الجمهوري» ويدين له بالولاء، يملك البراعة الكافية التي تؤهله للانتقال من تحالف الى آخر، حتى مع ألد أعدائه ، نجده اليوم، يفرط تحالفه مع جماعة الحوثي ويقلب الطاولة عليهم ويعلن الحرب ضدهم، وتبدأ قواته بشن هجوم مباغت للسيطرة على أكثر المناطق حيوية في صنعاء ويسيطر على المطار ومبنى الجمارك والمالية، والبنك المركزي، ووكالة سبأ الحوثية، ومبنى التلفزيون، ومباني سفارات السعودية والإمارات والسودان، كما سيطرت قواته المدعومة قبلياً على مبنى وزارة الدفاع، والداخلية، ومعسكر النجدة شمال صنعاء، ومعسكر النقل وما زالت المواجهة الدموية مستمرة التي أدخلت الصراع مرحلة جديدة.
 
اذن، فهو تحالف الضرورة الذي بدأ منذ أربع سنوات تقريباً، ولكل منهما «صالح -الحوثي» أهدافه الخاصة في الانتقام والسيطرة، فكانت أهداف صالح واضحة في تحالفه مع عدو «الامس» الذي خاض ضدهم ست حروب قتل فيها زعيم الجماعة، فهدف من هذا التحالف الى الانتقام من أولاد عبدالله الاحمر والجنرال محسن الاحمر الذين ساندوا الثورة الشعبية ضده والتي أدت الى اخراجه من السلطة بطريقة مهينة، كما هدف الحوثي من التحالف الى الانتقام من الجنرال الاحمر أيضا الذي كان قائد العمليات العسكرية ضدهم ابان حكم صالح والى تنفيذ المخطط الايراني في السيطرة على اليمن..
 
اليوم تنتهي الاهداف، وينقلب صالح على حليف اليوم وعدو الامس، ويتحالف مع عدو اليوم ليصبح حليف الغد، وتتغير الاوراق وتتغير المعادلة في اليمن، وتبدأ مرحلة الحرب الأهلية الطاحنة، والتي يجب ان تنتهي فوراً لصالح الشرعية، رحمة باليمن وابناء اليمن واطفاله الذين يموتون في كل لحظة جراء الحصار الشديد عليهم والذي بدأت تكلفته الاخلاقية تؤرق التحالف العربي.
 
يتضح من المعادلة اليمنية أن صالح كان على اتصال مسبق مع التحالف العربي، وانه قد رتب جيداً لهذه اللحظة، وان بيان التحالف العربي جاء منسجماً مع كلمة صالح التي دعا فيها الى فتح صفحة جديدة مع دول الجوار والى وقف الحرب ورفع الحصار، ووصف بيان التحالف انقلاب صالح على الحوثي بـ « ثورة صنعاء المباركة».
 
المطلوب، حقن دماء اليمنيين ووقف معاناتهم، وتحجيم دور جماعة الحوثي التي لا تشكل أغلبية في اليمن، وتجريدها من سلاحها وتجفيف منابع الدعم لها، وبعد ذلك يجب مقاومة الحوثيين ليس بالتهميش والترهيب والاقصاء، فلا بد أن تلتف دول الخليج العربي الى هذه الطائفة وتأخذ بيدها كما باقي مدن اليمن وشعبه، وأن تعالج مشاكلها اقتصاديا وفكرياً وتستهدفها بالتنمية، لاعادة اليمن الى الحظيرة العربية حراً كريماً، فالحوثيون أولاً وأخيراً عرب ومذهبهم أقرب الى السنة من الشيعة الجعفرية الايرانية، ويجب سحب البساط من تحت الاقدام الايرانية في اليمن. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد