عِصَابَاتُ نَصْب وَإِحْتِياَلُ لاَ بُدَ مِن كَشْفِهَا لِلْجِهَاتِ اَلأَمْنِيَةِ.

mainThumb

07-01-2020 10:20 AM

من الأشياء التي نفتخر ونعتز فيها في أردننا الحديث هو صحوة وذكاء وفطنة وخبرة ... إلخ أجهزتنا الأمنية وما يعود علينا في أردننا من الأمن والأمان والطمأنينة في أننا نعيش في واحة أمان. نعم جميع وزاراتنا ومؤسساتنا وأجهزتنا الأمنية واكبت وتواكب التطورات التكنولوجية العالمية وتقريباً كل أمورنا أصبحت مؤتمته على الحاسوب. فمعلومات أي مواطن تستطيع أن تحصل عليها عن طريق الرقم الوطني وبالتالي بالإمكان الحصول على إسم الشخص ورقم هاتفه عن طريق رقم السيارة التي يقودها ... إلخ. وهذا شيء ممتاز لأننا نطالب كلنا في الحكومة الإلكترونية وهذا ما وصلنا إليه في كثير من وزاراتنا ومؤسساتنا الحكومية. وقد ساعد كل ذلك المواطنين في إنجاز معاملاتهم بكل يسر وسهولة وبأقل تكاليف ممكنه وهذا هو المطلوب في عصر الغلاء وإرتفاع مستوى المعيشة وطنياً وإقليمياً وعالمياً. ولكن للأسف الشديد أن هناك العديد من الأشخاص أصحاب النفوس الأمارة بالسوء الذين همهم الوحيد هو التفكير في كيفية إستخدام هذا التطور التكنولوجي بشكل يسيء للحضارة والتكنولوجيا بتصرفات تلحق الضرر بغيرهم من أصحاب النفوس الطيبة. ومنذ الأزل هناك موجود الخير والشر وبالتالي فأصحاب النفوس الشريرة والأمارة بالسوء موجودين منذ الأزل ولا ننسى قصة قابيل وهابيل. ويجب أخذ الحيطه والحذر منهم وإيقافهم ومعاقبتهم حتى لا تصبح الحكومة الإلكترونية والتقدم العلمي لعنة على الأمم وليس نعمة من نعم الله عليهم.
 
فقد لاحظنا في الآونة الآخيرة أن هناك مجموعات من أصحاب النفوس الأمارة بالسوء تأخذ أرقام سيارات بعض المواطنين وتذهب للمراكز الأمنية وتدعي أن صاحب أو صاحبة السيارة قد ضربت سيارتهم أو ضربت إبنهم أو أنفسهم وهربوا. ويقوم المسؤول في المركز الأمني بتزويدهم في رقم الهاتف الخاص بصاحب السيارة. وبعد ذلك يقومون بالإتصال مع صاحب السيارة ويدعون أنه هو أو إبنه أو زوجته (من كان يقود السيارة في مكان ما يسمونه عندما مرت السيارة أمامهم) ضربت سيارتهم أو ضربتهم أو ضربت أحدهم وهم لا يشعرون وهربوا ولم يتوقفوا وقد قدموا شكوى في المركز الأمني ولكن يرغبون في حل الموضوع دون اللجوء إلى المحاكم. وعندما يجتمعون مع صاحب السيارة سواء أكان في منزله أو في أي مكان معين يكونوا حاملين معهم تصويرات أشعة وربما يكون أحدهم رافع يده برقبته بحماله حتى يوهمون صاحب السيارة بأنه فعلاً كما يدعون في بعض الحالات أن السائق ضرب يده في المرآه ... إلخ ويطلبون منه مبالغ حتى ينهوا الموضوع. فدعونا نسرد لكم قصة ما حدث معنا شخصياً يوم أمس الإثنين الموافق 06/01/2020، زوجتي ذهبت بسيارتنا لشراء بعض الحاجيات من السوق وعادت للمنزل وطبخت ونحن على طاولة الطعام رن علي رقم وأغلق ونظرت على الترو كولر فوجدت إسم أنثى ففكرت أنها إحدى طالباتي.
 
وبعد أن أنهينا الغداء وجلسنا في الصالون وإذا بنفس الرقم يرن علي مرة أخرى ويظهر نفس الإسم وإذا به رجل يقول لي: أنت صاحب السيارة رقم كذا، فقال لي زوجتك أو إبنتك ضربت إبني في المرآه وأخذته على المستشفى التخصصي وصورت يده وصدره (ما هي علاقة الصدر باليد؟!) والحمد لله ما في شيء بيده ولكن أنا ذهبت وقدمت شكوى في المركز الأمني لأنها لم تتوقف وهربت ولكن عندما سألت عن حضرتك قالوا لي أنك إنسان معروف وسمعتك ممتازه في إربد كلها ولهذا سحبت الشكوى وحاولت أن أكلمك وأتعرف عليك، فقلت له تفضل وأعطيته العنوان. فحضر مشياً على الأقدام وإدعى أن حراس البوابة الجنوبية في جامعة اليرموك لم يسمحوا له بإدخال السيارة. فكانوا ثلاثة شباب وواحد منهم حامل يده اليسار بحمالة وآخر منهم يحمل ظرف صور للأشعة. فقدمنا لهم الضيافة والقهوة وإدعوا أنهم من عائلات إربد المعروفه في الطيبة وسألتهم عن شيوخ منطقتهم وقالوا أنهم قرايب لهم. ولكن بعد ذلك كبيرهم قال يا دكتور إحنا فقط لا نريد من حضرتك إلا تكاليف تصاوير الأشعة لليد ثلاث صور والصدر وكشفية الطبيب وتكلفة التقرير الطبي والتي بلغت مائة وثمانون ديناراً. فقلت لهم فقط! وفي أي مستشفى؟ قالوا: في المستشفى التخصصي. فشعرت أنهم نصابين لأنهم قالوا أن مرآة السيارة لم تضرب يد إبننا ولكن عندما قربت السيارة عليه إبتعد وزحلق وضربت يده في الكندرين. فقلت لهم أين الفواتير؟ فقالوا بالسيارة، فقلت لهم تفضلوا إسبقوني إلى المستشفي عند المدير الإداري وأحضروا معكم الفواتير. وعندما إجتمعت مع المدير الإداري وأخبرته في القصة فبحثنا عن إسم الشخص الذي عمل الصور ... إلخ في الطوارئ فلم نجد له إسم نهائي وإنتظرتهم ولم يحضروا نهائياً للمستشفى وقال لي المدير الإداري هؤلاء نصابين يا دكتور. وغادرت المستشفى لمنزلي ولكن حقيقة الشيء الوحيد الذي إستفدته من هذه الحادثة أولاً أنني تعرفت على إنسان عظيم جداً وهو المدير الإداري في المستشفى التخصصي في إربد وأضفت إلى خبراتي خبرة جديدة في طرق النصب والإحتيال.
 
فنرجوا من المسؤولين في الجهات الأمنية وخصوصاً في المراكز الأمنية التأكد مما يدعيه بعض الأشخاص قبل أن يزودهم بأرقام هواتف أصحاب المركبات. وبعض الأشخاص من أشكالهم لا يخفى على الإنسان إن كانوا صادقين أو كاذبين ولهذا لا بد من أن يطلب ممن يدعون مثل هذه القضابا بعد التأكد بطريقة أو أخرى من صحة إدعاءاتهم طلب هوياتهم والبحث عنه فيما إذا كان لهم أسبقيات على جهاز الحاسوب قبل تزويدهم بأرقام هواتف أصحاب المركبات. وكلنا ثقة كاملة بأجهزتنا الأمنية ونسأل الله لهم التوفيق وهذه الحالات الشاذه لا بد من إجتذاذها من جذورها حتى لا تسيء لأجهزتنا الأمنية ولشعبنا المحترم.ِ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد