كيف نزرع في ابنائنا حب الوطن

mainThumb

12-10-2020 11:11 AM

ان حب الاوطان من اسمى المعاني التي يحملها الانسان في قلبه ووجدانه، فكيف له ان يدافع عن ارضه ولم ينشأ على حب الارض والذود عنها؟ فالانسان من غير وطن كتائه في هذه الحياة، فلا بد له ان يعرف قدر الوطن واهميته، ليكون حافزا قويا له لمواجهة اي تحديات قد تقف حجر عثرة امام تقدم وتطور بلده.


فالوطن غالي وعزيز لا يضاهيه اي مكان في العالم، فاذا ما فقد الانسان وطنه، كيف له ان يرجعه، الا اذا قدم تضحيات في سبيل استرداده، لذلك حب الاوطان من عمق الولاء للدين والمجتمع، فهو يزرع في المرء منذ صغره في بيته ومدرسته وجامعته وعمله، يكبر في داخله المعنى الجوهري للاخلاص للوطن والتفاني لاجله، وتقديم الغالي والنفيس ليراه وطنا عظيما مهيبا بين جميع الاوطان.


ومن هنا تقع مسئولية تربية الاجيال على حب الوطن بالدرجة الاولى على الاسرة، فالاب والام يتحملان المسئولية الكبرى عن ذلك، بزرع معنى الانتماء للوطن والدفاع عنه بشتى الوسائل والطرق، ولو على سبيل المثال يستخدم الاباء والامهات الاسلوب القصصي في تقريب معنى الوطن لاطفالهم، رسم العلم امامهم وتدريبهم على رسمه، تشجيعهم على ترديد الاغاني الوطنية والاحساس بمعناها وفهمها، مشاهدة البرامج الثقافية عن الوطن وتاريخه. فمعرفة الطفل لتاريخ وطنه كفيل بان يكون الضمانة الحقيقية، كي يتعرف على الاحداث والفترات المفصلية في حياة وطنه، ليتمكن من رسم صورة في مخيلته عن ماهية الوطن وكيف يكون انسانا وطنيا مخلصا لبلده.


حب الوطن شيء فطري ونحن نرى كيف يدافع الرجل البدائي الذي يعيش في اقصى ادغال افريقيا عن ارضه، ونسال انفسنا كيف تعلم هذا الرجل حب الوطن؟ ام ان الوطن بالنسبة له تلك الغابة التي عاش وتربي فيها منذ ان جاء الى هذه الحياة، وشعر بالامان والسعادة فيها وقضى اجمل ايام عمره! ام انه اكبر من مجرد كوخ صغير يعيش وينام فيه؟! بل هي الارض التي احتضنته واحتضنت كوخه واسرته، وتلك الطبيعة الجميلة بحرها وبردها.


اذن الوطن معناه كبير لا تسعه الكتب والمجلدات، يخرج من نطاقه الضيق الى نطاق اوسع واشمل، الى معاني الوفاء والانتماء والامن والحنين.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد