الثقافة المشتركة في القطاع الصحي ضرورة ملحة

mainThumb

23-07-2019 09:45 AM

القطاع الصحي في الأردن يمتد بجناحيه فوق آفاق متعددة من القطاعات، العام والخاص، المدنية والعسكرية، وزارة الصحة والمستشفيات والمراكز الجامعية، وكلها تقدم الخدمة الصحية للمواطن الأردني بمختلف قطاعاته التأمينية، وللمرضى العرب والأجانب(السياحة العلاجية).
 
وهناك تباين كبير بين هذه القطاعات من حيث التعليم الطبي المستمر، والتدريب المهني، وبالتالي الشهادات العلمية الممنوحة، وتوافر البعثات والدورات، وتوفر الإمكانيات، وعدد المرضى والمراجعين، والرواتب والحوافز والدخول، وبالتالي الأمن الوظيفي.
 
وقد أدى هذا التباين الكبير إلى اتساع رقعة المسافات بين هذه القطاعات، وحلول ثقافات مختلفة، وبالتالي سلوكيات متباينة، وصعوبة في التواصل والعمل الجماعي، وإذا ما استمر هذا الاتساع سيؤثر على العمل المؤسسي للقطاع الطبي الأردني، وبالتالي سينعكس سلبا على متلقي الخدمة.
 
ولقد اصطدمت الكثير من المحاولات في ردم هذه الهوة المتزايدة في الاتساع  بواقع صلب يصعب تغيره، عملت الظروف الاقتصادية والقانونية والعلمية والعملية المسيطرة على الساحة الصحية بمختلف قطاعاتها إلى الحول دون تحقيق ذلك.
 
 فالعمل على الأقل بإيجاد ثقافة مشتركة بين جميع هذه القطاعات أصبح ضرورة ملحة، في سبيل رفع مستوى التعاون والتكاتف لرفع مستوى الخدمة الصحية المقدمة للجميع، وذلك من خلال ايجاد نموذج للمعتقدات والاتجاهات والقيم المشتركة، وهي كثيرة، بل هي صلب المهنة الطبية.
 
وذلك من خلال الاعتقاد بما هو مفيد للمؤسسة الصحية بشكل عام بمختلف قطاعاتها، وبالتالي تغير السلوك وتنمية القيم نحو رعاية الفئات المستهدفة، ومن ثم خلق بيئة للتغيير وتطوير الأداء، والتكيف بنجاح مع هذا التغيير، ابتداء من احداث التغييرات اللازمة في اسلوب الإدارة، والنظم الخاصة والإجراءات العامة للمؤسسة بشكل شمولي.
 
يبدأ بتحليل الثقافات المختلفة، ثم ايجاد الأشياء المشتركة وهي كثيرة، من خلال ورش عمل مشتركة، ووضع برامج وسياسات لتحقيق الهدف، والبدء بأحداث التغيير الثقافي من خلال الدوائر المتداخلة، ليبقى لكل قطاع خصوصيته الخلاقة، مع تقاطعات ثقافية مشتركة بين الجميع. 
 
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد