خطيئة البَوْح

mainThumb

11-12-2020 03:41 PM

 قَدْ كُنْتُ أقْرَأ ُحُسْنَكَ المرسومَ  فِي سِفْرِ الرّحيِل ْ

اثْنانِ تَجْمعُنَا طُقوسُ  خَلاصِنَا  حِقَبًا طَويلة ْ
فَقِفي بُثينةُ إنّهُ  يَرنُو  بأنْ  يَحْيا بَعيد
 هُوَ لا يكفّ عن احتساءِ  البرد كوبًا  من جليدْ
صَفْعُ  الصّقيعِ  يلفّ تابوتَ  الحياةْ
أو تذكّري  قلبًا له  قد ذابَ مثل الملح
 حين يَمسّ طرف الماء يمشي  في هُذاء ْ
فلتكتبي  يا أرضُ  آخرَ هبّةٍ كَانتْ  شَديدة
يا صَوتَ  حكمتيَ الرقيق  المختفي  بزهور  أحرفنا البريئة
تعْلُو  فتْسقطُ  ثُمَّ تَخْتَصِرُ  المَسافةَ فِي عُيونِي 
لُغةُ المَجِيءِ  إلى انتظاركَ  ترتدي  طعم الشَقاءْ
زيْفُ الطَبيعةِ  فِي جَريرةِ بوْحِنا 
والبؤس  دومًا  لنْ  يُرى في العشقِ داءْ
سَرَيانُ شَوْقِيَ نَحْوَ  شوقِكَ  مِثْلَ  أعراضِ  الدّواء ْ
أنا في رحيق الزهر  عطرٌ لم يلوّنه سِواك
مِنْ جَانبِ  المَلكُوتِ  كانَ اسْمي يُرَتّل فِي
 صُفوفِ التائِبينَ هَواكَ دَمْعًا  أو ينوح 
مَوْتي لأجلِكَ  في القديمِ  أحالني  سِرّ ًا مَلاكْ
من يومها وأنا أنقّلُ في الهواء  أصابعي  دِيَمًا  بأمطارٍ  مليئةْ
فاضَ الزمانُ على المَكانِ  كَفيِضِ  نُوحْ 
قَفَزتْ لِقُطعانِ الخَيالِ فَراشَتِي 
جَلْستْ على رُكَبِي  بُحوُرِيَ  مِلحُهَا أضْحى بِلادًا 
وَكَأنَّها رقّتْ وَبْعدَ  تَكلسٍ بالرّملِ  سالتْ
لَمْ يَبْقَ إلا كيْفَ أربُطُ لِلْدَقائقِ  وَقْتهَا 
وَأعْيِقُهَا جَوْرًا بِأنْ تَمْضي إليِكْ 
أَجْرّ نفْسِي  مِنْ يَدي  لَوْ تَسْتَبدّ بِبُعدِهَا 
تلكَ التِي تلْقَاكَ فِي ظِلِّ الظَهِيرَةِ والمَساءْ 
يا صوتَ حِكمتيَ المسافر في دهاليز  الخطيئة
بؤسي  يُذاعُ  على شُمُوع تَوْهّجي  بِيَدْينِ  ساحت ْ
 فِإذَا بِوجْهيَ يَعْتَني بِفصُولِ لَوْزِكَ كالشتاءْ
 وإذَا بِطيّاتِ الرِياحِ تُعيدُ لِيَ رُسُلي غِناءْ
 وإذَا حَناني  عاصِفٌ  بِكَ  في قَصْيدي 
ضَاعتْ جِهاتِيَ  كانْ لِي  خَمْسٌ،  خوابي لَيْلَتينْ 
نَدْفٌ  على  ثَلْجِي  بِشْمسْ 
قلبٌ يُزيحُ النَارَ  عن حَطَبِ  المُسافِر مرتينْ 
أبثينُ  كُفّي 
وتألَقِي شَوقًا  بِصَبْرِ وارتَديِهِ 
فِي كُلِّ إغْراءِ رَأيْتُكَ سَيدًا 
والليلُ كانَ كَمَا الضّليلْ
 قِطَعٌ من الذّكرى يراكمها  ويمشي  في الرّفاتْ
كَمْ مرّةٍ ذراتُ  صَمْتِكَ أصْبَحتْ  لِي مُعْجَماتْ
 لَكَأنَّهُ  مُتَلَفِّعٌ   بِكَ قَلْبُ  قلْبيَ  مِنْ دُهُور ْ
عانَقْتُ عُمُري َ  فِي مَداكْ 
تَمْضِي وَبينَ ضِفافِ دَمْعيَ  قَدْ جَريتُ إلى رُباكْ 
فِي فَجْوةٍ  وُجدتْ  بِحُلمي عُمتُ سابِحَة ً هُناك ْ 
فِي لَونِ عَيْنيكَ الفَناءْ
 فِي هَمْسِ عَيْنيكَ النّذورْ 
فِي كُلِّ شِعْرٍ  قَدْ عُرِفْتَ  صَبابَة ً ضَجّتْ  عَناءْ 
شَققّتُ فِي خُشُبي خطايا  كالجُروح 
فرأيتُ  سِحْرَك لي هدايْ
 نُقلّتُ فوقَ المَاءِ كُنْتَ سَفيِنَةً  جَاءتْ نَجْاة
رُوحِي أقلّصُهَا  بِدُونكَ  رُبْعُ رُوحْ 
خُذْنِي أجدّفُ فِي مَراكِبَ الانتظار
طَرِيقَ نُورْ 
يا صَوْتَ  حِكْمَتيَ الغَويْ 
أوَليْسَ يَعْلَمُ كَمْ تَدُوسُ  على خُطاهُ 
خُطْى  أسايْ؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد