الانتخابات النيابية والوقت غير المناسب

mainThumb

06-09-2020 01:10 AM

لا شك أن الأساس في أي عمل عام والسياسي تحديداً هو المشاركة ولكن لهذه المشاركة ضوابط وأسس يتوافق على أساسها كل مكونات الوطن من معارضة وما يعرف بالموالاة ، وأي خلل في هذه الضوابط تهدد الصورة بالتشويه وبالتالي التلاشي .


وتصبح المشاركة أشبه بشهادة الزور، لا أتكلم عن مخالفات بسيطة تجري هنا وهناك وتحدث في كل دول العالم .ولكن أتكلم عن أنظمة وقوانين فصلت تفصيلا لتفرز لنا نواب حارات وخدمات ضيقة وليس نواب وطن مشّرعيين .

الانتخابات النيابية القادمة أصبحت حديث الشارع قبل أن تبدأ خاصة بعد تأكيد الملك عليها ولا شك أن الأغلبية من الشعب الأردني تعارض إجراء تلك الانتخابات على ألأقل في هذه الظروف ، باستثناء المناطق التي يسيطر عليها المزاج القبلي البعيد عن السياسة حيث لا يوجد بها مرشح إلا الشيخ ولا يعّين وزير إلا الشيخ ولا عين إلا شيخ فهو الأول والآخر ،وهذه لها حسابات أخرى ليس هنا مجال لنقاشها .

لكن يبدو أن أكبر خطأ استراتيجي يمكن أن يرتكب في هذه الظروف هو إجراء الانتخابات كما هو معلن، ومعناه أطالت عمر الأزمة السياسية المركبة التي يمر بها وطننا العزيز منذ الانقلاب على خيارات الشعب أثر انتفاضة 17 نيسان المجيدة 1989م ، التي أسست لمشاركة شعبية في صنع القرار ولكن للأسف لم تتم حيث سرعان ما تم الانقلاب عليها بحل مجلس النواب الحادي عشر الذي أفرزته تلك الانتفاضة العظيمة وبعد ذلك سن قانون الصوت الواحد الذي أعادنا إلى أسيادكم في الجاهلية أسيادكم في الإسلام ، وبعد ذلك سنت عشرات القوانين الخاصة بالانتخابات في عهد حكومة علي أبو الراغب الضعيفة المهزوزة .


الأمر الذي افرز مافيات سياسية مستفيدة من الوضع الراهن وترى بأي خيار للشعب معناه سلبها الحقوق التي استولت عليها، وبالتالي تحجيمها ومحاسبتها على ما اقترفت بحق الوطن والمواطن .

لذلك نراها لا تتوارى عن سحق أي تحرك وطني داعياً للإصلاح وتحالفت هذه الطبقة مع مؤسسة الفساد المسيطرة وللأسف على حساب الوطن ومؤسساته ، وأصبح الصراع طبقيا بين مجتمع الــ5% وبين باقي أطياف المجتمع .


لذلك ونؤكد أن إجراء أي انتخابات على أسس الأنظمة والقوانين الموجودة معناه انتحار سياسي للحكومة التي تجري الانتخابات لأنها بذلك تزيد أزمة الوطن وتدخله في معركة الجميع بها خاسر .

لذلك نتمنى تأجيل الانتخابات ( وأنا أعرف أن هذا مستحيل من أصحاب المصالح الفاسدين ) وإجراء حوار وطني شامل حيث يخرج بما هو متفق عليه لكن في ظل ما هو موجود تجري الانتخابات وقبلها بوقت قصير لقاءات هنا وهناك .


وهذا معناه تخبط سياسي وأخذ الوطن للمجهول الذي الجميع سيكون به خاسرا .
حمى الله وطننا وشعبنا من شر أراه قد اقترب ، ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد