إِسْتِنْبَاطَاتٌ عِلاَجِيَةٌ قُرْآنِيِةٌ مُهِمَةٌ لِكِلِ مُؤْمِنٌ بِالله

mainThumb

25-01-2020 09:18 AM

 هناك أموراً في الحياة تؤثر على مسار حياة كل إنسان في هذا الكون بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو لونه أو منشأه. وهذه الأمور هي أولاً: الخوف والفزع والهلع ممن حوله ومما يحدث في هذا الكون من أحداث تخيف الناس أجمعين مثل الفقر والجوع والعطش والمرض والحروب وشرور الخلق ... إلخ. وثانياً:  هو مكر الناس ببعضهم البعض، يشعر به الإنسان ممن حوله وهو المكر السيء من قبل من يغارون من غيرهم ويحسدونهم على ما هم فيه من وضع أفضل منهم ويسميه الناس الحسد. والمكر السيء عند بعض الناس كما ذكر الله في كتابه العزيز لتزول منه الجبال (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 46)). وثالثاً:  هو طلب الدنيا وزينتها ونسيان الآخرة وتجاهل الإنسان لكل ما يملكه بأنه من رزق الله وليس بذكائه أو شطارته أو على علم منه (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (البقرة: 254)). ورابعاً: هو الغم والهم وضيق الصدر الذي يصيب الإنسان دون أن يعرف سبب ذلك وقد يؤدي ذلك إلى ما يسمونه الأطباء النفسيين بالإكتئاب بكل مراحله.

 
فنقول لقرائنا ومتابعينا على الفيس بوك أن الله صرَّف للناس في هذا القرآن من كل مثل وعلاجٍ شافٍ لكل ما ذكرنا من الأمور السالفة الذكر (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54)). ولكن علينا أن نتدبر القرآن جيداً (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ۚ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82)). ولكن الكثير من الناس لا يريدون تدبر القرآن كما قال الله سبحانه وتعالى فيهم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)). فالله سبحانه وتعالى خلق هذا الكون وأرسل نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين محمد عليه الصلاة والسلام كما جاء في الآية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (الأحزاب: 45))، ورحمة للعالمين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء: 107)).
 
فلنتناول علاج كل أمر من الأمور الأربعة التي تهم الإنسان في حياته والتي ذكرناها سالفا. فعلاج الخوف والهلع والفزع من أي شيء في هذه الدنيا هو أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل كما قال لنا الله في كتابه العزيز  (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَانقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (آل عمران: 173 و 174)). وأما علاج المكر من قبل بعض الناس الماكرين السيئين فهو اللجوء إلى قول الله تعالى وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ، فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (غافر: 44 و 45)). وعلاج من طلب الدنيا وزينتها وبهرجتها ونسي الآخره أن يعود إلى قول الله تعالى ما شاء الله لا قوة إلا بالله (وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (الكهف: 39)). أما علاج الغم والهم وضيق الصدر والإكتئاب هو أن يقول لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ كما قال  الله في كتابه العزيز ( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَٰلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ (الأنبياء: 87 و 88)). فقد حدد الطبيب المداوي وهو الله ما يعانيه عباده من الأمراض الدنيوية ووصف لهم العلاج. فعلينا جميعاً بـ حسبنا الله ونعم الوكيل، وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد، ما شاء الله لا قوة إلا بالله، ولَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد