محاكاة الطبيعية سر لاكتشاف أنفسكم

mainThumb

16-05-2020 03:49 AM

كنت مؤمنة منذ صغري بأن الطبيعية الخلاّبة هي الجمال الذي صنعه الخالق سبحانه وتعالى، الجبال، الأزهار، البحار ، الانهار، (...) فهي تشكل لوحة مرسومة بأجمل الألوان.


فمن خلال القراءة والاستطلاع وشغف الفن بكل أشكاله وألوانه، جعلني اكتشف بأن الجمال، فلسفة كل ما تراه الأعين وما تصنعه يد الأنسان أيضاً من فن جميل، فالجمال محاكاة الطبيعية والفن أبداع وتصور وتفكير، حتى عصر العنب اعتبره فناً، ولكن كيف ؟!.


فكما يعلم كل فنان تشكيلي، فعصير العنب الأحمر المائل الى البنفسجي، يكون درجة صعبة لتحصل عليه نتيجة خلط اللون الأحمر والأبيض والأزرق المتوسط .


فكان لدي شجرة عنب (دالية ) تغطي كل الباحة الخلفية للمنزل عندما كنت صغيرة، اقوم بأخد بعض أدوات المطبخ مصفاة ومقص وبعض الأطباق وأيضا أعواد بلاستك وأوراق من دفتر أبي ... واذهب إلى شجرة العنب، فأقطف قطوفها الدانية، متسلقة الجدران وأحصل على بعض الخدوش، فلا يهمني إلا الوصول إلى كمية كافية من العنب ...


بعد ذلك، أبدأ بالعصر وتصفية العصير، مستخدمة أدوات أمي، وأتذوقه فيعجبني الطعم الحامض ، فبدأت أقطف المزيد لأحصل على كوب للرسم وكوب للشرب،ويجب علي أخد فوائد العنب من كل جوانبه، فهو فاكهة طيبة ولونه جذاب، بدأت اخد أنبوب البلاستيك ومن العصير، واضعه على الورق وانفخ بالأنبوب لأحصل على بعض التشكيل الفني مثل هواء الدخان المتصاعد مع امتزاج أنيق من البنفسجي المميز ...

بعد ذلك، أذهب مسرعة إلى غرفتي أفكر باللوحة التي رسمتها بعصير العنب هل جفت ؟ وكيف ستكون ..؟. وأسال نفسي اليوم بعد مرور اثنتي وعشرين سنة، عن تلك القصة، هل فعلت ذلك لأنني كنت مقتنعة بعقلي الطفولي بأن جمال الطبيعية هو محاكاة ما نفعله أو هو عكس صورة لكل شيء نراه ونشعر به ما تصنعه يدانا هو فن ..؟، فمحاكاة الطبيعية سر لاكتشاف أنفسكم.

 

* كاتبة وفنانة تشكيلية أردنية



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد